كيف كلفتني ترجمة مقطع فيديو -مدته أقل من 3 دقائق- ليلة بأكملها؟ - العدد #14

بواسطة م. طارق الموصللي #العدد 14 عرض في المتصفح
ذكرت في العدد الماضي أنني سأتحدث عن الموضوع إياه، فلم أجد مَن يوقفني! 🤷‍♂️

تبدأ القصة حين قررت ترجمة تدوينة قصيرة حول معنى التسويق بالمحتوى، فوجدت فيديو قصير يوضّح كيف طبّقت John Deere، شركة أمريكية تصنع الآلات الزراعية والمعدات الثقيلة ومعدات العناية بالعشب، التسويق بالمحتوى بشكلٍ مثالي. فعلقت في دوّامة اِبتلعت ساعات يومي! 😵 

أوه، مجرد مقطع قصير، هههه لن يأخذ أكثر من نصف ساعة! 🤓

بعد تحميله إلى جهازي، بحثت عن برنامج يدمج الترجمة بمقطع الفيديو (ليغدو كل شيء جاهزًا قبل الانطلاق). اخترت برنامجًا [سأفصّل حول البرامج في فقرة لاحقة] وانطلقت👨‍💻.

يبدأ المقطع بعبارتين بسيطتين:

حسنًا، ربما لا يكون الأقدم في العالم - Well it's not the oldest example in the worldلكن مثالي المفضل هو مجلة "The Furrow" التي أطلقتها (جون ديري John Deere) - but my favorite example is the case of John Deere's "The Furrow" magazine

صحيح! ترجمة بتصرّف رهيب.

وهنا بدأت المشكلة😓.

هل أضع الأسماء بلغتها الأصلية، أم بالعربية، أم بكليهما؟

المُتابع لمدونتي ولحسابي على زِد، وهما أكثر مكانين أنشر فيهما، سيلاحظ أنني -غالبًا- ما أميل للخيار الأخير؛ لألّا يتوه القارئ إن أخطأت ترجمة الاسم/المصطلح.

تلاحظ في الجملة المُقتبسة أعلاه اسمين: The Furrow و John Deere. وضعتهما كما سلف، ثم عُدت لبرنامج دمج الترجمة لأرى النتيجة قبل الاستمرار، والتي ظهرت كالآتي:

[لكن قبل رؤيتك لها، أريد منك وعدًا أن تحاول قراءته بشكل صحيح.. من أول مرة]

.

.

.

.

.

.

لم يكن ذلك سهلًا، صحيح؟ فأيهما اسم المجلة وأيهما اسم الشركة؟!

إذًا، عجز برنامج MKVToolNix GUI عن إظهار الترجمة بشكلٍ لائق.

لنستعرض سويّة البرامج التي اختبرتها:

  • XMedia Recode 64bit
  • Subtitle Workshop 6.0e
  • Aegisub ( والذي لم يقبل الفيديو بصيغته الأصلية: MP4 واضطرني لتحميل برنامج Wondershare UniConverter وسط اتصال نت سيء!)
  • VLC media player (مُشغل الفيديو الشهير. وهو يتيح لك دمج الترجمة بالفيديو).

هكذا حتى وصل زورق بحثي إلى شاطئ الأمان: Subtitle Edit

Subtitle Edit

برنامج مجاني، وبواجهة بسيطة وسهلة الاستخدام ككل البرامج مفتوحة المصدر.
وبالفعل، بعد عدة تجارب، أظهر الترجمة كما أريدها بالضبط. ثم وقعت في الذنب الكبير: السعي خلف المثالية🤳.

لعلمك عزيزي القارئ، استغرق مني اكتشاف البرامج أعلاه أكثر من 3 ساعات، ما بين تحميل واكتشاف للواجهة، علاوة عن الزمن الذي يستغرقه كل برنامج في "الدمج"

إذًا، كيف سعيت للمثالية؟ قلت لنفسي: بما أن الأمور تسير على ما يُرام. لما لا أتميّز بخط الترجمة نمطًا وحجمًا؟ 🤓 وما إن عبثت ببعض إعدادات التنسيق، حتى ظهرت الترجمة بالشكل التالي:

سُحقًا، ما العمل الآن؟ 😰

هل تسألني عن (المفترض) أم (عمّا فعلته)؟ 🤔

المفترض أن أخذ نفَسًا عميقًا، وأعيد ترجمة الملف بهدوء، ثم أدمجه بمقطع الفيديو >> حُلت المشكلة.🧏‍♂️

لكن أخذتني العزة بالإثم، فقررت الخوض في وحل إيجاد الحلّ: إعادة تنسيق الملف كما كان. ودعني أخبرك: ذاك من ثامن المستحيلات! 💣

إذ لم أدع منتدى -عربي أو أجنبي- يُفلت من يدي، حتى وصلت إلى صفحات مكتوبة بالعبرية 🔯 (بما أنها تُكتب من اليمين لليسار كلغتنا الرائعة). لأحصل على النتيجة ذاتها: بقاء الملف بتنسيق خطه الغريب💔.

