نادي وادي ريم 📚 نشرة أروى لا.fi البريدية - العدد #4 |
22 يناير 2025 • بواسطة أروى لا.fi • #العدد 4 • عرض في المتصفح |
✉️| مرحباً، تصلكم هذه النشرة في صفحتها الرابعة بعنوان: "نادي وادي ريم" من المدينة المنورة، بعد أن أطلقت أول مشروع لي في دائرة حياتي الصغيرة، وهو رديف في نفسي لعالم النشرة البريدية الذي ما زلتُ حديثَة عهدٍ به، زفوني بدعواتكم الطيبة، وتمنياتكم لي بالخير العميم.
🗓️| يوم الأربعاء السعيد | 22 رجب | ١٤٤٦ھ |
|
![]() |
مرحباً، تخبرني أمي أن اسم ريم كان أحد الأسماء المقترحة لي عند ولادتي، وفي صغري كثيراً ما كانت تمتحنني خالتي بأن تقول: كانوا بيسمونك آسية! وتتلذذ بمنظر طفلة منفعلة ومغضبة، لأن اسم آسية لا يروقني، لكني أنتمي لاسم ريم وأحبه، وقريباً سيكون اسم "آسية" من معشوقاتي السبع، وخطير عليه يصير اسم نشرتي البريدية! |
![]() |
هكذا عرّفت بنفسي في نادي وادي ريم، وهذه بطاقتي الشخصية الحالية؛ حتى إشعارٍ آخر، فما هو وادي ريم؟ هل هو أحد مختراعاتي وبنات أفكاري أم أنه موقعٌ جغرافي يقطنه خلقٌ كثير وله مساحة خاصة من الكرة الأرضية؟ حسنٌ؛ علي أن أكون أكثر جدية لتثقوا بمعلوماتي وتفصلوا بينها وبين خيالاتي، فحسب ما هو مكتوب في صـ٣٧ من كتاب "جبل ورقان في الجغرافيا والتاريخ والأدب" الذي ألّفه خالي وابنُ خالتي، فإن وادي ريم: وادٍ فحْل يتصل بجبل ورقان، وتلتقي فيه سيول الجبال والأودية الواقعة في قرى وادي ريم" ولا حاجة لكم برؤية إحداثيات الموقع الرقمية ويكفي من الكلام ما أحاط بالمعنى. |
اليوم هو اليوم الرابع من نادي ريم، الذي أعلنت عنه بنسخته المجانية الأولى، وشارك فيه ٢٥ قارئة، من بيوتات مُختلفة، وقرى ثلاث، وانضم لنا ضيوف شرف أصدقاء من وادي الفرع وجدة، وهو نادي افتراضي، ليس رياضيّاً كما تحلم بذلك ابنة عمتي الرشيقة وإنما هو نادي تثقيفي وترفيهي، ولأكون أكثر مصداقية -بيني وبينكم يعني- دعونا من الثقافة والصداع الناتج عنها، احذفوا هذه الكلمة ولا تنقلوها عني أبداً، النادي ترفيهي بحت، ليس لأني سآخذ فيه دور المهرج خفيف الظل، ولا لأني سأتقمص دور حليمة بولند في رمضان وأمطرهم بالأسئلة والمسابقات وأفعّل زر تشغيل: من سيربح المليون! لا لا، هذا غير معقول أبداً، فالقراءة عندي بمعناها البسيط عِدَّةٌ وعتاد، إلا أن ما أعنيه أن القُرى كما لا يخفى عليكم تخلو من الوجهات السياحية، إن آخر فعالية أقدَم عليها صديقاتي اللاتي هنّ من جيلي كانت رحلة شتوية نهارية، قبل ما يزيد على ٣ سنوات، ثم انشغلن بما كتب لهن الله من نصيب مُتع الحياة الزائل، فهناك شحّ في التجارب الجديدة، أقصى ما تم بلوغة من طفرة المشاريع عندنا هو تدريس الأطفال أو تلبية رغبة البطون عن طريق الأسر المنتجة، ولكن العقول منسيّة، لستُ من أصحاب الألعاب الإلكترونية ولا أميل لها، لذلك فإني أغيب عن احتفالات "بشرغم" في الفوز بـ٠لودو وببجي، فأنا أحب المتعة، وأقدِّس الطريقة، ولن أنتظركم حتى تسألوني عن معنى الكلمة الغريبة في السطر الأخير، فهي اسم شلّة، وحتى لا تتربى فيكم صفة الفضول فلن أخبركم بسبب التسمية ولا معناه، حتى لا تقولوا بأني "ثرثارة" وما أخلي خبر! |
