إيكيجاي: السر الياباني للعيش بسعادة

ما هو شغفي؟ كيف أجده؟… هذه أسئلة باتت تتكرر كثيراً بين شبابنا هذه الأيام، وهنا يأتي دور "الإيكيجاي"، الذي يُعرف بفلسفة السعادة والهدف.

ما هو الإيكيجاي؟

الإيكيجاي (Ikigai) هو مفهوم ياباني يعني "سبب الوجود". إنه الفكرة التي تشير إلى أن كل شخص لديه سبب يدفعه للاستيقاظ كل صباح ويمنحه الشعور بالمعنى والإنجاز في الحياة. هو التوازن بين ما تحب القيام به، ما تجيده، ما يحتاجه العالم، وما يمكنك الحصول على مقابل مادي للقيام به.

البحث عن شغفك

قبل أن أجيبك يجب أن أشرح مفهوم الشغف من زاوية قد لا تكون فكرت بها من قبل:

الشغف يُعد من المفاهيم الجديدة التي دخلت على ثقافتنا، فإذا سألنا أجدادنا منذ 60 عاماً عن الشغف، فلن يكونوا قد فكروا فيه بنفس الطريقة التي نفكر بها اليوم.

الشغف اليوم مرتبط بما نحبه، ولكن لا يمكننا الوصول إليه دون معرفة ما نكرهه أولاً، لذلك إن أردت الوصول لشغفك، يجب أن يكون حاضراً بذهنك من البداية، وهذا يتحقق عن طريق البدء بأساسيات معرفة شغف.

فإن عرّفنا الشغف بأنه مرافق للأمور التي نحبها، فيجب علينا معرفة ما نكره أولاً، وهذا يستلزم تجربة العديد والعديد من الأعمال لمعرفة ما الذي تكرهه حتى تعرف ما الذي تحبه وتذهب إليه. وبناءً على ذلك، يجب عليك استثمار أول 5-10 سنوات من حياتك المهنية لاكتشاف ما تحبه من خلال تجربة الأعمال المختلفة.

الشخص الذي يختبر عدة أعمال سيكون لديه فهم أفضل لشغفه مقارنة بمن لم يجرب شيئاً.

والآن نعود إلى السؤال الأساسي، "كيف أجد شغفي؟"
عليك بدايةً أن تفهم أن العثور على شغفك ليس بالأمر السهل أو الفوري. في الواقع، يمكن أن يستغرق الأمر سنوات من التجارب المختلفة قبل أن تصل إلى تلك اللحظة التي تشعر فيها بأنك وجدت عملاً تحبه حتى ولو لم يكن بنسبة 100%.

معادلة الإيكيجاي لا تتعلق فقط بما تحب القيام به، بل تشمل أيضاً ما تحتاجه لتحصل على حياة مهنية وشخصية متوازنة وممتعة. المعادلة هي:
عدد السنوات + عدد تجاربك + عدد المهن التي عملت بها = طريقك لإيجاد شغفك.

أي أن كل تجربة وكل عمل تنجزه، سواء كان ناجحاً أم لا، يقربك خطوة من اكتشاف شغفك.

أهمية المرونة في الحياة المهنية

إذا كنت ما تزال في بدايات حياتك المهنية، فاعلم أن المرونة هي المفتاح. لا تخف من تجربة أشياء جديدة، ومن المحتمل أن تجد ما تحبه حقاً من خلال هذه التجارب. تذكر أن كل تجربة، بغض النظر عن نتيجتها، تضيف قيمة إلى حياتك وتمنحك رؤى جديدة.

فمثلاً، عندما أنهيت التعليم الثانوي، جربت عشرات الأعمال المختلفة والمتنوعة، كرهت بعضها واستمتعت ببعضها الآخر، ومنها ما ساعدني على تحقيق دخل، ومنها ما لم أحصل مقابله على شيء يُذكر.

اختبار الإيكيجاي

لا يقتصر الإيكيجاي على العمل فقط، بل يشمل أيضاً كيفية عيش حياتك اليومية، وكيف تتعامل مع التحديات. يمكنك البدء بطرح الأسئلة على نفسك: ما الذي أحب القيام به؟ ما الذي أجيده؟ ما الذي يحتاجه العالم مني؟ ما الذي يمكنني الحصول على مقابل له؟

تدريب نفسك على التفكير في هذه الأسئلة يمكن أن يقودك إلى اكتشاف شغفك الحقيقي، الذي ليس مجرد وظيفة تقوم بها، بل هو الأمر الذي يمنحك الرضا في حياتك.

ويمكنك كذلك طبعاً قراءة كتاب الإيكيجاي لفهم أعمق له، ولكن إياك أن تتبنى أية فكرة منه قبل أن تفكر فيها جيداً، فقد لا يتناسب كل ما تقرؤه مع قيمنا الإسلامية.

كيف يمكنني تطبيق الإيكيجاي بشكل عملي لأعتاده؟

هنا أنت محظوظ حقاً! لأنني عملت بجهد لأقدم لك دليل الإيكيجاي الذي يساعدك على تأدية تمارين تعمق فهمك للإيكيجاي وتجعله فعلاً تمارسه لا مفهوماً تقرؤه وحسب.

يمكنك الحصول عليه بشكل مجاني من متجري الرقمي، سأترك لك رابطه في نهاية النشرة.

كما يمكنك استخدام بوت الإيكيجاي على ChatGPT وكذلك سأترك لك رابطه في نهاية النشرة.

الخلاصة:

رحلة البحث عن شغفك ليست سهلة. إنها عملية طويلة وشاقة، ولكنها تستحق الجهد المبذول عليها.
الإيكيجاي يمكن أن يكون دليلك في هذه الرحلة، ليس فقط لإيجاد الشغف، ولكن أيضاً لعيش حياة متوازنة ومرضية.

تذكر، كل خطوة تخطوها نحو اكتشاف شغفك تقربك من حياة ذات معنى. وأنت تستحق العثور على هذا المعنى والعيش وفقاً له!

إذا أردت معرفة المزيد عن الإيكيجاي، عليك بقراءة مقالة "ما هو الإيكيجاي وكيف تبحث عن شغفك: ملخص كتاب الايكيجاي" على مدونتي الرقمية.