رمضان ونية "تركيز" الكتابة 🌙✨نشرة مرجع التدوين البريدية - العدد #27 |
بواسطة مرجع التدوين • #العدد 27 • عرض في المتصفح |
مع انتصاف الشهر الفضيل، تصبح الأهداف والنوايا المرتبطة برمضان أكثر وضوحاً، وتصبح التفاصيل اليومية التي يتفرد بها "رمضان" أسهل وأكثر ألفة، فكيف حال الكتابة معكم في هذا الشهر الاستثنائي؟🌙✨
|
|
بين الإكثار والتخفف: |
كمجربة، أنا من المقتنعين بفكرة "أن تكتب كثيراً مهما كان ما تكتب" ومازلت مقتنعة بها وأشجع عليها، فكلما كتبتَ أكثر، كلما حفزت دماغك على توليد المزيد من الأفكار لتتحدث عنها، تبحث عنها، تنقلها أو تشاركها عبر كتاباتك، وهنا تكمن متعة الكتابة، فبعد أن تتجاوز صعوبة البداية، تصبح الأمور بعدها أكثر سلاسة؛ ستجرك الكتابة بالضرورة إلى المزيد من الكتابة إذا انتظمت فيها! |
وقد استفدتُ كثيراً من تبني فكرة "الإكثار“ هذه، لكي أطور العديد من مهاراتي في الكتابة والتدوين بشكل أفضل مما كنت عليه، ولكن في خضم انغماسي بالالتزامات التي يفرضها تغير روتين الحياة في رمضان؛ من تغير في الأولويات، نظام الأكل، النوم ، الحركة، وبالتأكيد الزيارات الاجتماعية، كنت مرغمة على التخفيف من وتيرتي في الكتابة، وقد سبب ذلك زوبعة من الأفكار المتشابكة التي وددت الكتابة عنها والتي تزاحمت في عقلي مع غيرها من المهام الكثيرة المستجدة منذ بداية الشهر الفضيل، وهكذا بدأ صوتها -الصادح عادةً والذي لا يهدأ إلا بتحويلها إلى حروف وكلمات- يخفت شيئاً فشيئاً قبل أن أنظمها في نص معبّر يسمح لي بأن أطورها إلى مواضيع ذات قيمة شخصية أو نفعية، ولأصدقكم القول، شعرت في أول أسبوع بالكثير من تأنيب الضمير والضيق بسبب عدم قدرتي على الإنتاج الكتابي بنفس الوتيرة التي اعتدت عليها! |
التركيز نتيجة الخفة: |
بعد انتهاء العشر الأولى من شهر رمضان، التقط ذهني شعور “الخفة" التي لم أشعر بها منذ فترة طويلة، الخفة في الحركة، الخفة في تسهيل التواصل مع الأرحام أو الانخراط في محادثة اجتماعية، الخفة في العطاء، الخفة للإقدام على العبادات وهذا الأمر جعلني أتشجع للتخفيف من أصناف الأطباق التي سآكلها خلال ساعات الإفطار، التخفف من حمل هم المشاريع والعمل والخطط المؤجلة إلى ما بعد رمضان، التخفف من كل ما من شأنه أن يفقدني تركيزي على اللحظة التي أعيشها هذا الشهر بروحانيته وسكينته. |
ولكن الأمر مع الكتابة والقراءة كان مختلفاً، ففي البداية كان تقبلي لكتابة القليل مرغمةً خير من الانقطاع، ولكن هذه القلة كانت بالنسبة لي نوعاً من الخفة أيضاً، حيث خبأت في جوهرها الكثير من التركيز والتعمق، ولأني فرضت على نفسي التقليل من أفكاري، صارت كل فكرة منتقاة بعناية ومركزة في الوقت ذاته، وأقصد بذلك؛ أن الحضور في كل فكرة اخترتها للكتابة بدا لي أعمق من كل مرة أكتب فيها بكثرة وأنتقل فيها بسرعة من موضوع لآخر، وربما هذا ما دفعني لفرض مساحة تأملية عقب كل نص أحتفظ به في مذكرتي، فالأمر أشبه بأن أسلط ضوءاً مركزاً على ما أكتب لأنظر له بوضوح أكبر وأخوض في تفاصيله من جميع الجوانب! |
