كيف تصبح كاتبًا أفضل؟ - العدد #18

بواسطة م. طارق الموصللي #العدد 18 عرض في المتصفح

تتيقن من نجاح علامتك التجارية الشخصية Personal Branding، حين يبدأ الناس باستشارتك (وإن بالغوا قليلًا😅)

ولكون طريق احتراف الكتابة غير متناهٍ، فربما أضع مشعلًا إضافيًا بحسب يُنير للتائهين🪔.

لنتفق على أنه -بغض النظر عما إذا كنت كاتبًا رائعًا أو جيدًا أو سيئًا أو.. كارهًا لذاته حتى🤕- فبمقدورك دائمًا أن تصبح كاتبًا أفضل🤎.

ما بين تدوينات، وأعداد نشرتي البريدية، وتغريدات؛ قُرأ الملايين كلماتي..

وتعلمت أثناء ذلك ما يعينك لتكتب كتاباتٍ غير مسبوقة.

فيما يلي مقترحاتي لتعرف ما تكتبه، وكيفية كتابته، وتحريره، وأخيرًا: سرّ النجاح لكل كاتب✴️.

كيف تبدأ الكتابة

ربما تظن الكتابة مرحلة واحدة؛ لكنها ثلاث مراحل في الحقيقة: يعد توليد الأفكار وكتابتها وتحريرها مراحل مختلفة تمامًا، ما يستوجب التعامل معها كلًا على حدا.

أول خطأ قد ترتكبه ككاتب هو محاولة دمج مرحلتين أو أكثر مما سبق؛ وتلك وصفة مضمونة للكتابة السيئة!

لذا، لما لا نقسّم العمل، بدءًا من المرحلة الأولى؟

🚩 عمّا أكتب؟

تبدأ الكتابة قبل إمساكك القلم (أو وضعك يدك فوق لوحة المفاتيح👨‍💻👩‍💻)؛ تبدأ عندما تحوّل مراقبة محيطك وأحداثه إلى عادة يومية.

انتبه لمحيطك، وتفاعلاتك مع الناس، دقق في الأماكن التي تتواجد فيها، والأشخاص الذين تقابلهم، والأشياء التي تفعلها، والوسائط التي تستهلكها.
فتلك جميعها ستغدو أصولًا في ترسانتك ككاتب💪.

حتى لو كنت شخصًا انطوائيًا، فلا زال بإمكانك التعرّف على تجارب الآخرين على منصات مثل (كورا). يمكنك البدء مع حسابي مثلًا، حيث رويت قصص تغلّبي على خوف البدايات، التعثر الدراسي، تجاوز مشاعر الملل من الحياة.. إلخ.

الخبرة أساس الكتابة الرائعة وكلما اكتسبت المزيد، زاد ما يمكنك الاعتماد عليه.

🚩 كيف تولّد أفكارًا رائعة..

توليد الأفكار هو الخروج بمفاهيم جديدة، إنما الكتابة هي عملية إيصال تلك المفاهيم. عمليتان مترابطتان، لكنهما مختلفتان بالتأكيد♠︎♤.

لذا قبل أن تكتب، خصص وقتًا -منفصلًا- لتوليد الأفكار.

يمكنك توليد الأفكار بطرائق لا حصر لها:

  • العصف الذهني 🧠
  • تحدّي نفسك: هل يمكنك إيجاد 50 فكرة حول موضوع ما؟ 😉
  • مناقشة أفكار الآخرين عبر لعب دور (محامي الشيطان😈)
  • أو أي شيء يساعدك على تعزيز إبداعك.

فقط تأكد من فصل العمليتين؛ إيصال أفكارك (عبر الكتابة) و توليدها (عبر إحدى الطرق المذكورة أعلاه) عن بعضهما.

لنكن عمليين أكثر: بافتراض أنك تريد للقارئ أن يفعل شيئًا ما أو يحصل على قيمة معينة من كتابتك، فكل ما عليك فعله: البدء من النهاية؛ من تلك النتيجة المرجوة. ابدأ بملء الفراغات في الجملة الآتية:

"أريد أن أكتب شيئًا يساعد _____ في الحصول على _____."

تساعدك هذه الطريقة على إنشاء قائمة بالأفكار أو الموضوعات التي ستساعد القارئ على تحقيق هذا الهدف، مع تأكدك أنه ستكون لكل منها قيمة عند جمهورك، لأنها ستساعده في تحقيق ما يريده.

🚩 كيف تعبّر عن أفكارك الرائعة تلك..

هل تعلم أصعب مرحلة من كتابة عدد طقوسي للكتابة فائقة المثالية!؟ تنظيم الفوضى قبل التقاط الصورة الأولى!😹

لكن حين يتعلق الأمر بالكتابة، فلن تجد وجودًا لكلمة (فوضى) ضمن قاموسي.

أتفهم رغبتك في إطلاق العنان لكلماتك، كخيولٍ عربية غير مروضّة تجري في البراري. لكن دعني أخبرك: كل شخص تخطى وضع الخطوط العريضة لما يودّ كتابته، فقد بوصلته؛ يكتب ويكتب دون أن يعلم متى يقف، أو لأين يريد أن يصل!

