❌ فشلك متكرر ولا تستطيع الخروج منه... إليك الحل: الكايزن

بواسطة خالد بزماوي #العدد 50 عرض في المتصفح
لا بد أن مصطلح "الكايزن" مر عليك من قبل، إنه مصطلح ياباني يشير إلى "التحسين المستمر"، وهو تراكم تحسينات صغيرة متواصلة تقود نحو الأفضل. هذا المفهوم وجد جذوره في الثقافة الإسلامية من خلال مبدأ "الإحسان" الذي يعد أحد القيم الأساسية في الإسلام.

ما هو الكايزن؟

الكايزن يعني ببساطة تحسين حياتك بشكل تدريجي ومستمر، وهو المبدأ الذي اعتمدته اليابان بعد الحرب العالمية الثانية لتحقق النهضة الصناعية التي جعلتها قوة اقتصادية عالمية. مثال على ذلك هو شركة Toyota التي تبنت الكايزن لتصبح أكبر شركة سيارات من حيث المبيعات بحلول عام 2008.

في عصرنا الحالي، نسمع كثيراً عن أحلام وطموحات ضخمة يتوقع البعض تحقيقها بين ليلة وضحاها. لكن الحقيقة هي أن هذه الطموحات قد تصيبنا بالإحباط إذا حاولنا تحقيقها بسرعة. هنا يأتي دور الكايزن، الذي يركز على التغيير التدريجي والخطوات الصغيرة التي تؤدي إلى نتائج عظيمة.

وهنا يأتي دور فلسفة الكايزن اليابانية الذكية التي تقول: "لا تتعجل، خذ الأمور خطوة بخطوة."

الكايزن في الحياة اليومية

الكايزن لا يقتصر على العمل أو الإنتاجية فقط، بل يمكن تطبيقه في جميع جوانب حياتك. ابدأ بتحسينات صغيرة، سواء كانت في نظامك الغذائي، ممارساتك الصحية، أو حتى في تطوير مهاراتك. بهذه الطريقة، ستتمكن من تحقيق تحسينات تراكمية تؤدي إلى نتائج مبهرة على المدى الطويل.

الكايزن في الإسلام

في الإسلام، التحسين المستمر هو جزء من القيم الإسلامية الأساسية التي تشجع المسلم على تطوير نفسه وأعماله بشكل دائم. الإسلام يدعو إلى الإتقان في كل شيء، وقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه". هذا يعكس نفس فكرة الكايزن، التي تركز على التحسين المستمر والجودة.

كما أن الإسلام يحث على التطور الدائم في الجوانب الروحية، العقلية، والاجتماعية، سواء في العبادات أو الحياة اليومية. وقد ورد في الأحاديث "خير الناس أنفعهم للناس" و"إن الله كتب الإحسان على كل شيء" و"إن أحب العمل إلى اللَّه أدومُهُ وإن قلَّ"، وكلها دعوة للإتقان والتحسين المستمر لتحقيق الفائدة.

القرآن الكريم أيضاً يشجع على استغلال الوقت بشكل جيد وتجنب الهدر، وهي قيم تتوافق مع مبادئ الكايزن. وفي الآية القرآنية الكريمة التالية: ﴿وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ يمكننا أن نرى بوضوح كيف أن الإسلام يدعو إلى التحسين المستمر في كل جوانب الحياة، لتحقيق الفلاح في الدنيا والآخرة.

تجربتي الشخصية مع الكايزن

منذ خمس سنوات مضت في عام 2019 كنت طالباً في الثانوية، واليوم أنا مؤسس شركة ستارتزيكس للتسويق الرقمي، من خلال خطوات بسيطة وثابتة كل يوم أوصلتني لما أريد، وليس هذا وحسب دعني أعرض لك كم التغيير الذي حصل في بقية جوانب حياتي:

بالنسبة لحياتي الشخصية، أمتلك جسداً صحياً بفضل الله ومناعة صلبة وقوية، وهذا نتيجة لاتباعي عدة عادات صحية.أتبرع بالدم مرتين في السنة، وأتجنب تناول السكر والوجبات السريعة قدر الإمكان، وأحرص على تناول كمية مناسبة من البروتين وتنويع غذائي.أنا اليوم شخص متزوج والحمدلله، وأمارس الرياضة بقدر استطاعتي وأبتعد عن كل ما يمتص الدوبامين للحفاظ على تركيزي.

أعمل باستمرار على تطوير عاداتي وتحسين نمط حياتي من خلال العناية بالحركة، والنوم، والتغذية. إضافة إلى ذلك، أمارس العبادات مثل الصلاة، مما يساعدني في تحسين مستوى التركيز والهدوء.

على الصعيد العملي، أتعلم شيئاً جديداً كل يوم وأطور خبرتي بمرور الوقت. عندما كنت في الثانوية، لم أكن أجيد اللغة الإنجليزية، لكن الآن، أصبحت أتحدثها يومياً بشكل جيد بما يكفي للتواصل مع عملائي والعيش بسهولة في دبي، حيث الأغلبية لا يتحدثون العربية.

كل هذا كان بخطوات بسيطة للتحسين بدأتها منذ خمس سنوات مضت، ولا زال لدي الكثير لأفعله.

تذكر دائماً

مواجهة تحديات جديدة لا يعني الفشل، بل هو جزء من رحلة التحسن والنجاح، والتراجع خطوة نحو الوراء ليس نهاية الطريق، بل خطوة أخرى منه لا أكثر!

اتبع عقلية الإحسان واستمر بالتعلم أكثر عن الكايزن، وكن على يقين بأن للخطوات الصغيرة آثاراً عظيمة عندما تتراكم. ولا تنسَ: أفضل وقت للبدء بالتحسن هو الآن! 

لتعرف المزيد عن مبادئ وتقنيات الكايزن، وكيفية تطبيقه في حياتك، اقرأ مقالة كل ما تود معرفته حول منهجية كايزن اليابانية على مدونتي الرقمية، وتابع موقعي الإلكتروني باستمرار للمزيد عن كل ما يهمك ويساعدك في رحلة التحسين المستمر.

موقعي الإلكتروني
مشاركة
نشرة خالد بزماوي البريدية

نشرة خالد بزماوي البريدية

نشرة بريدية تتناول مواضيع تدور حول التسويق الرقمي والأعمال والوعي المالي وعني شخصياً بكل ما يدور داخل جدران رأسي. قد تجدني أشاركك خلاصة خبرات سنوات طويلة بمقال واحد فقط، أي خلاصة الخلاصة بشكل مفصل.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة خالد بزماوي البريدية