ما النتيجة؟ كتابة أكثر إحكاماً وأكثر تعمقاً! وهذا ما أنوي الاستمرار فيه إلى نهاية رمضان بإذن الله. |
كيفية التركيز في الكتابة ؟ |
في مقالته ذكر ماثيو ستيبي 22 طريقة لمساعدتك على التركيز على الكتابة، ولكن ما شدني منها -وما يتوافق مع نية "الخفة" التي أنوي انتهاجها في ما تبقى من الشهر الفضيل- كانت ثلاثة أفكار ملفتة بالنسبة لي : |
١. وقتٌ كافٍ للتدفق: |
يقول ستيبي "أن التدفق، يحدث عندما يركز شخص ما وينخرط بشكل كامل فيما يفعله، و عندما تكتب بهذه الطريقة، فإن الكتابة بطلاقة وسلاسة تحصل بشكل طبيعي". |
وهذا ما أرغب في تحقيقه؛ أن أجعل للفكرة الواحدة وقتاً كافياً ليتدفق عنها أكبر قدر من الكتابة، وبالتالي فرغم أني ربما أكتب أياماً في فكرة واحدة إلا أني مكتفية بها ما دام سيتدفق عنها الكثير من الكتابة والأفكار التفصيلية. |
٢. عدم القلق بشأن تحرير النصوص ومراجعاتها: |
أعترف أني أحمل هم مراجعة النصوص وتحريرها دائما، وأفكر متى سأنشرها؟ لكن أظنني سأتخفف من هذه المهمة أيضاً. |
التحرير لا يعني الكتابة لذا لا تدع المحرر بداخلك يعيق مؤلف النصوص المنتج، تعلُّم كيفية الكتابة بشكل جيد يعني قبول أن مسودتك الأولى قد لا تكون مثالية. لذا اترك ملاحظات لنفسك في النص الخاص بك … الشيء المهم هو الاستمرار في الكتابة الآن والتعديل لاحقًا |
٣. اترك خطافاً لتبدأ المرة القادمة: |
"عند الانتهاء من الكتابة كل يوم، حاول ترك بعض الملاحظات في النّص الخاص بك لمساعدتك على البدء في اليوم التالي. وهذا سيجعل من السهل التغلب على حالة الجمود وسيساعدك لإعادة الانخراط في الكتابة. |
مثل أي شيء آخر، التركيز يأتي بالاستعداد. إذا تمكنت من إعداد نفسك للدخول في عقلية التركيز، فسوف تكون قادرًا على التركيز. وكما يقول الكشافة، "كن مستعداً دائماً" |
لذا أعتقد أن تقبلي لفكرة التقليل والتخفيف من الكتابة في هذا الشهر هو حل جيد ووسط، كي لا أقع ضحية التطرف بالإكثار، أو التطرف بالانقطاع، وسعيدة أني تعلمت من رمضان أن الخفة هي مساحة للنمو أيضاً، وربما هي فرصة -في المقابل- للتركيز على القليل (الاستثنائي المتفرد)، بدلاً عن الكثير (المستهلك المعروف) من أفكارنا. |
كيف أنت مع الكتابة في رمضان، ومع عاداتك بشكل عام؟ هل فرض عليك رمضان نمطاً جديداً؟ |
كتابة وإعداد: إيمان السقاف. |
إشراف عام: أحمد قربان. |
*** |
📚 ترشيحات رمضانية 🌛: |
في العدد السابق شاركنا معكم بعض عناوين الكُتب التي تتناسب مع الأجواء الرمضانية، وتعقيباً عليها رشح لنا بعضكم عناوين أخرى مميزة لنشاركها معكم في هذا العدد: |
من تأليف أحمد خيري العمري: |
كتاب القرآن نسخة شخصية |
كتاب القرآن لفجر آخر |
من تأليف أدهم شرقاوي: |
كتاب رسائل من القرآن |
كتاب وبالحق أنزلناه |
ومن تأليف علي العلي : |
كتاب علمتني سورة الفاتحة |
كتاب علمتني سورة البقرة |
نتمنى لكم قراءة ممتعة ومفيدة🌱 |
*** |
🗃️ لقراءة الأعداد السابقة من النشرة البريدية: |
تدوين القرآن، الكتابة التأملية بهدف التدبر والتفكر 🌱🌙 |
لا تدع المزاجية تنال من كتابتك 😕🥀 |
هل تخطط قبل الكتابة 💡📊 |
📩 للإعلانات: |
التعليقات