كيف تُصبح إلهًا للقلم؟ 🛐 - العدد #25

بواسطة م. طارق الموصللي #العدد 25 عرض في المتصفح
هل سبق وتجنبت الذهاب إلى متجر البقالة لأنك لم تكن متأكدًا مما إذا كانت جميع إشارات المرور ستكون 🟢 في طريقك إلى هناك؟ 

أو ترجعت عن ركوب طائرة لأنك لم تعرف المسار "الدقيق" الذي سيتبعه الطيار ليوصلك إلى وجهتك؟ 🛫

بالطبع لا! وإلا لما غادرت منزلك أبدًا.🗿

ولكن عندما يتعلق الأمر بالعمل الإبداعي، فإننا نتصرف على أن مسارنا يجب أن يكون واضحًا وإلا توقفنا! 🗺️

لا تهبط الشجاعة بطريقة سحرية في أحضاننا. وإنما تُبنى، إذ أنك لا تولد واثقًا بإبداعاتك أبدًا.

قبل أشهر، راسلني طالب جامعي بما يلي:

مرحبًا سريني، أنا منزعج من اكتئابي المتصاعد تجاه الأشياء. غالبًا ما أشعر بضغط شديد لأداء عمل تحليلي في حياتي، لكنني لست متأكدًا مما إذا كان يُمتعني به.
أنا في السنة الثانية لتمهيدي الطب (رغم أنني لست واثقًا مما إذا كنت أريد أن أصبح طبيبًا)، وفي رأسي مجموعة من الأفكار، لكنني لست متأكدًا -أيضًا- من جرأتي على التصرف بناءً عليها.
لطالما امتلكت بعض المواهب الإبداعية (وإن ظهرت متقطّعة)، وسؤالي: كيف تتغلب -أنت- على مخاوفٍ كهذه؟ وعمّا يمكنني فعله لأشعر أنني حيثما أريد أن أكون في حياتي.

تحدثنا في العدد الماضي عن عذر (لا أملك الوقت) الذي يقضّ مضاجع كثيرين، وسيكون حديثنا اليوم عن الخوف.

هل لا زال خوفنا الغريزي مبررًا؟

ينشّط الخوف الجزء الذي تطور من دماغنا لمساعدتنا على البقاء على قيد الحياة في العالم القديم.

بدون خوف، كنا لنقود سياراتنا "عكس السير"، ونقفز من الطائرات بلا مظلات، ونذهب للسباحة في المحيط وسط تسونامي. باختصار، بدون الخوف تمامًا، ستغدو مجنونًا وطائشًا. 😬

لكن ذاك الجزء من أدمغتنا -والذي تطور لمساعدتنا على البقاء على قيد الحياة في العالم القديم- لا يسمح لنا بالازدهار في العالم الحديث.

إذا كتبت كتابًا لم يرغب أحد بقراءته، فكل ما خسرته هو الوقت 💤. قد تتعرض ثقتك لذاتك لضربة مؤقتة. لكنك لن تموت أو تذهب إلى السجن أو تفلس!

لم أُدان مطلقًا بارتكاب جريمة بسبب بث حلقة بودكاست لم تعجب الناس أو كتابة كتاب حصل على مراجعة بنجمة واحدة (وتلك تجارب حقيقية).

المخاطرة أساس حياتنا

هل هناك أي شيء تعتزّ به أو تقدّره في حياتك لا يتطلب منك المخاطرة؟ قطعًا لا. وإنما::

  • إذا تقدمت لوظيفة، فهناك احتمالية (≈ خطر) ألا تحصل عليها. ولكن إذا لم تتقدم، فلا توجد إمكانية للحصول عليها أصلًا.
  • عندما تقع في حب شخص ما، فأنت تضع قلبك على المحك وتخاطر بكسر خاطرك. لكن إذا لم تغامر، فستفقد إمكانية الحب.

هل يختلف التغلب على الخوف وخلق الشجاعة لملاحقة أفكارك عمّا سبق؟ أنت فقط تتخيل كيف ستسير الأمور إلى أن تخوضها. لا شيء مضمون، وكل شيء ممكن. لكنك ستبقى جاهلًا بما ستؤول إليه الأمور إن لم تخاطر.

