أن تكون قويّا!

بواسطة ريم الناصر #العدد 8 عرض في المتصفح
لا تكمن القوة دائمًا في الحصول، أو الوصول، أو حتى في النجاح، وتكمن القوة بجدارة في المسير.

معنى أن تكون قويّا، يعني أن تواجه رغباتك/آلامك الحقيقية بجراءة، وتعترف بها أمام نفسك والآخرين، بأنك وفي هذه المرحلة ينقصك شيء ما، ولا تشعر بالحرج حيال ذلك.

تحاول كثيرًا وتبذل مجهودات كبيرة بطرق مختلفة وتجارب عديدة للوصول إلى هدف واحد، وتكون معترفا مع ذاتك والآخرين بأنّ أيًّا من ذلك لم يُصب هدفك.

أين تكمن القوة؟

لا تكمن القوة دائمًا في الحصول، أو الوصول، أو حتى في النجاح، وتكمن القوة بجدارة في المسير، هذا المسير الطويل والمنساب كخيط رفيع قد يترك آثاره القاسية على جلدك، إلا أنه يتّصل -وبانسيابية تامّة- بحُلمك البعيد.

فكّر في شجاعتك حين تخوض أمرًا لا تعرف نهايته، وحين تصنع شيئًا لا تحصل نتائجه، وحين تربط خيوطًا من التجارب فتعقّد عليك الطريق بدل أن تحيكه!

ولكن في نهاية المطاف، يفوز أولئك الذين لا ينتظرون سرعة في النتائج، ولا يعوّلون اجتهادهم على الوصول، هممهم لا تنضب، وعزمهم لا ينجلي، وهم يعلمون بذلك، يعلمون أن السّير الطويل قد لا تكون نهايته الوصول، ويعترفون بذلك أمام أنفسهم والآخرين، لأن الضعف في أذهانهم يعني الاستسلام والتوقّف، وهم أبعد ما يكون عنه.

أتدري من أين يكتسب هؤلاء قوّتهم؟

من الإيمان، يؤمنون بأنّ النتائج العظيمة لا تحصل إلا بعد تراكمات من السعي، وبأن الوصول السريع لا يلائم أحلامهم التي تسكن القمم، فهم ينظرون عاليًا ويعرفون حتمًا أن الطرق القصيرة لا توازي أمانيهم الشّاهقة، ولأنهم يعلمون حتمًا أن النجاح المفاجئ والكبير، يسبقه تراكمات من السّعي الطويل، والكفاح المستمر.

ولذلك، عِش حقيقتك، فالمحاولات المستمرة ليست ضعفًا، وعدم وصولك لنتائج مبدئية ليس فشلًا، ولهذا السبب بالذات، فهم أكثر الناس مواجهة لحقيقتهم، ولذات السبب فهم حينما يصلون لمكانٍ ما، يكون وصولهم عظيمًا.

مشاركة
نشرة ريم البريدية

نشرة ريم البريدية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة ريم البريدية