هل لكلماتك صوت؟ - العدد #19 |
بواسطة م. طارق الموصللي • #العدد 19 • عرض في المتصفح |
نعم ولا!
|
|
في سبيل مقاومة متلازمة المحتال Imposter Syndrome 😓، دأبت على الاحتفاظ بعبارات الزملاء اللطيفة ضمن مجلد خاص؛ أعود إليه لأشحذ قلمي😌. |
وقد وفقني الله لأتلقى مديحًا طيبًا من أختين قمّة في الأخلاق: أ. راضية مومن موسى و حنين حاتم. |
فبارك الله بهما وفيهما. |
وسؤالي لك عزيزي القارئ، هل لاحظت عمّا تتحدثان؟ 🤗 |
وهل أوحى لك ذلك بفكرة العدد؟ 😉 |
الأسلوب؟ هل تقصد.. الأسلوب؟! 😲 |
نعم، أسلوبك في الكتابة هو ما دعوته سرّ نجاحك بصفتك كاتبًا في العدد السابق. |
توقف عن محاولة العثور على صوتك! فأنت لا تجده، وإنما تطوّره. |
بحسب معجم المعاني الجامع: "عثَر على الشيئ" أي وجده، اهتدى إليه، اطَّلع عليه؛ إدراك بالصدفة أو بشكل غير متوقع. |
بعباراتٍ أخرى: لتعثر على شيء ما، يجب أن تكون محظوظًا. والحظ -كما هو معلوم- يحدث معك، وليس شيئًا تتحكم فيه😰. ولا يمكن أن يعتمد مستقبل كتاباتك على الصدفة أو الحظ (سمّه ما شئت🙄). |
😍 في المقابل، طَوَّرَ الشيئ: عدّله وحسَّنه، حَوَّلَه من طَوْرٍ إِلى طَوْرٍ، وهو مشتقٌ من الطَّوْرِ. التطوير يدفعك لتحقيق الأمر، أو لنقل /يجعلك تتحكم في مصيرك/ |
كيف أعـ.. 😅 أقصد أطوّر صوتي الفريد في الكتابة؟ |
🗡 اكتب ما تخشى كتابته |
يجب أن تكتب قطعة المحتوى التي تشعرك -عند سردها- بالتوتر، وتخشى كشفها وتخشى التعبير عنها. هل سأصدمك لو قلت أنك تخشى نشرها لأنها تكشف ما يجعلك فريدًا؟ (يدعى ذاك "رهاب النجاح" بالمناسبة). |
لكن أتعلم؟ نشرك قطعة المحتوى "المخيفة" يجعلها قوية وذات صدى. هو ما يجعلها.. صوتك. |
🗡 استفد من تجاربك |
لم يمر أحد بما مررت به ولا رأى العالم كما رأيته. خبراتك -جيدة كانت أم سيئة- هي ميزتك التنافسية (بلغة التسويق). |
لذا، لا تتردد في استخدامها والاستلهام منها. ألا ترى كيف نجحت اىماں سعود (نعم! تكتب اسمها دون تنقيط) - عزيزة - الجوهره المطيري - فاطمة المحمدي في مسيراتهنّ التدوينية، فقط لأنهنّ شاركننا دروسهنّ الحياتية؟ |
سؤال هامشي: هل لاحظت [نون النسوة]، فمتى ستبدأ التدوين يا عزيز"ي" القارئ؟ 😡 |
🗡 أبرز مثالبك.. بمثالية! |
تضم أغلب الإبداعات إثارة للاهتمام بعض العيوب؛ نحن نتحدث عن أخطاء مخفية في أعمال فنية شهيرة! |
أفتظن أن كتاباتك يجب أن تكون استثناءً؟ على العكس، العيوب مثيرة للاهتمام، فعدا عن كونها تجذب الناس، فهي تدفعهم للتفكير. |
لذا، لا تتردد على نشر ما لديك حتى لو ظننت سيئًا. يمكننا دائمًا أن نتبنى أفكارنا السيئة. فبعد كل شيء، يجب أن تبدأ أفضل أفكارنا في مكان ما، أليس كذلك؟ |
قد يقول قائل: |
"صحيح، لذا تجدني أتخلص من الأفكار السيئة وأركز على الأفكار الجيدة." |
ولكن إذا كان هدفك الوحيد هو تحديد الأفكار "السيئة" بأسرع ما يمكن، ثم التخلص منها والمضي قدمًا.. فأضمن لك أن تفّوت أمرًا رائعًا. ويحلو ليّ هنا الاستشهاد بفيلم الانميشين الشهير: UP. قصة العجوز الذي يسافر في منزل عائم محاولًا الوفاء بوعده لزوجته الحبيبة. إنما هل تعلم كيف ظهرت فكرة الفيلم أصلًا؟ |
في الواقع، بدأت كقصة لأميرين في مدينة عائمة على كوكب فضائيين. لكن فريق العمل لاحظ أنها فكرة (سيئة) ما ألهمهم فكرة المنزل العائم. |
