هل تعرف كيف تسامح؟ إليك الطريقة!

بواسطة احمد ابوطالب #العدد 127 عرض في المتصفح

قد تعرضت بالتأكيد لتجربة صعبة في حياتك، ونتيجة لتلك التجربة شعرت بالغضب الشديد أو الاستياء أو الظلم. أدت بك في نهاية المطاف إلى شعور عام بالنقمة، سواءً كانت موجهة للوضع الذي واجهته أو للشخص الذي تسبب في هذه التجربة.

ربما واجهت تحديًا صعبًا عندما تعرضت للخيانة من قبل قريب أو صديق، أو ربما تعرضت لأحداث أكثر تعقيدًا، مما دفعك للتفكير في هذا الأمر لفترة طويلة، وربما حتى الآن.

بدون (المسامحة) ستجد أن الشخص الوحيد الذي يتعرض للعقاب هو أنت الذي تفكر بالأمر، والذي تستمر ببث الصور والخيالات وكأنك تسيء إلى نفسك كل يوم لسنوات وبلا توقف.

لقد حان وقت المسامحة الآن، وفوراً. وبالتأكيد سيتبادر السؤال إلى ذهنك: كيف ذلك؟

في البداية يجب أن تعرف أن هناك مفاهيم مغلوطة عن المسامحة، فالمسامحة لا تعني التالي:

  • الافتراض أن ما قام به الشخص من خطأ علي هو أمر عادي ومقبول.
  • الافتراض أن المسامحة تأتي لمصلحة الشخص المخطئ.
  • الافتراض أن المسامحة تعني المسامحة أنه لن يكون هناك جزاء.
  • الافتراض أم المسامحة تعني التصادق مع من أضر بك.

كل ذلك ليس معنى المسامحة.

المسامحة هي أن تُحرر نفسك من (المشاعر المضرة) التي تتولد من ذكريات المواقف أو الأشخاص، وكل ما يُرتبط بهم من قصص وصور ومعتقدات. وان لا تكون رهين لها بعد اليوم.

هناك ثلاثة مشكلات رئيسية كامنة في أي موقف تشعر فيه بالإساءة:

1) تأثير أصوات (القاضي والضحية) في ذهنك: القاضي يسعى لأن تكون دائماً على صواب، بينما الضحية يرغب دائماً في أن تستمر إلقاء اللوم على نفسك والآخرين.

2) الميل إلى (التبرير): فأمام كل حالة عاطفية فيها غضب أو كره أو إطلاق أحكام لا بد من تبرير لهذه الحالة العاطفية، والتبريد أن نخبر أنفسنا لماذا لدينا الحق الكامل بالشعور بالغضب مثلاً، وأن العالم الخارجي هو المسؤول عن كل شيء، وما أنا إلا ضحية لكل ذلك.

3) سطوة (التوقعات): نظرتنا إلى الآخر أنه (ما كان يجب عليه أن يفعل…) يسبب لنا فكرة بسبب ما نحمله من توقعات مثالية. وحينما نتعرض لموقف ما، فإن طريقة تفاعلنا معه تعبر عن التوقعات التي نحملها للشخص والموقف في داخلنا، وهذه التوقعات تكون محاطة بفكرة العدالة والموقف الصحيح.

لذلك فالتسامح هو الرغبة في أن تكون حالتنا العاطفية أكثر اتزاناً. فحين التسامح نحن نتجاهل المعتقد أن الآخر أو الموقف (يجب أن يكون). وبمجرد وصولك لمرحلة التسامح، فأنت ستشعر بإتزان عاطفي عندما تفكر بالشخص أو الموقف، ولن تكون لديك ردات فعل عاطفية مضرة.

هناك ثلاثة أدوات تساعدك لتفعيل التسامح:

أولاً: التقبل: ما حدث انتهى، والحالة العاطفية اليوم هي فقط في خيالك.

ثانياً: التفهم: لماذا قام الآخر بهذا التصرف؟ لماذا تعرضت لهذا الموقف؟

ثالثاً: الوعي: أنت مسؤول تماماً عن حالتك العاطفية، ولديك القوة تجاهها والقوة لتغييرها.

هناك ثلاثة تحديات ستواجهك حين التسامح:

أولا: الالتصاق بالمثالية: مثالية تخيل أنفسهم، مثالية تخيل الآخرين، مثالية تخيل الحياة

ثانياً: التمسك بدور الضحية: هذه الشخصية التي تشعر بالتهديد اذا سامحت، لأنه لن يكون هناك قصص تروى، ولا دراما.

ثالثاً: التمسك فقط بنظرتنا للأمور: وعدم المقدرة على مشاهدة الحدث من منظور الآخر، فغالباً أنت ترغب في أن يقوم الآخر بتفهم وجهة نظرك التي تعتبرها صحيحة دوماً والآخر خاطئ دوماً.

عملية المسامحة في خمس خطوات:

1) توقف عن جلد ذاتك، وسامح نفسك أولاً

2) شاهد الموقف من زوايا مختلفة عن منظور القاضي والضحية.

3) ركز على معتقداتك المثالية، وشكك بها، وتحرر من المثالية.

4) تحرر من القصة، وتوقف عن سرد الدراما المحيطة بها.

5) إروي قصة جديدة لك، لا تكون فيها ضحية ولا قاضي.

-----

أتمنى لك يوماً مليئاً بالتسامح مع الذات ومع الآخرين والعالم.

أحمد أبوطالب

Jamal Ahmed Ammoura1 أعجبهم العدد
مشاركة
نظام التخطيط العبقري

نظام التخطيط العبقري

المخطط التقليدي لديه أهداف ويخطط ولكنه لا يحقق ويشعر بالقلق واللاجدوى وغير راضي عن حياته. مع "نظام التخطيط العبقري" ستتحول إلى المخطط العبقري الذي ينجز بشغف وانغماس، ولديه تركيز عالي ويعيش حالة من الرضا.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نظام التخطيط العبقري