اِسْتَبْصِر

١ من ديسمبر 

 أفتح نافذة جديدة على العام الواحدُ والعشرون من حياتي، بلا خارطة ترشدني ولا خطة تقيدني لست من أولئك الذين يضعون خططًا محكمة لتغيير حياتهم، فالحياة في نظري لا تنتظر خرائط البشر. التغيرات الكبرى تأتي كالمطر بلا موعد تهطل فجأة، وتملأ الأرض دون موعد مسبق ، فهكذا، بعض الخطط لاتسير كما نرغب ، وأحيان قد تصل بلا خطه إلى حيثُ تحلم ، فقط بفضل الله وتوفيقه

هدفي في هذه المرحلة ليس أن أحصل على المزيد، بل أن أكون أقل، أقل تلوثًا بما يُثقل القلب، أطمح أن أتحرر من الصفات البشرية التي تفسد النقاء: الغل، الحسد، الغيبة، والنميمة. أريد لقلبي أن يكون خفيفًا، نقيًا، لا يحمل إلا السلام

أعمق أمنياتي ليست في الأشياء المادية أو النجاحات الظاهرة، بل في تلك اللحظة الصادقة التي أنظر فيها إلى نفسي فأشعر بالرضا. أن أقتنع بما أنا عليه، بحياتي كما هي، بأيامها المتقلبة، وبالوجوه التي تمر فيها ، أن أجد الجمال في الُمر كما في الحلو، في الفقد كما في الامتلاك،  هذا الرضا،هو الكنز الذي لا ينفد، وهو الغاية الكبرى 

وفي النهاية أنا أترك نفسي بين يدي الله، وأثق أن كل ما سيأتي هذا العام سيكون خيرًا ، متيقنه أن النقاء والرضا هما أعظم ما يمكن أن أهديه لروحي هذا العام . 

أسأل الله ان يرزقنا حياةٍ طيبه وقلوبٍ نقيّة وأن يجعلنا مُباركين أينما كُنّا