بحث الفريق -بعد ذلك- عن مسبب منطقي لتحليق المنزل، فتوصّلوا لجعله مرتبطًا ببالونات الهيليوم؛ ما قادمهم لطرح اسئلة أخرى، مثل: "لماذا لم يستقل هذا الرجل القطار فحسب؟" "مَن هو؟" "لماذا يفعل كذا؟" و "لأين يتجه؟" |
أدت الأسئلة السابقة للمونتاج الدرامي الذي جعلنا ننتحب! |
لحظة تأمل: لولا تلك الفكرة "السيئة" الأولى، لما ظهر الفيلم المذهل الذي أحببناه جميعًا (والذي بات أحد ثلاثة أفلام أنيمشين رُشّحت لجائزة "أفضل فيلم" في حفل توزيع جوائز الأوسكار). |
الأفكار السيئة ليست جزءًا من العملية الإبداعية. بل هي جوهر العملية ذاتها. [المصدر] |
المثالية مملة. |
هذا يعني.. |
دوّن كل فكرة؛ حتى لو أعتقدت أنها سخيفة/تافهة/مملة/ أو مكررة. حتى لو وصل الأمر لقفزك من السرير -لكتابتها- عندما تكون شبه نائم. (تمتلئ المقابر الإبداعية بأشباح الأفكار اختفت بعد أن ظنّ أحدهم أنه سيتذكرها في الصباح!) |
احتضن المسودة الأولى السيئة. قد تحتاج إلى كتابة خمس صفحات من الهراء قبل أن تجد سطر الافتتاحية المفتاحية لأبواب المجد. امضِ قدمًا، إذ يأتي التحرير لاحقًا. |
ملاحظتي الأخيرة هنا: أفكارك السيئة ستوصلك لأفضل أعمالك. فعندما تتأمل ما كتبته سابقًا، ستجد أن الأفكار "السيئة" التي قادتك إلى (وظيفة كاتب المحتوى المرموقة) ليست سيئة كما تصورتها آنذاك😉. |
🗡 تجاهَل القواعد |
إن سألتك: ما القاسم المشترك بين أعظم المدونين العرب، أمثال: يونس بن عمارة - عبد الله المهيري - محمد حبش وغيرهم من أساتذتنا الأفاضل؟ |
فهل سيخطر في بالك تجاهلهم قواعد تهيئة المواقع لمحركات البحث "السيو"؟ |
فصاحب الأسلوب الفريد يصنع قواعده بنفسه.. |
🗡 اكتب أكثر.. أكثر.. أكثر |
تذكر أن تعريف التطور هو تحَوَّيلَ الشيء من طَوْرٍ إِلى طَوْرٍ. أو كما يقول د. عبد الله العلاوي: |
إما أن تتقدم، أو تتقادم. |
كلما كتبت أكثر، تطور أسلوبك. |
والآن، آمل أن تكون قد وجدت العدد مفيدًا.. رغم أنه لم ينتهِ بعد 😋 |
أداة سحرية من الـ 📦 |
عندما أعدت التفكير بالأمر🤔، وجدت أن للكلمات صوتًا.. حقيقيًا؛ عندما تضعها بين يديّ منصة الأعمال العربية الأولى من نوعها في الشرق الأوسط والمتخصصة في مجال التعليق الصوتي (فويس أوفر voiceover): سونديلز [👉 رابط إحالة] |
من خارج الـ 📦 |
🌷 تُثبت خُزامَى أن الكتابة إدمان في الدرجة الأولى، هذا ما يفسر نشرها تدوينة فحسب كل شهرٍ وآخر؛ فالمنشغلون يَنسون مدوناتهم للأبد. تأثرت جدًا بتدوينتها ابريل الميلاد: تزجية الأيام، ربما لأنني أعايش ظروفًا مشابهة. |
🤳🏻 من ذكاء أندرو عزمي أن استغلّ موهبته في التسويق ضمن استشارات هاتفية. لا أقصد الاساءة صديقي "أندرو"؛ لكنني لاحظت ضعفًا في أسلوبك التدويني. بالمناسبة، هل فكرت بالانضمام إلى (رديف)؟ |
📸 إن لم تجد مَن تغار منه، فأنصحك بزيارة حساب المصوّر مهند المقحم على تويتر؛ علّك تغار من براعته في توثيق حياة الشارع! |
😌 ولو كنت ممن تستهويهم الفلسفة، فتيّقن أنك ستُحب مدونة أ. عبدالله بن عبدالعزيز. يدهشني أولئك المقاومين لتيار حياتنا المتسارع، المرتكنين لعمّق الأفكار. وأ. عبد الله أحد هؤلاء. |
🥰 وأخيرًا، ما مستوى سعادتك اليوم؟ أيًّا كانت إجابتك، فأضمن لك ارتفاعه بعد قراءة تدوينة محمد الصويّغ: بحثاً عن السعادة في مسرح النسيان |
التعليقات