أعلم أن كلمة (تخطيط) تثير فزعك، خاصةً كلما سمعت عن شخص يخطط للسنوات الخمس القادمة، في حين تجهل أنت كيفية إمضاء يومك. لذا، اسمح ليّ بمساعدتك هنا..

  1. ابدأ بفكرة قوامها جملة واحدة (على سبيل المثال: عنوان رئيسي محتمل).
  2. والآن، اكتب بضعة نقاط رئيسية، مكوَنة -بدورها- من جمل يتيمة، تدعم/تشرح الفكرة أعلاه.
  3. هذا كل شيء!

مثال

تودّ الكتابة عن تطوّر المدونات خلال العقد الأخير؟ [العنوان الرئيسي: لماذا لم تنقرض المدونات حتى الآن؟]

ستبدأ بسؤال المدونين، لكن ليس أي مدونين، وإنما من ينشرون على فتراتٍ متباعدة، على سبيل المثال: أحمد سفيان بيرم - أروى الفهد - أسامة الزبيدي - أسماء الفريدي - أفراح الكالوف

{لأصدق معك، أريدك أن تسألهم بالفعل؛ فبعضهم منقطع عن التدوين منذ شهور، وربما تذكرهم رسالتك بمدوناتهم المهجورة!}

اسألهم:

  • لماذا تنقطعون عن التدوين، ثم تعودون إليه.. يا قساة القلب؟
  • هل تنصحون بالتدوين أسلوبًا لتوثيق الحياة؟
  • برأيكم، وفي ظل انتشار شبكات التواصل الاجتماعي، لماذا لم تختفي المدونات؟

الآن، أصبح لديك تدوينة شِبه جاهزة. حان وقت الكتابة الحقيقية..

🚩 كيف تكتب مسودة أولى.. سيئة!

قاعدة بلا استثناءات: بغض النظر عن مدى موهبتك، ستكون مسودتك الأولى سيئة.

أراك تقفز من مقعدك الآن وتصيح:

أووه.. صحيح.. دائمًا ما تكون مسودتي الأولى سيئة، وأود معرفة السبب.

حسنًا.. حسنًا.. أولًا، أود تذكيرك أنني تحدثت عن الأمر سابقًا في تدوينة: كيف تُنجز المسودة الأولى لروايتك القادمة بقوة؟

ثانيًا، إليك الخبر السار: مسودتك الأولى هي الأمر الوحيد -أثناء الكتابة- الذي سيُشعرك بهذا السوء. لأنه بمجرد إنتهاءك منها، سيُحسّن بقية عملك ما كتبته (لن يجعله مثاليًا، إنما أفضل/أحسن).

تذكر ذلك لتتغلب على المشاعر السلبية المرتبطة بمسودتك الأولى.

فقط ضع ما لديك على الورق ولا تحكم عليه بقسوة شديدة؛ إذ سيتحسن كل شيء قريبًا.

🚩 متى وكيف تحرر ما كتبته لحد الآن..

علمت ما تريد كتابته وكيفية ذلك، تبقّى فحسب اللمسات الأخيرة.

والآن، أريد تنبيهك لأمرٍ جوهري: التحرير مهارة مختلفة تمامًا عن الكتابة، تعامل معه على هذا النحو. إذا عدّلت أثناء الكتابة، فستبطئ سرعتك، وتربك نفسك، وتقلل من احتمالية إنهاء المسودة (ليزداد إحساسك بالسوء والعجز!).

إليك نصيحتين سريعتين لتعديل كتاباتك:

1. احذف 10% -على الأقل- مما كتبت

عندما تعتقد أنك انهيت تعديلاتك، احسب عدد الكلمات ثم أجبر نفسك على اختصار 10% من النص (إما بحذف بعض الأفكار، أو باستخدام عباراتٍ أقصر). ستحصل بفضل ذلك على نص أفضل بكثير.

2. اقتل "الرقائق"

نُضمّن كتاباتنا -لا شعوريًا- عبارات لا تؤدي غرضًا سوى تلطيف رسالة النص. عبارات مثل:

  • "أظن…"
  • "أعتقد…"
  • "في واقع الأمر…"
  • "كما قلت من قبل…"
  • "بعد كل شيء…"

تخلّص منها..

وبهذا نصل سرّ نجاحك بصفتك كاتبًا. وهو ما سأفتتح  العدد القادم به بإذن الله. حتى ذلك الوقت، كُن بخير..

إن أعجبك العدد، فتذكر أن الفضل يعود لإبداعات صديقنا Josh Spector. فأنا لست سوى مُترجم بسيط!

قبل أن أنسى 🤯

ابتعدت عن المدونات لفترة طويلة، فوجدت العجب حين عُدت:

يتحدث الزميل فيصل الصويمل في تدوينته الجديدة عمّا دعاه "تخاريف قد تكون مجرد أضغاث" في حين أراه أنا جوهرًا للحياة والإنسان. اقرأها ثم شاركني رأيك برسالة.

مشاركة
الكتابة داخل صندوق!

الكتابة داخل صندوق!

عن الكتابة وطقوسها غير المحكية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من الكتابة داخل صندوق!