هل تشعر بأنك محتال؟

ربما تشعر أنك محتال لأنك لست خبيرًا أو "مؤهلًا".

إذا كان ما سأقوله سيُشعرك بتحسن، فكنت عاجزًا عن القراءة في الصف الرابع. هذا لا يؤهلك بالضبط لأن تصبح مؤلفًا. صحيح؟

عندما كتبت كتابي -الذي أصبح أحد أفضل الكتب مبيعًا في وول ستريت جورنال "Wall Street Journal"- كان عمري 38 عامًا ولا أزال أعيش مع والداي. لم يكن لي الحق بكتابة كتاب عن النجاح!

يقول سيث جودين في كتابه مشاركة الخبرة المهنية تصنع الإبداع [🔗إحالة]:

"تُحيلنا أوراق الاعتماد -على غرار الشهادات- إلى ثقة "زائفة" بشأن ماهية الخبير حقًا. فلا يعني حصولك على شهادة أن لديك بصيرة أو خبرة. لقد حصلت على ورقة، لكن هذا لا يعني أنك مُهتم!"

لا تحتاج لأن تكون "مؤهلاً" للخروج بشيء عظيم. عليك فقط أن تهتم. وتأكد أن الأشخاص الذين يمتلكون الشجاعة لتجسيد أفكارهم لا يمتازون عنك.

يشترك جميع الأشخاص الناجحين بسرّ صغير.. قذر

دانييل لابورت

دانييل لابورت

هم كذلك يشعرون بأنهم محتالون ومخادعون!

لا أعلم إن سبق وسمعت بصديقتي دانييل لابورت Danielle LaPorte☝🏼؛ هي كاتبة يتابعها الملايين من المعجبين العاشقين ونشرت كتبًا تخطف الأنفاس. لكن قد يفاجئك تصريحها في إحدى المقابلات:

"الجميع مدعٍ للشجاعة"

إذا شعر شخص بمثل إنجازاتها بهذا، فمن غير المنطقي أن تعتقد خلو حياتك من وقت لا تشعر بذات الشعور.

انتظار..

عندما تحاول استجماع شجاعتك لتجسيد أفكارك، فقد تميل لانتظار الوقت المثالي؛ حيث تتهيئ الظروف المناسبة، أو لا تشعر بأنك محتال.

نعتقد جميعًا أن هناك تاريخًا (وهميًا) في المستقبل يضحك خلاله القدَر في وجوهنا لتحقيق أحلامنا الأكثر طموحًا. ولكن ماذا لو لم يأت ذلك اليوم؟

إذا تمكنت من وضع جميع بطك على نسق "to get your ducks in a row"، فقد يلقي بعض الأطفال المشاغبين كسرات خبز في الماء ويتسبب في جنونه. بمعنى آخر، سواء كنت تفتقر إلى الشجاعة لتجسيد فكرتك أم لا، فإن النتيجة ستكون دائمًا غير معروفة!

في كتابه (Better Than Destiny)، يقول (فريدريك بانسون Frederic Bahnson) إن تحيزين معرفيين يشوهان تفكيرنا عندما نميل إلى الانتظار:

  • الحسم الزمني "Temporal discounting"
  • تحيّز النمو الأسي "Exponential growth bias".

يعد (الحسم الزمني) تحيزًا يدفعنا نحو الحصول على مكافأة/فائدة معروفة الآن بدلاً من انتظار فائدة أكبر في المستقبل. يؤثر (الحسم الزمني) على سلوكنا كثيرًا، من التسويف في المشاريع إلى الفشل في النظم الغذائية إلى عدم تحقيق أهدافنا من الإدخار.

بسبب تحيّز النمو الأسي، فإننا نميل إلى تأخير البدء بالأنشطة التي، إذا لو التزمنا بها، فمن شأنها أن تقودنا لنمو مركب.

إذا كنت تريد أن تتسم بالشجاعة لتجسيد أفكارك، فعليك البدء قبل أن تشعر بالاستعداد وتتصرف نيابة عن نفسك في المستقبل. مع كل خطوة، يتغير منظورك، وتتعلم أشياء لا يمكنك معرفتها حتى تتخذ الخطوة الأولى.

يمكن أن يُرعبك القفز إلى المجهول. تتسابق آلاف الأفكار في عقلك.

