بين تضحيات الأحرار وأوهام المثبطين _ معركة ردع العدوان |
27 نوفمبر 2024 • بواسطة عبد الرحمن ياسين علوش • #العدد 2 • عرض في المتصفح |
بين تضحيات الأحرار وأوهام المثبطين
|
|
مع فجر اليوم، تعالت أصوات بنادق المجاهدين على جبهات ريف حلب الغربي، إيذانًا بمعركة في سبيل الله، معركة حملت في طياتها الثأر لشهدائنا الذين يرتقون إلى ربهم كل يوم، وكان آخرهم ضحايا المجزرة المروعة التي وقعت في مدينة أريحا البارحة. وإن هذا العمل المبارك ما هو إلّا فضل من الله علينا، أن أبقى روح الجهاد متقدة في قلوب أهل المحرر رغم كل المصاعب والابتلاءات. وما زال في هذه الأرض المباركة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، يجاهدون بأموالهم وأنفسهم، محتسبين الأجر والثواب عند الله، ثابتين على الحق مهما عظمت التحديات. |
وفي الجهة المقابلة، تعالت أصوات المثبطين الذين لا همَّ لهم إلا إشاعة الوهن بين صفوف المؤمنين، مدّعين أن هذه المعركة ستتحول إلى مهلكة للمجاهدين. ولكن، هيهات أن يضر هذا القولُ الرجالَ الذين عاهدوا الله على بذل أرواحهم في سبيله. فهم يعلمون أن النصر لا يُوزن بالعدد ولا يُقاس بالعدة، بل هو وعد الله لعباده المؤمنين الصادقين. |
ولو كانت الغلبة بكثرة العدد وعدة السلاح، لما انتصر المسلمون يوم بدر، ولما كانت غزوة الأحزاب نصرًا حاسمًا رغم أن الأحزاب قد اجتمعوا بأعداد لا قبل للمسلمين بها. ولو كان الأمر بالمنطق الدنيوي وحده، لما صمد الثوار هنا في سوريا أمام دول عظمى كإيران وروسيا، والتي سخرت كل إمكانياتها العسكرية والاقتصادية لدعم النظام، ومع ذلك وقف الأحرار ثابتين، متوكلين على الله، محققين بطولات أذهلت القريب والبعيد. |
فالنصر والتمكين لا يأتيان بكثرة الجنود الذين يتم تجيشهم وقلوبهم خاوية من الإيمان والتقوى، وليس بقوة الترسانة المسلحة التي يقودها أرباب الشهوات والهوى. إنما النصر بالقلة المؤمنة، التي سلاحها الإيمان، ولباسها التقوى، وعزائمها حديد وبأسها شديد. |
فعلينا أن نعلم أن واجب الجميع هنا في المناطق المحررة أن يخلصوا النية لله، ويتقوا الله في أعمالهم، ويبتعدوا عن الذنوب والمعاصي. فإننا أقوى من أعدائنا بتقوانا لله، فإذا ذهبت التقوى، فالغلبة للأقوى. يا أهل المحرر، اعلموا أن النصر وعدٌ من الله، ولن يتحقق إلا إذا اتقينا الله في أعمالنا، وأخلصنا له العبادة والطاعة، وعلمنا أن النصر بيده وحده. فإذا اجتمع الصدق مع الإيمان، فإن وعد الله حق، ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الروم: 47]. |
|
|
![]() |
التعليقات