نشرة همّام البريدية - العدد #4 |
11 مارس 2025 • بواسطة همّام • #العدد 4 • عرض في المتصفح |
رحيل من عزم على المكوث
|
|
|
حديث النفس : |
لا أعلم ما هذه المشاعر التي اجتاحتني، |
وكأنني عدت إلى زمن قديم ، ولست ذاك الذي يُنعت بالشيخ. الرسائل تجذب انتباهي، والأسئلة تثير قريحتي، والإنجازات والأهداف باتت تستوقفني. لا أدري إلى أين سينتهي بي هذا الأمر، لكنني أؤمن أن ما نخشى مواجهته، علينا أن نواجهه. |
إلى أحدهم : |
ما هذا السرور وما هذا البرود؟! أكان حضوري يحجب ظهورك؟ أم أنك أردت أن تحوز الساحة بمفردك، وأنا الذي شددت عودك وأعطيتك؟ و لكنّي أفكر في ذلك الفتى، كيف سيكون حاله؟ هل سيؤثر فيه الفراق؟ هل سينهدم الصرح الذي بنيناه أم سيذبل الورد حين يغيب ساقيه؟ لا أدري كم سيصبر بعد سماع الخبر... اللهم عونًا وبصيرة. |
قبل الوداع بقليل : |
لماذا هذا الهدوء؟ ولماذا لا أجد في نفسي راحة؟ شعور مألوف لكنه غامض، لا خوف و لا قلق و هل يخاف المرء من غير المعلوم و ربما اني من جرأة ما اتخذت من قرار لم اعلم العاقبة . |
اللقاء الأخير : |
كانت خطواتي سريعة، ونظراتي أسرع، أبحث بين صفوف المصلين... هل كان هناك؟ أم اختطفته أيادي الغافلين؟ انتهت الصلاة، سلمت الأمانة، وعدت لأودعهم، وهم يتناجون باسمي، تتساءل نظراتهم: هل عدت إلينا؟ هل كان خبر رحيلك مجرد مزحة سوداء في جدار علاقتنا الناصع البياض؟ |
ها أنا أدخل إليهم دخولي الأخير، كل الأنظار عليّ، وقلبي يتجه إليه. كنت أعلم أين هو، رغم أن الجميع يترقبني بنظرات الرجاء، وأنا أحمل لهم الألم. |
ناديت الأول، ثم الثاني، ثم الثالث... ثم هو. |
المجلس الأخير: |
"بني، هل تسمع صوت قلبي؟ أم أن قلبك غرق في بحر الغفلة؟ بني، ما عاد الذي يرقب تطويرك بجانبك. بني، سمعتك قبل قليل تخطئ في اسمي عند معلم غيري، يطمع أن يكون خيرًا مني. بني، هذه الجلسة الأخيرة، والفائدة الأخيرة... أراك تنظر إليّ بعين الصدق، تطلب المزيد، لكن أخرجني من كان يبقيني، وبقي فيّ من خرجتُ من عنده..." |
الوداع : |
خرجت، وأنا أكثر وعيًا من غيري بهم ، وفي ذات الوقت، كنت أكثرهم فقدًا. خرجت، وكل شيء يدعوني للبقاء. خرجت، والعيون لا تلتفت عني. خرج من كان يعدهم بالبقاء، بعد أن عدَّ المزارع بستانه، ثم تركه للرياح والعواصف تعبث به.. |
قلبي أشبه بأرض حرب انتهت، وأُعلن السلام بعد أن سقط فيها كل من كان يومًا فيها. هدوءٌ لا يحبه أحد، وبرودٌ مزعج، حتى الذكريات لا يريد القلب قبل العقل أن يستحضرها. تُرى... هل كان خروجي استجابة لدعوة دعوتها؟ أم بلاء أصابهم؟ |
التعليقات