ثقب في طبقة المحتوى - العدد #4

عندما كنا في المرحلة الابتدائية أخبرنا 

المعلمون عن التلوث وثقب الأوزون 

والاحتباس الحراري وغيرها من الظواهر 

الطبيعية التي تؤثر سلبا على كوكب الأرض 

وقد أخبرونا أيضا أن الحل الجذري لهذه 

المشاكل هو بتقليل رمي النفايات وبدلا

من رميها نقوم بإعادة تدويرها

إما أن تقوم بذلك بنفسك أو تترك الأمر 

للمختصين عن طريق وضعك للغرض 

التالف في الحاويات المخصصة لإعادة التدوير 

ومن هنا اكتشفنا  أن لكل مادة حاوية 

مخصصة لها فالحاوية الصفراء للبلاستيك 

والحمراء للمعادن والزرقاء للورق والخضراء للزجاج

ومن وجهة نظري المتواضعة أرى أن ذات 

الأمر ينطبق على المحتوى 

فحين تقوم بإعادة تدويره تستفيد أنت 

ويستفيد الناس من حولك 

كيف ذلك؟ سأخبركم 

كثيرا ما تصيب صانع المحتوى حالة تسمى 

بفقر الأفكار فلا تجد بجعبتك أي أفكار جديدة 

ولا يفيدك الاطلاع بشيء وهنا يتوجب

عليك الابتعاد قليلا حتى تريح عقلك وتعود 

بتركيز أكبر لكن هناك عائق يمنعك !

فأنت كصانع محتوى على وسائل التواصل

 الاجتماعي تحتاج أن يظل حسابك فعالا 

بشكل مستمر حتى لا تغضب عليك 

الخوارزميات وتبدأ حربها معك فماذا تفعل ؟! 

تقوم بإعادة تدوير محتواك السابق 

فهي خطوة سهلة لا تحتاج منك عصف ذهني 

طويل فإما أن تأخذ المحتوى نفسه دون أي 

تغيير وتقوم بنشره من جديد 

وإما أن تختصر المحتوى الطويل إلى بوست 

واحد قصير وإما أن تحوله من نص مكتوب 

إلى مقطع مسموع أو مرئي أو العكس 

هذا هو الجانب الأول من إعادة تدوير المحتوى 

حيث تستفيد فيه أنت 

وماذا عن المتابعين ؟ كيف يستفيدون من الأمر؟

بعد تواجدي على وسائل التواصل الاجتماعي 

لمدة سنة وأربعة أشهر اكتشفت حقيقة 

صادمة عن الخوارزميات !

لنفترض أن عدد متابعينك هو ٥٠٠ متابع 

عندما تقوم بنشر محتوى جديد على حسابك 

فإنه لا يصل إلى جميع متابعينك بل يصل 

إلى بعضهم ربما النصف أو الربع فنسبة 

وصول محتواك إلى الغرباء الذي لا يعرفونك 

أكبر من نسبة وصول المحتوى إلى جميع متابعينك

هكذا تعمل الخوارزميات 

ولذلك عندما تقوم بإعادة تدوير المحتوى 

المفيد والقيم فإنه سيصل إلى :

-متابع جديد عرف عن حسابك حديثا 

-متابع قديم لكنه لم يرى المحتوى مسبقا

وبهذا يستفيد المتابع أيضا من هذه الطريقة 

ودعوني أخبركم سرا 

سبق وأن جربت هذه الطريقة على أحد 

منشوراتي وكانت النتيجة أن المنشور المعاد 

تدويره حصل على تفاعل أكبر من المنشور الأصلي ! 

صناعة المحتوى عملية مرهقة إن لم تعرف كيف تديرها

 فحاول أن تبحث عن الطرق التي تسهل عليك المشوار 

وإلى هنا أصل معكم إلى نهاية هذا العدد

أتمنى أنكم استفدتم واستمتعتم

ملاحظة : ستتوقف النشرة لبعض الوقت 

وستعود بعد عيد الفطر بإذن الله 

أراكم قريبا 

دمتم بخير