ما علينا, مؤخراً بدأت تنشأ المزارع والاستراحات الخاصة عندنا، وزانت جلسات العصرية بالذهاب من مزرعة إلى أخرى، وأصبح لكل بيت مزرعته الصغيرة في طرف الحوش، وصار نساء الحي السعيدات يتبادلن الشتلات كرماً منهن؛ لتنعم البيوت بلون الخضار، وأجمل ما في الموضوع هو أنك ستسمع في كل مجلس اسم نبتة غريب، أو معلومة مضحكة في تعامل المزارعات مع زروعهن؛ فمثلاً جدتي التي لم تعتد إلا على تربية الغنم عندما أهدتها حفيدتها " شُجيرة تين" لأنها تحبها؛ أمرت جدتي بإحضار شبك الدجاج ووضعه عليها، أخبرت جدتي فيما بعد أنها لا تصلح للزراعة؛ لأن تينتها العزيزة تخلو من مظاهر الجمال، وهل يجلب الناس المشاتل إلا للتغذية البصرية؟ لذلك قيّمت صنيعها بأنه صفر من عشرة، وكُبرَيات بنات عمتي التي تعلمت "السواقة" قبل ٣٠ سنة ونسيتها الآن؛ أخبرتها أنه نبَت في حوشي نخلة وهي من عند ربي لم أزرعها بنفسي فأخبرتني بأن النخلة تُطهّر كما يُطَهّر الطفل الوليد، وأني إذا لم أنزع نواتها من تحت تربتها فلن أنعم بجني الرطب "المسنكر" نسبة إلى السكر، واللفظ لي والنصيحة منها. |
وهكذا تمضي الحياة في قريتنا السعيدة، ولكن إن شاء الله لكم يوماً أن تزوروا قريتي فلا تتوقعوا أنكم سترون حديقة منزلية أجمل من حديقة الورد، وهي عندي من جنان الله في أرضه، فنحن كما ترون قريبون من الطين ومن الطبيعة، لذلك عندما استفتحت ناديي القرائي أخبرت الجميع بأن النادي اجتماعي قبل كل شيء، سيساهم في تعزيز التواصل بين أفراد الوادي، ويخلق لهم أرضية إنتماء موحدة، وهي القراءة، وأزعم أني نجحت حتى الآن بنسبة ١٪ والواحد ليس بقليل، وبعد مضي يوم على نشري لإعلان النادي سألتني صديقتي التي تؤمن بي وتخاف علي أمَارات الفشل: كم عدد المشتركين حتى الآن؟ فأجبتها: ١٤ .. قالت: تراهم جايين بيشوفون أنت ايش راح تسوين فانتبهي؛ فضحكت منها، قلت من الجيد أن الانسان عندما يقول: هاي، يرد عليه آخر بأن يقول: هاي! وهل دعوتهم إلا ليجتمعوا ويروا صنيعي، أنا أقدّرُ لهم هذي الإلتفاته حقاً، بعد ذلك أخذنا نتندّر على كثير من المواقف التي نخرج فيها من بعض المجالس وإحدانا لم تُكمل سالفتها، ولأهل الحي قصص لا تنتهي حول ذاك، فكأنها تنفّست الصعداء وقالت مستبشرة: أخيراً بيكون لنا صوت ونعرّف بأنفسنا وبأفكارنا وآراءنا بصوت عالي، وهذا فاصلٌ عرَضي، وحنى الآن فإن خالتي التي تحمل شهادة محو الأمية شاركت معي في النادي لأنها "تحب تتفلسف" حسب تعبيرها، وتحب تماحن كمان! وهي من كانت تمازحني باختلاق اسم جديد لم يختره أحد لي غيرها، وهو "آسية"، وأحد اللاتي انضممن لي هن من الأمهات الجدد التي مللن من هموم الأمومة وأردن تغيير جو، وابنة خالتي بعد تخرجها من الثانوية قررت أن تتفرغ لمدة سنة قبل أن تُقْدِم هي وصديقتها على إكمال الدراسة الجامعية، وقد وجدت الفرصة سانحة للانضمام لهذا الركب، وأختي ريمان طبعاً انضمت لي، وعندما سألتها عن توقعاتها للنادي، قالت بأنه: جميل أسطوري كل شي حلو، أعترف إن هذا أقوى تعزيز مر علي ولكنها حسب تقديراتي الإدارية كرائدة نادي قارئة من الطراز الرفيع فهي تنهل من مكتبة أبي التراثية ولا تفارقها، وهي في عيني "أروى الصغيرة" التي ستكبر ذات بغتة، ويتفاجئ باسمها العالم الرهيب. |
أحد مؤشرات النجاح الصغيرة بالنسبة لي هي: |
![]() |
وعلى كل حال، أنا سعيدة جداً بهذا الإنجاز الصغير في خَطْوِه، الكبير عند أهله، ومتشوقة لتمام التجربة بعد شهر من الآن إن شاء الله، وعند إتمامنا آخر مجلس [يوم السبت ٢٣ شعبان] لمناقشة الكتاب تعالوا واسألوني: ما الأخبار؟ ولكن الآن لن أخبركم ما هو اسم الكتاب، كما لن أخبركم من هي أم ضي! فهذا سر. |
* * * |
![]() |
![]() صورة مسربة من استبيان التسجيل في النادي° |
![]() مُعلَّقة 🫰 |
* * * |
التعليقات