  • ماذا لو سارت الأمور نحو الهاوية؟ ماذا لو انهارت حياتي؟
  • ماذا لو سخر منيّ الناس؟
  • ماذا لو لم يأخذني أحد على محمل الجد؟

نريد أن نكون (عرّافين) قادرين على التنبؤ بالمستقبل. لكنك لست مارتي ماكفلي Marty McFly [بطل سلسلة "العودة إلى المستقبل"].

لم يخترع أحد آلة الزمن، ولا يمكنك أن تعرف كيف سينتهي مشروعك أو مسعاك الإبداعي.

الخوف.. رد فعل ~ الإبداع.. فعل

يمكنك التعامل مع وضعك الحالي انطلاقًا من الخوف أو الإبداع.

شجاعة الاستجابة بإبداع هي عادة.

عندما تحترم التزاماتك تجاه نفسك، تزداد ثقتك لأن كلماتك تتوافق مع أفعالك. تبدأ صغيرًا وتشق طريقك نحو أفكار أكبر وأهداف أكثر طموحًا.

شاركنا حلمًا لا يمكنك استجماع شجاعتك لمتابعته، ولنجتمع قوانا معًا 🤛🏼🤜🏼

🆕: موهوب أمام التلسكوب 🔭

غمرني جمهور النشرة بلطفه فعلًا، إذ شاركني البعض أسماء بعض الضيوف الرائعين، والذين سنستمتع بصحبتهم بلا أدنى شك.

ضيف اليوم، أو بالأحرى ضيفة اليوم هي: ل 

🖋️ عرفينا بنفسك! من أنت؟

أنا لام أو كما يناديني الأصدقاء لمى، كاتبة محتوى إبداعي وتسويقي ومعدة برامج، أفتش عن المعرفة في زمن السرعة وقلة المعلومات الموثوقة، وأسعى لترك أثر بطريقة إبداعية.

🖋️ ما أكثر الأشياء التي تمتعك في كتابة المحتوى؟

أستمتع بالتنوع في طلبات العملاء؛ تارة أكتب لمتجر حلويات وتارةً لشركة طيران، ومن يعلم قد أكتب عن العقار يومًا ما!
الأمر أشبه بالسفر حول العالم لكن دون أن أركب طائرة أو أستقل قطارًا. أستمتع دائمًا بالتجارب المختلفة، وقد أطلقت على نفسي لقبًا في ما مضى: كائن يقتات على التجربة. وهو لقب يمثلني تمامًا؛ فالتجربة تجعلني أشعر بالحرية وهذا خيار توفره مهنة كتابة المحتوى

🖋️ ما نقاط قوتك ككاتبة محتوى؟

الأسلوب هو نقطة قوتي بشهادة كثيرين من حولي ومن العملاء أيضًا.
أتبنى البساطة في الكتابة؛ حيث أتكلم عن نقطتين إلى ثلاث نقاط كحد أقصى بشكل واضح يفهمه الأغلبية.
إضافة إلى قدرتي على كسر الأسلوب الرسمي بطريقة لا تفسد على القارئ متعة القراءة (مهارة لم أكتسبها بسهولة بل أتت من سنوات من الممارسة)

🖋️ كيف تبدأين بحثك، وما آلية تحديد المصادر الموثوقة؟

  • أولًا أبحث في المصادر الشائعة. فعلى سبيل المثال، المكان الشائع لإيجاد وصفة طبخ مع طريقة التحضير هو اليوتيوب أو أي منصة بصرية، ثم أنتقل للمصادر الأقل شيوعًا وأبحث فيها، هذه تكون العملية الأولى [حيث اجمع المعلومات بلا تنقيح أو تصحيح]
  • ننتقل للخطوة التالية: ابدأ في التحقق ومقارنة المصادر، حيث أن المعلومة التي تكررت وأتفق عليها الأغلبية هي معلومة موثوقة، فأقوم بتدوينها.
    بينما المعلومة التي يختلف عليها المختصون لكن بنسبة قليلة قد تكون صحيحة، لذلك ابحث عن مختصين في المجال وأقوم بسؤالهم حتى أحصل على الخبر اليقين.
    أما المعلومة التي يختلف عليها المختصون بنسبة كبيرة أقوم باستبعادها على الفور.

