اِسْتَبْصِرْ

11 ديسمبر 2024 #العدد 4 عرض في المتصفح
غُربة النفس حين تُصبِح الروح ساحةٌ للحرب

لست أدري، هل جميعنا يحمل في أعماقه كرهًا خفيًا لذاته

يخبئه خلف أقنعة؟ نرتديها لنقنع العالم أننا أذكى

أجمل، وأكثر اكتمالًا مما نحن عليه؟

أم أنني وحدي من يواجه هذه الظلال؟

نقنع أنفسنا قبل الآخرين أن هذه هي حقيقتنا

لكن خلف القناع؟ تتصارع التناقضات،أرتدي هذا القناع كل يوم

أتقن خداع الجميع، لكن الحقيقة لا تُخدع

عندما يسقط القناع في لحظات العزلة، تواجهني نفسي بكل هشاشتها

بكل حزنها وضعفها. أرى عدوة تُشبهني، تقف قبالتي في المرآة

القدرات التي كانت يومًا منارات مُضيئة أصبحت ظلالًا باهتة

الإنجازات التي كنت أفتخر بها أصبحت كأنها غبار،لا أراها

وكأنها تخص شخصًا آخر لا علاقة له بي

لا أدري متى تحولت نفسي إلى عدوة لنفسي 

صرت أركض في سباق لا ينتهي، ليس لإثبات شيء للآخرين،

بل لإثبات شيء لنفسي،لكن الركض ليسإلا دورانًا في دائرة مغلقة، 

أعود فيها دومًا لنقطة البداية،

تفاصيل صغيرة،تافهة في عيون الآخرين، تزعزع كياني

وتُظهر هشاشتي

بلغت مرحلة تجعلني أرى العالم كما أرى نفسي،

الجميع، يراني بنفس النظرة القاسية التي أواجهها في عزلتي

وفي النهاية، أجدني أقول: المحبة من الله، وأنا لا أحب نفسي

هذه الجملة تطرق أبواب روحي بلا استئذان،

كيف أحبني وأنا أرى في داخلي هذا الخراب؟

كيف أمنح نفسي غفرانًا لم أعلم أنني أستحقه؟

ربما المحبة ليست شعورًا يُفرض، بل فعلًا يُمارَس

ربما الطريق إلى الحب يبدأ من قبول الحطام الذي نحن عليه،

من الإيمان بأن النقصان هو جزء أصيل من وجودنا 

لكن إلى أن أصل إلى هذا الإيمان،

يبقى السؤال :

 إلى متى سأبقى عالقة بين قناعٍ أخدع به الجميع، ومرآةٍ لا تعكس إلا ألمي؟

السُّها1 أعجبهم العدد
مشاركة
اِسْتَبْصِرْ

اِسْتَبْصِرْ

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من اِسْتَبْصِرْ