يوميات نعيمة - العدد #6

3 نوفمبر 2025 بواسطة Naima #العدد 6 عرض في المتصفح
عتبة،،، ليس إلا

مدة قراءة النص: دقيقتان ونصف.

مدة قراءة النص: دقيقتان ونصف.

كانت منكبةً على حاسوبها، شابةً لطيفة الملامح. سلّمتُ عليها، وأشرتُ إلى أن سيارتها بحاجة إلى أن تُركن بشكلٍ سليم. ابتسمتْ معتذرة وقالت: «عذرًا، لم أنتبه لذلك، فقد كنتُ في عجلةٍ من أمري. حين وصلتُ إلى المقهى لم يكن هناك أحد، فأنا هنا منذ السابعة صباحًا، كنتُ أول الحاضرين. اليوم يومُ إجازةٍ في المدرسة الخاصة التي أعمل بها، فاغتنمتُ الفرصة لإنجاز عملٍ مهم، بينما تركتُ ابني في الروضة. أتطلّع للحصول على وظيفة معلمة لغة عربية في إحدى المدارس الحكومية، فأنا خريجة جامعة البحرين».

سألتها: «وهل تُعدّ الوظيفة في المدارس الحكومية أفضل من الخاصة وتعتبرينها فرصة؟»

أجابت بثقة: «نعم، هناك فرق شاسع بينهما. في الحكومية ميزات أكثر وفرص أكبر. وحين لم أحصل على وظيفة في وزارة التربية والتعليم، قبلتُ بالعمل في مدرسةٍ خاصة حتى لا أبقى بلا عمل. لكنني لم أيأس يومًا، ولم أفقد الأمل في أن أحصل على تلك الوظيفة. ما زلتُ أتقدّم كلما سنحت فرصة».

إنها فاطمة، نموذج من الشباب البحريني الطموح، ومثلها العشرات. يعجبني شبابنا البحريني، فبرغم التحديات الكبيرة في الحصول على وظيفةٍ تليق بشهاداتهم، إلا أنهم يسعون بجدٍّ ومثابرة لإثبات كفاءتهم. لا يملّون ولا يكلّون من طرق الأبواب، مهما طال الانتظار أمام عقبة البطالة التي يواجهها المجتمع البحريني.

برأيي، الاستثمار الحقيقي هو في الإنسان. فالظروف الصعبة صقلت هذا الجيل البحريني، وأكسبته صفاتٍ نادرة من الصبر والطموح والمرونة. ومهما اشتدّت الظروف، علينا أن نحولها إلى تحدٍّ يصقلنا ويزيد من قوتنا.

أما التحلطم (الشكوى)، فلا يعجبني أبدًا؛ فهي لغة سلبية لا تورث إلا الإحباط وتثبيط العزيمة. فما أغلق الله أمامك بابًا إلا وفتح ألف بابٍ آخر، وكل ما عليك هو أن تلتفت لترى. انظر إلى كل تحدٍّ على أنه عتبة... لا عقبة.

تحيةً لكل شاب وشابة بحرينية تسعى وتسعى لتطوير ذاتها بكل الطرق الممكنة والمتاحة.

مشاركة
يوميات نعيمة

يوميات نعيمة

يوميات اعيشها واكتب عنها تشمل القصص والحكايات.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من يوميات نعيمة