الطريف في الأمر أن (مترجم غوغل) عجز عن تحديد لغة النص🗿:

"كفى يا طارق.. استسلم وأعد ترجمة الفيديو!" 🙏🏼

لا وألف لا! 🙅🏽‍♂️

ظللت أحاول حتى أنبلج الصباح، ومع تغلغل التعب فيّ، قررت تأجيل المحاولة لليوم التالي (أي يوم تالي يا رجل؟!🙇🏽‍♂️).

لحُسن الحظ، استيقظت بمزاجٍ "أقل حدّة"، فقررت الانصياع للمنطق وترجمة الفيديو مجددًا.
لم تستغرق العملية أكثر من نصف ساعة؛ أقصد ما بين ترجمة ومزامنة للنص وخلافه. لتظهر مشكلة جديدة!

البرنامج يرفض دمج الترجمة إلا بعد تحميل ما يُدعى (FFmpeg). أصدقك القول، لم أعرف ما هذا الشيء (رغم أن غوغل يقول أنها مكتبة مفتوحة المصدر تسمح بتسجيل وتحويل و تعديل الصوت والفيديو)

المشكلة أن فيديوهات شرح البرنامج -Subtitle Edit- على اليوتيوب تدّعي أن تحميل (مكتبة FFmpeg) سهلٌ للغاية، ويتمّ من خلال البرنامج ذاته. لكن هيهات..
فكلما حاولت تحميله، ظهرت رسالة خطأ تدعوني للمحاولة لاحقًا!

بحثت عن طرائق مختلفة لضمّ المكتبة إلى البرنامج.

وكانت خلاصة أبحاثي: البرنامج يفعلها تلقائيًا!

🤬 سحقًا لكم أيها اليوتيوبر! وللبرنامج! وللترجمة! ولشركة John Deere اللعينة! 🤬

نهاية القصة

انتهيت إلى موقع مغمور، يقدّم رابط تحميل مباشر للمكتبة التافهة..

ثم سارت الأمور على ما يُرام، حتى رفعته لقناة (مخفوق الكلام) على اليوتيوب.

وأنا الآن بصدد ترجمة المزيد (دون نسيان تطبيق الدروس التي لقّنتي إياها هذه التجربة!😅)

الباب السريّ 🚪

لماذا قد تستغرق في قصة ما؛ لا تتردد لحظة في قلب الصفحة التالية/مشاهدة الحلقة التالية، هلأ لأنك تريد الوصول للنهاية؟ لو كان الأمر كذلك، لقرأت/شاهدت ملخصًا، وعرفت نهاية الأحداث على الفور.

لكنك غارق في حدة توترات السرد، وتشعر أنك متورط في الصراعات التي يعرضها النص، وتريد أن تفهم كيف ستُحلّ "بالضبط" مع الوقت.

بعبارة أخرى، أنت مهتم حقًا بمشكلة القصة 😌.

ناقشنا -في العدد الماضي- أفضلية المشكلة على الخلاصة. إذ لن تتجاوب مع الخلاصة ما لم تتأثر بالمشكلة بحقّ.

ولكن، كيف ستجعل القارئ يهتم بمشكلتك؟

حسنًا، اسمح لي بتقديم تقنية تأطير المشكلة Problem Framing 🧑‍🦲:

إحدى أولوياتك -بصفتك راويًا- هي تأطير المشكلة بطرق مختلفة حتى يتحدث الناس عنها. فمن خلال تقديم مشكلتك من خلال زوايا متعددة، يمكنك تقديم نظرة فريدة لشيء قد يكون اعتياديًا.

لإتقان صياغة مشكلتك، هناك ثلاثة أشياء شاملة يمكنك استهدافها لجعل الناس يهتمون بها. فبغض النظر عن الشخص، تثير هذه العناصر الثلاثة الاهتمام بغض النظر عن خلفيته.

طريقة سهلة لتذكرها هي بتذكر الكلمة التالية: عـ.ـتـ.ــق 🙌🏻

لنبدأ بـ (ع)، والتي تعني العقلانية 🧠.

داخل كل شخص منّا جرعة صحية من الشك؛ عادة ما تمر المعلومات من خلال بعض المرشحات، والتي تحتاج (الفكرة) إلى تجاوزها (قبل تقبّل الشخص لها كشيء ذي قيمة).

