ماذا أفعل في أيام الفراغ؟ - العدد #9

بواسطة م. طارق الموصللي #العدد 9 عرض في المتصفح
نعم (أيام) وليست مجرد (أوقات)

في بداية مشواري كمدون مستقل، كنت أُصاب بالذعر كلما وجدت نفسي في مواجهة موقف كهذا

ولتجنبه، أحاول جاهدًا الظفر بأي مشروع يتعلق بالكتابة، وبعضها قد لا تُناسبني ميزانيته، لكنني أُقنع نفسي أن: عصفورًا في اليدّ أفضل من عشرٍ على الشجرة.

لكن ماذا تُراني أفعل بـعصفور لا يُسمن ولا يُغني من جوع؟

لإشعار "اختارك العميل لمشروعه" نشوته بلا شكّ، إنما بمجرد زوال تأثيرها اللحظي، أبدأ التفكير: بمِا ورطت نفسي؟ حيث لا أكون مرتاحًا لفكرة قضائي بضعة أيام في تقديم أفضل ما لديّ لقاء بضعة دولارات.

تبدو مشاريع الكتابة المستقلة مُغرية من الخارج، خاصةً إذا نظرت إليها على النحو التالي: مقالة من (س) كلمة × مدة التسليم (ع) يوم = (ص)$/اليوم.. واو!
لكن ماذا عنها من الداخل؟ أنت تقضي أضعاف الوقت المُقدّر ما بين بحثٍ عن فكرة جديدة وصياغتها متماسكةً. يزداد الأمر صعوبة حين تكون خارج دائرة اهتماماتك أصلًا

لا يقتصر الأمر على منصات العمل الحرّ، إنما يمتد لمزارع المحتوى.

مزارع المحتوى؟

هي مواقع توّظف عددًا من الكتاب، يتم تعويضهم [أي إعطائهم مقابلًا ماديًا] في الغالب للمادة الواحدة أو بمدى جلبهم للزيارات. وتهدف إلى ملء محرّكات البحث بروابط مواد يبحث عنها المستخدمون، وذلك لأجل الربح من عائدات الإشهار وضمان مراتب متقدمة في خارطة المواقع العالمية.

يونس بن عمارة

كان من المغوي بالنسبة ليّ رؤية عروض الكتابة لقاء نسبة من أرباح غوغل أدسنس؛ فالجمهور مضمون، والكلمات المفتاحية موجودة (بعض مزارع المحتوى تزودك بها)، فماذا ينقصك؟

وبالمناسبة، هناك بديل عربي جيد لغوغل أدسنس

انخرطت -لبعض الوقت- في الكتابة لهؤلاء، حتى أنني تابعت مؤتمرًا لآبل (لحظةً بلحظة) لأكون أول مَن ينشر عنه، كل ذلك لقاء 0.008$ للكلمة! *يا للعار*

فكرة مهمة ذكرتها الزميلة وجدان في تدوينتها [سَنة أُولى كِتابة]:

من خلال هذه التجربة تعلّمت أن أقول “لا” عند كُلّ طلب أرى أنه لا يناسبني أو لا أناسبه. فكثرة قبول الأعمال مع قدرتنا على الكتابة تضعف سمعة المستقل وتشكك في قدراته لدى العميل؛ لقبوله أيّ عمل يُعرض عليه.

لذا كان لا بدّ من الانتقال إلى المستوى التالي.

هل أنت مدوّن حاذِق؟ إذًا، الجميع يحتاجك!

نشرت قبل نحو عام تدوينة بذات العنوان مبنية على تجربة غيّرت حياتي. فمنذ ذاك الوقت وأنا أراسل جهات العمل المُحتملة (والمرغوبة.. وهذا الأهم) بحثًا عن فُرص.

ككاتب محتوى، ركزت على الشركات التي لا تملك مدونة (وما أكثرها) مستعرضًا أهمية دور مدونة الشركة في زيادة الأرباح [مصلحة العميل أولًا]. وبُغية اختصار الوقت، كنت أزودهم بسعر خدماتي مباشرةً.

كثيرًا ما تأخرت الردود، لأكثر من شهر أحيانًا، ورأيت ذلك طبيعيًا نظرًا لأنني أتعامل مع كيان لا مجرد شخص.

من أين تبدأ؟

انطلق من الشركات التي تُعجبك بيئة العمل فيها. بمقدورك استشعار ذلك من خلال منشورات شبكات التواصل الاجتماعي وردود أفعال عملائها.
المهم هنا: ألا تستصغر نفسك فتقول:

هل يُعقل أن توظفني الشركة الفلانية -ذات المليون موظف- وأنا مجرد كاتب بسيط؟!

هذه الروح الانهزامية مُضرّة للغاية! طالما كان معرض أعمالك قويًا، وكنت صاحب قلم سيّال، فلا تسمح لشيء أن يقف في طريقك.

فرصة عمل للمترجمين:

فرصتك أنت بالذات 💪 https://hindawi.org/translate

فرصتك أنت بالذات 💪 https://hindawi.org/translate

لا يخفى على أحد الجهد الرائع الذي تقدّمه المؤسسة

فقط احرص على اختيار الكتاب ضمن مجالٍ تُحبه، الترجمة عملية مُرهقة للغاية (اسألني أنا!)

نصيحة ثانية: توقف

أداة سحرية من الـ 📦

كيف أنقذت هذه الأداة حياتي؟

دخلت مجال جديد لا أعرفه. كان يجب أن أرتب الأفكار بطريقة فريدة

ما إن تبدأ باستخدام الموقع، حتى تظهر أمامك نافذة منبثقة تعرض عليك إضافة متصفح (Extension) في غاية الأهمية: Milanote Web Clipper؛ فكرتها باختصار: 

احفظ الصور والروابط ومقاطع الفيديو والمزيد على الفور على لوحات Milanote الخاصة بك. ابدأ في جمع الإلهام لعملك الرائع التالي.

اشترك الآن

من خارج الـ 📦

اقرأ حاليًا سجن العمر، إذ أشعر أن الانغماس في قراءة المحتوى الأجنبي أثّر على لغتي.

الكتاب ممتع، ولغته سهلة (هي أقرب للغة المسرح).

في ذات الوقت، أنهيت كتاب [حياتك الثانية تبدأ حين تدرك أن لديك حياة واحدة]. ويسرّني أن تقرأ خلاصة تجربتي الشخصية معه.

ختامًا

استمتعت هذا الأسبوع بقراءة العدد الأول من نشرة أنس أبو سمحان البريدية. لا بدّ من الاعتراف بأنني خجلت من نفسي بسببها! 😓
العدد بسيط ومُنظّم وثريّ، على عكس أعداد نشرتي البريدية التي أشعر أنني أتكلّف في كتابتها، ومما عزز شعوري ذاك: تعليق وصلني على الإيميل بخصوص العدد الأخير 🥺

اعتراف

بدأت كتابة هذا العدد من حوالي 20 يومًا، لكنه تحوّل لما يُشبه الشوكة في حلقي لكثرة التأجيل فيه؛ إذ رغبت بجعله متكاملًا: أشرح من خلاله تجربتي في جذب عملاء جُدد. وأقدّم النصائح للمستقلين التائهين. غير أن همّتي انهارت مع الوقت.

لذا، أعتذر إن كانت قراءته مضيعةً لوقتك 🥺

مشاركة
الكتابة داخل صندوق!

الكتابة داخل صندوق!

عن الكتابة وطقوسها غير المحكية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من الكتابة داخل صندوق!