هل ستكتب أيام العيد، أم ستكتفي بملء كوبك؟ 😌☕نشرة مرجع التدوين البريدية - العدد #28

تساءلتُ مع اقتراب العيد، كيف يمكنني أن أخوض تجربة الكتابة فيه؟ هل أكتب؟ أم أستريح؟ مع ميلي لخيار الراحة، إلا أن العيد بالنسبة لي مزدحم بطقوسه التي تحتاج إلى إعداد واستعداد ومشاغل إضافية من أجل العائلة، مع ذلك فأنا أراه فرصة عظيمة لنتعامل مع الكتابة تعاملاً مختلفاً، نعيد بالكتابة أيضاً، لم لا ؟  أو ربما يمكننا أن نطرح على أنفسنا خيارات متعددة تجعل علاقتنا بالكتابة أكثر مرونة وتتجاوز الهدف الذي نكتب من أجله إلى أهداف أخرى أبعد في الأثر، وتعود بالنفع علينا حتى ولو كان أيام العيد..

في العيد مهما كان دورك المرحلي في أسرتك في الوقت الحاضر؛ منشغل أم تشعر بالملل، سأطرح عليك هنا عدة خيارات مرتبطة بك ككاتب "لأيام العيد"، ويمكنك اختيار المناسب لك، في النهاية ماهي إلا مساعي نسعى بها لنوثق علاقتنا بالكتابة في جميع ظروف الحياة الاستثنائية.

١. توقف عن الركض والتقط بعض أنفاسك:

لا أحد ينكر أن الكتابة هي نوع من أنواع العزلة، فبمجرد أن تمسك القلم أو لوحة المفاتيح، تصبح الحياة حولك معتمة، ويصبح كل شيء أمامك هو الموضوع أوالفكرة التي تود الكتابة عنها فقط!
هذه اللحظات من العزلة عمن حولي، هي أيضاً لحظات من الاتصال مع نفسي، ذهني، وأفكاري، وربما يشاركني الكثير متعة الكتابة المتمثلة في هذه العزلة، ولكن يصبح الأمر مرهقاً، حينما يتوجب عليّ أن أنهي ما أكتب في وقت محدد؛ لذا فالسرعة والاستعجال في الكتابة قبل الذهاب إلى العمل أو قبل استيقاظ الأهل وأفراد العائلة من النوم أوعودتهم من أشغالهم، يجعل العملية الكتابية على هذا النحو- يومياً- نوعاً من السباق!  وبالمناسبة، هنالك الكثير من مظاهر السرعة التي تفرضها علينا الكتابة، مثل ضرورة أن تنشر موضوعاً متزامناً مع بعض الأحداث والمناسبات، هكذا تتطلب العزلة التي نحتاجها إلى المزيد من الجهد، التركيز والسرعة، وربما بسبب كل ذلك تصبح الكتابة متعبة بعض الشيء. 

لذا استرح، هذا الخيار الأول أمامك، وهذه النصيحة ربما ذكرناها كثيراً في بعض الأعداد السابقة، ولكن تذكر أن تترك خلاصة من المهام التي ستباشر بها الكتابة، والتي ستعيدك إليها بعد استراحة العيد حتى  تعود سريعا إلى الكتابة وحتى لا تتوه في معمعة "إجازة مابعد الإجازة"

٢.املأ سلتك الإبداعية واقتنص بعض الأفكار :

العيد أكثر المواسم المليئة بمشاعر السرور،البهجة، الحنين، ودفء العلاقات مع الأهل والأصدقاء، والكتابة تتأتى بشرارة من المشاعر، إذا راجعت كتاباتك ستجد أنها ماهي إلا خلفية عن شعورٍ قبل الفكرة، وكثير من مشاعر الغضب والحزن والمواساة والاجتهاد وتقدير الذات والسعي والمثابرة تعتبر من المولدات المألوفة للمشاعر في الأيام الاعتيادية، إذا كانت كتاباتك كذلك اقترح أن يكون العيد مُولّداً لكتابات مختلفة، وهي مشاعر السعادة تلك، لذا املأ سلتك بهذه الأفكار وابدأ التركيز على تلك المواقف المميزة والتي لا تحدث إلا في مناسبة كمناسبة العيد واكتبها كرؤوس أقلام. بعد العيد ستجد سلتك ممتلئة، هنالك الكثير لتكتب عنه في الانتظار.

٣. استغل الفرصة لصنع قاعدة جماهيرية: 

إذا كنت تفكر بأن تبدأ رحلة الكتابة، أو تكون جزءاً من تفاصيل العيد في ذاكرة قرائك، هذا الخيار متاح لك في فترة العيد، إذا كنت منقطعاً لفترة عن النشر أو كنت مبتدئاً في المجال، أقترح عليك أن تكون من الأشخاص القلة الذين ينشرون كتاباتهم في العيد.

في العيد يستحب البعض منا القراءة، ونريد أحياناً أن نقرأ شيئاً مميزاً مثلما نريد أن نشاهد البرامج أو نتابع الأفلام، إذا كان لديك بعض المحتوى المميز -الممتع خصوصاً- كالقصص القصيرة أو الحكاوي أو الرواية، أو المقالات الترفيهية الممتعة، فأقترح عليك أن تختار لها عناويناً جذابة وتنشرها في العيد بالذات، هنالك شريحة من الناس اعتادوا القراءة ، وقد تتفاجأ بانتشار كتاباتك ببركة هذا العيد.

هنالك من تسليهم القراءة، وقراءة التجارب الشخصية والمواضيع الشيقة الممتعة بدلاً عن متابعة فيلم أو مسرحية، لذلك لديك هذا الخيار إذا كنت تنوي الاستمرار بالكتابة، ابدأ التحضير لما ستنشره. هذا موسم فريد للتواصل واكتساب جمهور كبير من القراء.

أخبرنا كيف ستملأ كوبك في العيد؟ هل ستواصل الكتابة أم ستأخذ استراحة؟ وإذا كنت من محبي القراءة أخبرنا إذا كنت تقرأ شيئاً معيناً في العيد، وبالتأكيد لا بأس بالانقطاع عن كل هذا والاحتفال مع الأهل كما جرت العادة، استمتع بالعيد وروّح عن نفسك، حتى يمتلأ كوبك.

كتابة وإعداد: إيمان السقاف.

إشراف عام: أحمد قربان.

🗃️ لقراءة الأعداد السابقة من النشرة البريدية: 

📩 للإعلانات:

[email protected]