لمجاراة عقلانية شخص ما، فإنك تعرض مشكلتك من منظور العقل. أنت تحتاج لإشعاره أن المشكلة واقعية ومن المنطقي القلق حيالها.

وأفضل تطبيق لذلك: استخدام المصادر الخارجية. باستخدامك اقتباس من شخصية مؤثرة، فإنت تجعل القارئ يهتم  بالقصة (نظرًا لطبيعة المصدر القوية).

ننتقل إلى (ت)، والتي ترمز إلى التعاطف 🤝.

يهدف التعاطف لتطوير علاقة شخصية مع القارئ. وبدون أدنى شك، فإن أفضل طريقة للقيام بذلك هي مشاركة حكاية شخصية أو تجربة.

من خلال مشاركة جزء منك، زاد ارتباط القارئ بالمشكلة التي يطرحها النص. وفي حين تتلاعب العقلانية بالعقل، فإن التعاطف يلعب دوره في القلب.

نصل إلى الحرف الأخير من الكلمة الأخيرة (ق): العمق 👀.

يتعلق هذا بتوليد "لحظة الدهشة" في ذهن القارئ، دفعه للتفكير في المشكلة بطريقة لم يُسبق لمثيلها. وأفضل طريقة للقيام بذلك هي طرح سؤال واحد:

"ما أعمق سبب لهذه المشكلة؟"

هو الجزء الأهم -ولكن أيضًا الأصعب- الذي تحتاج للتوصل إليه من قصتك: اسأل نفسك عن السبب الأعمق لمشكلتك، مرتديًا قبعة "الفيلسوف" أثناء القيام بذلك. ماذا سيكشف هذا السبب الأعمق للقارئ في النهاية؟

أداة سحرية من الـ 📦

قناة صناعة المحتوى على التلغرام. مصدر رائع لوظائف وكتب ومواد تعليمية ودورات في مجال صناعة وكتابة المحتوى والإعلام الرقمي والتسويق الإلكتروني.

من خارج الـ 📦

أنا من الأشخاص الذين يُحبون البودكاست، كتبت عنه (رابط تدوينة) ، وأفكر -منذ 3 أعوام- بطرق بابه.

لهذا، لا يمكن وصف سعادتي وامتناني لتدوينة ☜ 8 قنوات Podcast، ستبهجك، تضحكك، وستغير تفكيرك

نبقى مع عالم "البودكاستر"، وهذه المرة مع أ. خلود بادحمان (صاحبة بودكاست كلام عفوي)، وتدوينتها المال لا منطق له
تبدأ التدوينة بنقاشها مع أحد أبناء أخواتها حول مفهوم (المال يصنع السعادة)، وكيف أن القناعات المالية "لا تُلقّن"، لأن لا منطق للمال أصلًا.

والانقطاع عن التدوين -أيضًا- لا منطق له!

هذا ملخص رسالتي للأستاذة فاتن (تونا)، التي تناضل -منذ عقد تقريبًا- في سبيل التدوين. عذرتها لسنوات خلت؛ حين لم أكن أبًا لأحد. لكنني الآن أبٌ لطفلين رائعين، ومدون.. في آنٍ معًا (يا أ. فاتن!)

[بعد قراءة تدوينة فراغٌ مزدحمْ]..
حسنًا، عليّ الاعتذار واجب. أعانكِ الله أستاذتنا الفاضلة 😔

والآن، لنأخذ استراحة ونجلس على الأريكة الحمراء، والتي أودّ تذكير صاحبتها عَهْد الحربي بما قالته ذات يوم

.. لكن عندما أعود لأشيائي القديمة أجدها تحييني بلطف آسر وتسمح لي بالمكوث عندها حتى أستعيد نفسي لأكمل الطريق.

فهلّا عُدت للتدوين؟

أما أنت أخي القارئ، وأنتِ أختي القارئة. فأودّ من كليكما عدم مغادرة الأريكة. التقطوا هواتفكم واستمتعوا بالقصة التي قدّمها العزيز فَيصل لتوّه: إستحقاق. واضحكوا مع عبارته:

اكتشفت انها “ودودة” يا عقل الدودة وانها لا تحبك رغم تعلقك بها

🤣🤣🤣

إلى هنا تنتهي رحلتنا. طابت أوقاتكم

سؤال العدد: هل تشعرون أن الأعداد طويلة؟ أنتظر إجابتكم بفارغ الصبر.

مشاركة
الكتابة داخل صندوق!

الكتابة داخل صندوق!

عن الكتابة وطقوسها غير المحكية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من الكتابة داخل صندوق!