يوميات نعيمة - العدد #2

 "صورة لي في فترة تحدي مئة يوم من الكتابة"

مدة قراءة النص: دقيقتان ونصف.

قبل أربعة أشهر، لفت نظري في أحد المجموعات الأدبية إعلان عن تحدّي «مئة يوم من الالتزام بالكتابة». كانت الفكرة بسيطة ومغرية: من اليوميات العادية – التي نمرّ عليها مرور الكرام – يمكن أن نخلق ونكتب قصصًا وحكايات. لم أتردّد بالاشتراك، فقد أثار العنوان فضولي وحماسي.

بدأت أكتب يوميات قصيرة على منصة «100 يوم من الكتابة» بإشراف الكاتب والمترجم محمد الضبع. ثم التحقت ببرنامج الكتابة المؤثرة في دفعته الثانية، وكان زاخراً بالورش واللقاءات. هنا اكتشفت قيمة الالتزام؛ الالتزام الذي يفتح الأبواب للأفكار ويدرّب الذهن على الانتباه للتفاصيل الصغيرة.

قد نظن في سنوات الشباب أن الكتابة مجرد هواية ممتعة. لكن مع الخبرة أدركت أنها مهنة وحرفة. مهنة بلا ساعات عمل محددة، بلا مكتب رسمي، وبلا مكافآت مالية ربما، لكنها تتطلب جهدًا دؤوبًا وصبرًا طويلًا كي تتحوّل الفكرة الهشّة إلى نصّ قصصي أو شعري أو نثري يستحق النشر.

بعد أربعة عقود من ممارسة الكتابة، وجدت نفسي في مواقف كثيرة أعجز عن إيجاد فكرة جديدة أو أستغرق وقتًا طويلًا حتى أرضى عمّا أكتب. شعرت أحيانًا كأنني في امتحان. لكن الخلاصة كانت واضحة:

الكتابة عضلة. إن أهملتها ضَعفت.

أي فكرة تراودك ولا تكتبها، تهرب منك أو تموت. والكتابة لن تبقى حيّة إلا بالالتزام… لذا ابدأ اليوم، ولو بخمس دقائق فقط.