كمال الإنسان المادي! |
بواسطة نظام التخطيط العبقري • #العدد 161 • عرض في المتصفح |
|
في خضم الرحلة الأرضية التي يعيشها الإنسان، قد يفقد بوصلته التي توجهه إلى غاية وجوده، ليجد نفسه يسأل سؤالاً وجودياً: لماذا أنا هنا، وماذا أن يجب أن أفعل؟ |
يأتي هذه التساؤل الوجودي دوماً وأبداً بسبب وجود الحقيقة المطلقة التي لا يستطيع أحد في الكون إنكارها وهي حقيقة الموت. الحقيقة الواحدة التي لا مفرّ منها والتي تذكّرنا دومًا بطبيعتنا الفانية. |
الموت؛ هو الذي يدفع الإنسان ليبحث عن المعنى ويسأل نفسه الأسئلة الوجودية. |
للإجابة عن هذا السؤال ينبغي على الإنسان أن يعرف أن هناك مجموعة من الرؤى الأساسية التي ينبغي الاستناد إليها حتى نتمكن من تقديم تفسير لمعنى وجود الإنسان على هذه الأرض. |
من المهم أن تعرف أن أي نظرية فلسفية تهدف إلى تفسير معنى الوجود تستند إلى واحدة من هاتين القاعدتين: |
1. وجود الخالق الإله، يقف خلف الخلق والغاية. |
أريد أن أشرح لك كمقدمة مهمة، في العصر الرقمي الذي نعيش فيه، هناك مسلّمات غير منطوقة تكمن في معظم النظريات المعاصرة: |
1. عدم وجود إله |
وقد أجمعت كافة الفلسفات الوجودية بأن الإنسان مجبول على حب الكمال، ويصبوا إليه ويسعى لتحقيقه بشتى الوسائل. |
النظرة المادية تفترض أن الكمال يُقاس بما نملكه ونستهلكه، وأن إشباع الغرائز هو السبيل الأوحد لتحقيق المعنى. |
علماء النفس والاجتماع، حين ينطلقون من الرؤية المادية يعتقدون أن تلبية الإحتياجات المادية أولى وأهم من أي اعتبار. |
ولكنهم يصطدمون بمعضلة تزايد معدلات القلق والكآبة، ليعود السؤال التالي ملحاً مرة أخرى: أيّ الاحتياجات أولى؟ أهي المادية أم المعنوية؟ |
لذلك نجد طبيعة المجاميع الإنسانية إنقسمت إلى فئات: |
|
والغريب أن أياً من هذه الفئات تعاني أزمة بشكل أو بآخر بحسب مؤشرات القلق والكآبة التي تتزايد سنوياً بشكل مخيف ولافت. |
المؤشرات الواضحة لنا أن هناك أزمة معنى في هذا العصر الرقمي، وهي تتزايد كل يوم. وكل تقدم وتطور يزيد حدة هذه الأزمة، ليبدو الإنسان الذي يبحث عن الكمال المادي كعطشان يروي ظمأه من ماء البحر فلا يزداد إلا عطشًا. |
ليأتي السؤال مرة أخرى: ما هو هدف الإنسان؟ وما هي غاية وجوده؟ وما علاقته بنفسه والكون؟ |
يسعدني أن تشاركني الحوار بالانضمام إلى جروب واتساب مخصص لمناقشة مواضيع النشرة: جروب مناقشات النشرة |
أدعوك لتطرح آراءك وتساؤلاتك فلا تتردد. |
أحمد أبوطالب |
التعليقات