نشرة عبد الرحمن ياسين علوش البريدية - العدد #1 |
26 نوفمبر 2024 • بواسطة عبد الرحمن ياسين علوش • #العدد 1 • عرض في المتصفح |
برمجة العقول الناشئة_ الرسوم المتحركة ومعاول هدم القيم.
|
|
في هذا الزمان الذي غَرِقَ فيهِ الغرب في بحر الانحطاطِ الأخلاقي ومازالوا، حيث لا قاع لهذا التردي ولا نهاية لهذا السقوط، أضحت فطرة الإنسان تُحارَب باسم الحرية وتستبدل بشعارات زائفة تُزيّن الرذائل وتُشرّعُ الانحراف. تفككت الأسرة، وتشوهت الفطرة، حتى بلغ بهم الحال إلى أن تجاوزوا في انحرافهم وصف البهائم فالبهائم على فطرتها التي فطرها الله عليها لا تنحرف. فرأينا تفشّي ظاهرة الشذوذ والمثلية والتحوّل الجنسي والعلاقات غير الأُحادية والترويج للإباحية. |
ولم تقصر هذه الظواهر على كونها ممارسات فردية في أوساطهم، بل تعدَّت ذلك إلى أن تصبح من مكونات هويتهم الفكرية والثقافية، فباتوا يُشَرِّعون لها ويحتفون بها وكأنّها صورة للإنسانية المثلى التي ينبغي للعالم بأسره أن يعتنقها، ومن هنا سعوا بكل قواهم إلى تصديرها للأمة الإسلامية التي تمثل آخر الحصون المتصدّية لهم. ولأنهم يدركون أن الدخول في مواجهة مباشرة مع المسلمين لن يُثمر، لجأوا إلى سلاح خفيّ لكنه نافذ: التأثير على الجيل الجديد. ولعل الأفلام والمسلسلات الكرتونية هي الوسيلة الأكثر فاعلية في تحقيق هذا الغزو الفكري، حيث تُعرض للأطفال وهم في سنٍّ لا يميزون فيه بين الصحيح والزائف، وبين الحق والباطل. |
فعلينا أن ندرك في البداية أن الكثير من الأفلام والمسلسلات الكرتونية اليوم ليست بريئة كما يتوهم البعض. بل هي محمّلة بكثير من الرسائل التي تستهدف تغيير قناعات الأطفال وزعزعة مفاهيمهم. ومن أخطر هذه الرسائل: |
المشاكل العقدية فكثير من الأفلام الكرتونية اليوم تحمل أفكارًا تمس جوهر العقيدة الإسلامية. على سبيل المثال: "كرتون السنافر"، الذي يُعظم الطبيعة لدرجة تأليهها، إذ يُطلق عليها اسم "الأم الطبيعة" ويُصوَّر أن السنافر يهابونها ويطيعونها كما لو كانت إلهًا، وهذا بالضبط يُمثّل عبادة الوثن "جيّا" في الميثولوجيا الإغريقية القديمة، وهي واحدة من أبرز الشخصيات في معتقدات اليونانيين. كانت "جيّا" تعتبر إلهة الأرض الأم، المسؤولة عن خصوبة الأرض والتوازن الطبيعي. والتي ما زالت إلى يومنا هذا تُعظّم تحت مظلة الحركات الوثنية الجديدة والديانات البيئيّة وفي كرتون السنافر... هذه الأفكار ترسخ في ذهن الطفل مفاهيم تنافي التوحيد وتزعزع الفطرة النقية. |
وكذلك من الرسائل الخفيّة في الكثير من الأفلام الكرتونية فكرة الترويج للشذوذ ولذلك لا يكاد يخلوا برنامج كرتوني جديد من رموز الشذوذ وألوان المثلية وأعظم غاياتهم بذلك أن يعتاد الأطفال رؤية هذه الرموز منذ الصغر ليصبحوا في المستقبل متقبلين لهذه الظواهر، بل وربما داعمين لها. |
والأقذر من كل ذلك ما نراه من الإيحاءات والمشاهد غير الأخلاقية في هذه الأفلام والمسلسلات الكرتونية وعلى سبيل المثال كرتون " أبطال التايتنز" الذي يعرض على قناة سبيستون والذي يحمل في حلقاته من القذارة ما يحمل وكل هذه المشاهد تمر على أطفالنا بشكل متكرر ليعتادوا عليها دون إدراك لما تحمله من خطر على فطرتهم. |
وفي هذا المقام، يجدر بي أن أُلفت الانتباه إلى أنَّ الكرتون ليس في ذاته هو المشكلة، فهو وسيلة يمكن توظيفها للخير أو الشر. ولكن الخطر يكمن في المحتوى الذي يُعرض في بعض أفلامه ومسلسلاته والتي يتم تصميمها بشكل مدروس لاستهداف عقيدة الطفل وفكره وأخلاقه، وإبعاده تدريجيًا عن قيمه وهويته. |
ختامًا على الوالدين أن يدركوا أن ترك الأطفال أمام الشاشات دون رقابة أشبه بمن يترك بوابة بيته مفتوحة أمام عدو متربص يريد تدمير كل شيء. |
![]() |
التعليقات