الأفكار من الزهرة أم المريخ؟🪐 - العدد #2

بواسطة لمى تكتب : #العدد 2 عرض في المتصفح
أهلا بكم أصدقاء نشرة منارة سنتحدث اليوم عن :
- من هو المبدع؟

- من أين تأتي الأفكار؟

- قصة قصيرة 

ككتاب ارتبط معدل نجاحنا وشهرتنا بالإبداع فالكاتب المبدع يتحدث عنه الناس 

ويظل كتابه -ورقيًا كان أو إلكترونيا- على رف 

الأكثر مبيعا لفترة ليست بالقصيرة

وبذلك تكونت معادلة الإبداع والتي تنص على :

فكرة مميزة = شخص مبدع = شهرة عالية

ومن هنا بدأ بقية الكتاب يتوجسون ويفكرون 

" هل أنا مبدع؟" 

" هل أفكاري مميزة وخارجة عن المألوف كما يرغب الجمهور؟" 

بينما راودني تساؤل مختلف قليلا حيث تساءلت وتفكرت

" من أين تأتي الأفكار؟ "

في الأيام الخوالي كنت أظن أن الفكرة هي من ستطرق بابي وكل ما 

علي فعله هو أن انتظرها بصبر

مرت الأيام والشهور والسنين وأنا أنتظر الفكرة التي 

إما تأتيني متأخرا بعد ستة أشهر من الانتظار 

أو تأتي بعد دقيقتين فقط ولكن تكون هشة وغير قابلة للاستعمال 

في بداية الأمر ظننت أن الخلل من جهتي 

ودعوني أخبركم قبل أن نستطرد بالحديث أكثر هذه القصة حدثت

 قبل أكثر من تسع سنوات في زمن كنت أبحث في محرك قوقل 

عن " كيف أكتب نصا جيدا؟" أو "كيف أحسِّن من كتاباتي؟" 

وكانت النتائج التي تظهر على شاشة الجهاز محصورة حول أسس

 كتابة القصة دون أي تفصيل أو نصائح جانبية مما يعني أنه لم يكن 

هناك الكثير من الأشخاص الذين يتحدثون عن مثل هذه المعضلات

 التي يواجهها الكاتب بشكل يومي.

عودة إلى موضوعنا

 ظننت أن الخلل من قبلي فلم أكن أكتب بتلك الكثرة لظروفي الدراسية

فقررت أن أحل مشكلتي من جذورها واقتنيت دفترا كبير الحجم 

بصفحات تزيد عن المئة والخمسين وأصبح رفيق حل وترحالي

 ولكنه لم يغير أي شيء 

ما زالت أفكاري متذبذبة ! 

كان تدفق أفكاري شبيه بهذا الرسم البياني<br>

كان تدفق أفكاري شبيه بهذا الرسم البياني<br>

ودعوني أعترف لكم أنني رأيت هذه المعضلة بمثابة القشة التي قصمت

 ظهر البعير وقررت أن أتخلى عن الأمر بحجة أنه " صعب للغاية "

وبالفعل لم أكتب لفترة طويلة وقررت أن أشغل وقتي بهواية أخرى

 وهي " القراءة " 

فانهمكت في قراءة كل ما تقع عليه يداي -كما فعلت في طفولتي- 

قرأت لأجاثا كريستي وتشارلز ديكنز ومحمود درويش وغازي القصيبي

قرأت في أدب السجون وأدب الجريمة بالإضافة إلى النصوص وحكايا 

الجدات القديمة.

وحينها حدث المتوقع..

راودتني الرغبة في كتابة نصوص وحكايات جميلة مثل تلك التي 

قرأتها وهي رغبة تراود كل قارئ 

فما أجمل أن يطبع اسمك على غلاف كتاب

ولكن ما لم يكن متوقعا أن الأفكار انهمرت علي كالشلال وبدأت بالكتابة 

من فوري حتى أمسك بها كلها ولم يوقفني سوى ألم معصمي الذي تعجب من هذا المجهود المفاجئ 

وهنا يا أصدقائي اكتشفت الحقيقة 

الأفكار لا تأتي وحدها بل تحتاج إلى وسيلة مواصلات 

شيء يساعدها على الوصول إلينا 

وما قد تكون تلك الوسيلة؟ الاطلاع 

قبل عدة أسابيع قمت بنشر هذه التغريدة على حسابي في تويتر 

حيث أحث المبدعين على الاطلاع باستمرار حتى يحافظوا على 

شرارة الإبداع من الانطفاء.

من أين تأتي الأفكار؟ 

تأتي عن طريق الاطلاع بشتى أنواعه 

إن كان بقراءة الكتب أو مشاهدة مقاطع الفيديو أو حضور الورش  أو محاورة زميل ملهم أو صديق مقرب

ولكن..

لا تتصور أنك ما إن  تملأ عقلك بتلك المعلومات والآراء المختلفة 

ستأتيك الفكرة من فورها

كلا لن يحصل ذلك 

دعوني أخبركم أمرا

 عقل الإنسان يحتاج إلى وقت ليحلل المعلومات ويستفيد منها ويختلف 

مقدار هذا الوقت من شخص لآخر ولذلك ينصح مدربو الإبداع مثل

"إريك مايسيل"  أن تكمل يومك بشكل طبيعي بعد أن تنتهي من 

البحث والاطلاع

 إن كان لديك موعد فاذهب اليه

 إن كان لديك مهام اذهب لإنجازها

 بهذه الطريقة أنت تعطي عقلك فرصة للقيام بعمله وهو "التحليل" 

الذي يتبعه العصف الذهني وتولد الأفكار.

العقل من أكثر الأشياء تعقيدا وحتى يومنا هذا لم يتوصل العلماء إلى

 فهم كامل لكيفية عمل كل خلية فيه لكنها مجرد محاولات بسيطة لفهم الرابط بينه وبين العملية الإبداعية ربما هي محاولة صائبة أو فاشلة لا أحد يعلم 

في عالم المبدعين كل الاحتمالات مطروحة على الطاولة

 لا يوجد شيء صحيح ١٠٠٪؜ .

في ختام هذا العدد سأشارككم توصية لكتاب مثير للاهتمام 

كتاب " تدريب الفنان داخليا " 

لمؤلفه أريك مايسل (مدرب الإبداع الأمريكي الأول) 

حيث يشارك فيه نصائح ومعلومات مدعمة بتجارب وقصص لأشهر الفنانين

 بمختلف المجالات وكلها تتمحور حول هدف واحد وهو أن تمكنك من أن تصبح مدرب الإبداع الخاص بك

أتمنى لكم قراءة ماتعة وممتعة

أراكم بعد أسبوعين بموضوع مختلف وقصة جديدة 

دمتم بخير 

م. طارق الموصلليدعاء2 أعجبهم العدد
مشاركة
منارة 🪝

منارة 🪝

نشرة بريدية ذات وجهين، تناقش الإبداع تارة وتناقش الحياة تارة أخرى

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من منارة 🪝