اِسْتَبْصِرْ |
2 ديسمبر 2024 • #العدد 3 • عرض في المتصفح |
{وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُور}
|
|
في سكون الليل، حيث البرد يلف المكان وأفكاري تتردد كصدى بعيد،وجدت نفسي غارقة في دوامة التأمل، والحزن يعصف بي كريح باردة لا تهدأ ، |
سألت نفسي أسئلةلم أجد لها إجابة: هل هذه هي الحياة التي كنت أنتظرها بشوق؟ هل لهذا خرجت إلى الدنيا وأنا أركل بطن أمي بحماس للحياة؟ لماذا أصبحت بهذه الحيرة وهذا الثقلفي قلبي؟ |
ذاكرتي حملتني إلى الماضي، إلى طفلة صغيرة تضحك، تملؤها الحياة والأمل، تتمنى أن تكبر سريعًا معتقدة أن السعادة ستكبر معها، وستظل ترافقها إلى الأبد، لكنالآن، كبرتُ، وبدلاً من السعادة، أجد نفسي غارقة في التفكير، وتسيل دموعي حتى شعرت أن غرفتي أصبحت كمدينة تغمرها الأمطار، لكن المطر هُنا دموعي |
بينما كنت أعيش هذا الفيضان الداخلي ، |
جاءني إشعار بسيط: ‘’الحياة لمن هو بجوار ربه’’ |
توقفت قليلًا كأن الزمن توقف، وكأن هذه الكلمات كُتبت لي وحدي |
شعرت وكأنها رسالة من الله تطرق باب قلبي، بهدوء ولطف، تدعوني للعودة إليه. |
حينها، تركت كل شيء،وتوضأت دون أن أفكر، ووقفت للصلاة، وجهت وجهي نحو القبلة، وأخذت أتكلم مع الله بدموع خاشعة وكلمات غير مرتبة، كأنني أعيد ترتيب روحي بين يديه ، شعرت براحة غريبة. غفوت في مكاني، لكنني عندما استيقظت، كان كل شيء مختلفًا، سعيدة بطريقة لم أفهمها، متفائلة كما لم أشعر منذ زمن. أدركت أنني لم أكن حزينة ، بل كنت بعيدة عن الله، وهذا البُعد كان ثِقلًا يسحبني نحو هاوية لا نهاية لها. |
حينها تساءلت: لماذا ننتظر إشارات أو مصائب لنعود إلى الله؟ لماذا نحتاج لألم حتى نبحث عن الطمأنينة؟ أدركت أن السعادة الحقيقية كانت قريبه مننا دائمًا، لكنها في مكان واحد فقط: في القرب من الله |
الحياة مع الله ليست مجرد حياة، بل يقين يملأ صدرك، وطمأنينة تشرح روحك، وحب لا يمكن أن تجده في مكان آخر. |
إنها حياة قصيرة، لكنها مليئة بالمعاني لمن عرف الله. |
ومع هذا القرب، أدركت أن الحزن كان نعمة، لأنه أعادني إلى طريقي |
اليوم، أعيش بأمل جديد أدركت أن الله هو الغاية، وأن القرب منه هو الحياة، وكلما شعرت بالحيرة أو الثقل، همست لنفسي: |
“يا الله، من لي سواك”؟ |
ختامًا : |
لا تسأل نفسك لماذا تألمت ، بل أشكُر الله أن الألم قادك إليه ، فالحياة مع الله تعني بداية طريق مليء بالنور ، وأن كل صعوبه تحمل في طياتها هديةٌ عظيمة ، هي العودة إلى الله |
التعليقات