    فمجال كتابة المحتوى يتحرى الدقة في تقديم المعلومة وأنا أرفض نشر معلومة غير موثوقة لم أتأكد منها.

🖋️ ما الذي تحتاجين لمعرفته حول المشروع قبل البدء في الكتابة؟

  • نوع المشروع 
  • نبذة عن المشروع -من صاحب المشروع نفسه-
  • ماهو نوع المحتوى المطلوب ؟
  • ماهي الفئة المستهدفة ؟ (سأقوم بالبحث لاحقا بنفسي لكن معرفتهم لفئتهم المستهدفة يدل على ان التعامل معهم سيكون سهلا)
  • هل هناك افكار محددة يرغبون بمحتوى لها ؟
  • هل الحساب جديد ام انهم انقطعوا عن النشر وقرروا العودة الى الحساب الان ؟

قد تأتي اسئلة اخرى بحسب نوع المشروع ولكن هذه هي الاسئلة الاساسية

🖋️ كيف تقررين النغمة (Tone) التي يجب استخدامها مع قطعة المحتوى؟

احلل الحساب والفئة المستهدفة واطلع على حسابات المنافسين لمعرفة النغمة التي يستعملونها ثم بعدها اقرر

🖋️ هل ترتاحين للعمل في فريق أو بشكل مستقل؟ ولماذا؟

على حسب العمل. لكن كان لدي تحيز للعمل بشكل فردي بسبب طبيعة حياتي فقد اعتدت على الوحدة ولم يعد الامر غريبا. لكن نظرا لطبيعة عملي ككتابة محتوى -في بعض الاحيان من اجل نجاح المشروع- نحتاج للعمل كفريق حتى نحقق الهدف الذي طلبه منا العميل وانا لا امانع ابدا فهدفي في النهاية هو مساعدة العميل قدر ما استطعت

🖋️ ماذا تقرأين الآن؟

اقرأ كتابين وهما :

🖋️ كلمة أخيرة؟

اود ان اذكر القراء الاعزاء بأن الطريق وان كان وعرا ومظلما فشمس الصباح ستشرق في النهاية وسيفتح الطريق فلذلك كونوا -كما سأكون انا ايضا- على قيد المحاولة

🗳 اطلب خدمات (ل) الآن 🗳

أداة سحرية من الـ 📦

ربما -وأقول ربما- تكون مبهورًا بالمستوى الإبداعي لصور اليوم. هل سيُدهشك لو قلت أنها من "إبداع" الذكاء الصُنعي! 🦾

يقدّم لك موقع Wombo خدمة رسم لوحات فنيّة بالاعتماد على الذكاء الصُنعي.

أهم ما في الأمر، لا توجد [حقوق ملكية فكرية🤖] عند استخدام أي منها! 😝

من خارج الـ 📦

🔆 قُبيل حلول اليوم الوطني السعودي الـ 92 -أعاده الله على الأخوة السعوديين 🇸🇦 باليُمن والبركات- انطلقت محاولات العشرات لاستثمار المناسبةً تسويقيًا. لكن -ورغم براعتهم- فإن إتقان اللهجة السعودية البيضاء وقف عائقًا أمامهم. لهؤلاء أقول: ها هي زميلتنا (البندري محمد) ترمي سترة النجاة نحوكم 🦺، فتلقّفوها.

🛑 لم نستفق بعد من صفعة (مزارع المحتوى)، وها هو أستاذنا عبدالله المهيري يتنبئ بالأسوء: مزارع محتوى تعمل كلياً بدون تدخل بشري

🤲🏼 يقول ربنا سبحانه وتعالى -وعزّ من قائل- في كتابه العزيز: [حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي] - ولا أجد مثالًا حيًا لهذه الآية الكريمة أفضل من أستاذنا وليد طه الذي أحتفل من بضعة أيام بعيد ميلاده الـ45

لا أحب لحظات الوداع، لكن لا يمكن للعدد أن يستمر للأبد 😭
فإلى لقاءً قريب بإذن الله

مشاركة
الكتابة داخل صندوق!

الكتابة داخل صندوق!

عن الكتابة وطقوسها غير المحكية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من الكتابة داخل صندوق!