نشرة على الهامش البريدية - العدد #1

في عالم اليوم الرقمي، لم يعد الانتباه مجرد حالة ذهنية، بل أصبح سلعة تُباع وتُشترى.ظهر ما يُعرف بـ”اقتصاد الانتباه”، وهو نموذج اقتصادي يرتكز على جذب انتباه المستخدمين واحتكاره لأطول وقت ممكن، لتوجيهه نحو الإعلانات والمحتوى المربح.

منصات التواصل الاجتماعي، ومحركات البحث، وتطبيقات الهاتف الذكي، جميعها تصمم تجاربها لتُبقي المستخدم مشدودًا، مستخدمة خوارزميات معقدة مدروسة بدقة. لم يعد السؤال: “ماذا نريد أن نقرأ أو نشاهد؟”، بل: “بماذا ستجذبنا الخوارزميات اليوم؟”.

تكمن خطورة هذا الاقتصاد في استنزافه لقدرتنا على التركيز، وتأثيره على الصحة النفسية، وتغيير أنماط الاستهلاك الرقمي. ولذلك، فإن فهم آلية هذا النظام هو الخطوة الأولى نحو استعادة السيطرة على وقتنا وانتباهنا.

في هذا السياق، تظهر أهمية الوعي الرقمي، وتنمية مهارات التفكير النقدي، واستخدام أدوات تساعد على تقنين الوقت أمام الشاشات. فكل دقيقة تقضيها في التصفح أو التمرير لا تُحسب فقط ضمن استهلاكك الرقمي، بل تُحوّل إلى أرباح في حسابات شركات التكنولوجيا الكبرى.

احمِ وقتك… فهو أثمن ما تملك في هذا العصر.