الرؤيا والرسالة… قوتك الخفية أم نقطة ضعفك؟ |
بواسطة خالد بزماوي • #العدد 47 • عرض في المتصفح |
كثيراً ما يواجه رواد الأعمال صعوبة في تحديد الرؤيا والرسالة، ويعود ذلك غالباً إلى سوء فهم هذه المفاهيم، وربما حتى سوء فهم الغاية منهم.
|
|
لنبدأ بأمثلة بسيطة: |
عندما نقول "لدينا رؤيا"، فهذا يعني أن لدينا هدفاً كبيراً وطموحاً قد يستغرق تحقيقه سنوات عديدة. على سبيل المثال، رؤيا شركة "نايكي" السيطرة على سوق الأحذية الرياضية والتفوق على "أديداس". هذا هدف واضح وملموس يعبر عن حصة سوقية. |
مثال آخر: رؤيا شركة "Startixe" هي زرع القيم والأخلاقيات، ونشر ثقافة البدء بالأسباب لـ 100,000 فرد وشركة عربية بحلول عام 2035. هنا نحن نتحدث عن أهداف ملموسة. |
هل هذا يعني أن الرؤيا والهدف مترابطان؟ |
سأروي لكم قصة تبيّن العلاقة بين الهدف والرؤيا: |
أحمد وخالد كلاهما اكتشف أن لديه زيادة في الوزن بمقدار 10 كيلوغرامات. قرر أحمد أنه سيخسر هذه الزيادة خلال سنة. بينما قرر خالد أنه سيصبح الأول على مستوى الوطن العربي في السباحة. |
أحمد عمل على تحقيق هدفه، وكذلك خالد. بعد عام، خسر أحمد 8 كيلوغرامات، وحصل خالد على المركز التاسع على مستوى الوطن العربي. كلاهما حقق حوالي 80% من هدفه، لكن خالد كان لديه رؤيا أكبر من مجرد خسارة الوزن، بينما كان أحمد يركز على هدف محدد دون رؤيا. |
حسناً، ماذا عن الرسالة؟ |
بالنسبة للرسالة: هي الدافع الحقيقي وراء إنشاء الشركة، وغالباً ما تكون غير قابلة للإدراك المادي. |
على سبيل المثال، رسالة "Startixe" هي تبني القيم الإسلامية في العمل ونشر ثقافة البدء بالأسباب وتغيير واقع التسويق في العالم العربي. هذه رسالة لا يمكن لمسها، لكنها تتطلب مشاركة الجميع لتحقيقها. |
مثال آخر: شركة "آبل" رسالتها "نحن نفكر بشكل مختلف"، وهي رسالة غير ملموسة ولكنها توجه كل ما يقومون به. |
هل يكفي وجود رؤيا ورسالة لبناء شركة ناجحة؟ |
ليس تماماً، إن كانت الرؤيا والرسالة تمثلان أعمدة الشركة، فلا بد من وجود أساسات تدعم هذه الأعمدة وتضمن متانتها. هذه الأساسات هي القيم. |
حيث يجب تحديد 5 إلى 6 قيم كحد أقصى يتم زرعها في ثقافة العمل بشكل يومي، وهذا الأمر مسؤولية القادة في الشركة، والقادة ليسوا بالضرورة المدراء فقط، بل هم الأشخاص القادرون على تطبيق القيم وتسخيرها لخدمة رؤيا الشركة ورسالتها. |
أساس لا غنى عنه لنجاح شركتك |
القيم والرؤيا والرسالة ليست مجرد شعارات تعلق على الجدران أو تعرض على موقع الشركة، بل يجب أن تكون جزءاً من كل تفاصيل العمل. وأي شخص لا يتوافق معها يجب استبعاده فوراً من الشركة، لأن تأثيره السلبي سينتشر كالسرطان داخل المنظمة، مما سيضر بالجميع. |
مثال عالمي على أهمية القيم في العمل: "إبراهيموفيتش" لاعب كرة قدم رائع، لكنه لم يستمر طويلاً في نادي برشلونة لأن قيم النادي كانت تعتمد على العمل الجماعي، وهذا لم يتوافق مع رؤيته الشخصية. رغم مهاراته الفردية، كان عقبة أمام تناغم الفريق، لذلك تم استبداله بلاعب أقل مهارة، لكن أكثر توافقاً مع قيم الفريق. |
القيم هي ما يعيد ضبط المسار نحو تحقيق الرؤيا والرسالة، وهي جزء ضروري من بناء العلامة التجارية. |
من يجب أن يفهم هذه المفاهيم؟ |
|
خلاصة سريعة: |
بناء على ما سبق يمكن أن نقول أن: |
الرسالة: هي شيء محسوس. |
المعلومات السابقة هي مجرد خلاصة سريعة لأربعة أو خمسة كتب تتناول هذه المواضيع. إذا كنت ترغب في التعلم أكثر، فأوصيك بالتالي: |
|
بعد إتمام كل هذه الخطوات، ماذا يجب عليك أن تفعل؟ يجب أن تحدد مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs) لكل فرد في فريقك. |
ثم عليك بمراقبة الأداء ومتابعة مدى التقدم والتحسين المستمر. كيف ذلك؟ |
تطبيق هذه الأفكار سيجعلك تتفوق على 90% من السوق العربي في مجال التسويق، وهذا هو المجال الذي نعمل فيه في شركتنا الآن. |
تريد المزيد؟ تأكد من متابعة موقعي الإلكتروني ومدونتي الرقمية لفهم أعمق ونصائح أكثر تهمك. |
موقعي الإلكتروني |
مدونتي الرقمية |
التعليقات