نشرة همَّام البريدية - العدد #1
|
|
20 يناير 2025
•
بواسطة همّام
•
#العدد 1
•
عرض في المتصفح
|
|
قلوب رهينة
|
|
|
|
تتضمن المحاضن قطبي التربية: المربي والمتربي، وعلاقتهما أساس للنجاح التربوي، إلا أن هذه العلاقة لا بد من صيانتها والحفاظ عليها من الشوائب التي تعترضها. وهي كغيرها من العلاقات، ولكن المربي فيها هو الذي يملك زمام الأمور.
|
|
ما كنت أعتقد يومًا أن أحدًا يخشى عليّ ويريدني أن أتميز علمًا وأدبًا سوى أبي، حتى عرفتك يا معلمي...
|
|
إن مراحل التربية تستلزم معايشة حقيقية حتى يصل المربي فيها إلى أعلى مستويات الجودة. وهي بلا شك تحوي لقاءات وجلسات وحوارات بين المربي والمتربي، يكتشف فيها هذا الفتى معاني ومفاهيم جديدة، وليس هذا فحسب، بل يجد مصدرًا من الاهتمام والرعاية يفتح أبوابه له، ويعيد أرضه الجدباء بساتين وينابيع خضراء...
|
|
آمل يومًا أن أرى نفسي من منظورك يا معلمي... ماذا فعلتُ لأستحق كل هذا الاهتمام؟
|
|
إن العناية والمتابعة والاهتمام داخل الأسرة يصعب تغذيتها بالكلية؛ لأن الأبناء كثر، والمهام متعددة، والرعاية تقل كلما زاد عمر الفتى. ولا يدرك الأهل أنه يحتاج الآن إلى الرعاية أكثر من ذي قبل. لذا، فهو يستشعر ويتلذذ بكل قدر من العطاء الذي يمنحه إياه المربي، مما يتطلب انتباهًا وفهمًا عميقًا من المربي، وإلا أوقعه ذلك في المتاهات التي لا تنتهي...
|
|
ليتهم يعلمون كيف أضفتَ لي معنى جديدًا في حياتي واهتماماتي وأهدافي، حتى إن لساني بات يعبر بانتمائه إليك، وصرْتُ أخطئ باسمك في مدرستي!
|
|
المربي يعلم الغاية من كل عمل يقوم به في محضنه، ولكن المتربين لا يعلمون. والحمل على عاتقك أيها المربي. ولكي ينتصر المربي في علاقته مع المتربين، يحتاج إلى ثلاث دعائم، وإلا صارت العلاقة وبالًا على المتربي المسكين: الزاد الإيماني، والمنهج التربوي، والمادة العلمية. فهذه الدعائم تزن أفعال المربي، وتوضح أهدافه، وتعيده إلى الطريق الصحيح كلما اعترضته معوقات. الرحمة المطلقة مذمومة؛ لأنها تورد المهالك، وإنما جمالها في اتزانها بالحكمة، التي تضع كل شيء في موضعه.
|
|
المسافر الذي يقصد النزول في بلد يعلم مدة السير وموعد الوصول، ويهيئ من معه عند الاقتراب من الغاية ليأخذوا أهبتهم واستعدادهم للمغادرة. وهكذا أنت أيها المربي. ليس من العدل أن تفاجئهم بالانتقال إلى غيرك وهم في غمرة اللذة وعالي المحبة. بل المربي الحاذق هو من يمهد لهم قرب الرحيل، ويذكرهم بالمقاصد الكبرى، ويربطهم بالغايات لا بالوسائل. بذلك يعالجون مشاعرهم، ويحفظون الود مع معلمهم. وهكذا يكون للوداع استعدادٌ لا مفاجأةٌ وانهيارٌ. إذ قد يؤدي الأثر العكسي إلى هدم الصرح الذي بنيته.
|
|
التعليقات