انتبه، قد تكون منحازًا!

28 مايو 2025 بواسطة على الهامش #العدد 2 عرض في المتصفح


هل حدث أن قرأتَ رأيًا أو فكرة، فأُعجبت بها وشعرتَ بالانتماء إليها؟

قد يبدو ذلك مريحًا، لكنه في الواقع مثال على ما يُعرف بـ”الانحياز التأكيدي”.

الانحياز التأكيدي هو ميلٌ فطري يدفعنا إلى البحث عمّا يؤيد قناعاتنا، وتجاهل أو التقليل من شأن ما يخالفها — حتى وإن كان صحيحًا.

بعبارة أخرى، نحن نميل بطبعنا إلى تفضيل ما يُشعرنا بأننا كنّا على حق منذ البداية.

لكن، هل تعتقد أنك في مأمنٍ منه؟

في الحقيقة، هذا النوع من الانحياز قد يحجب عنك الصورة الكاملة، لأنه يجعلك ترى ما ترغب في رؤيته فقط، فينعكس ذلك سلبًا على طريقة تفكيرك، وعلى جودة قراراتك.

تخيل أنك تدخل نقاشًا ما، وتبدأ في البحث عمّا يؤكد وجهة نظرك فقط، متجاهلًا الأدلة التي تناقضها.

قد تشعر بالانتصار لحظيًا، لكنك تكون في الواقع قد أغلقت بابًا لفهم أوسع، وربما أكثر دقة.

بل إن هذا الميل لا يقتصر على النقاشات فحسب، بل يظهر أيضًا في طريقة اختيارنا لما نقرأ، أو مَن نتابع، وحتى في تفضيلاتنا على مواقع التواصل.

فنحن نميل، غالبًا دون وعي، إلى إنشاء “فقاعة فكرية” تحيط بنا بما نحب ونؤمن به، وتقصينا عن كل ما يختلف معنا — ولو كان نافعًا.

فكيف نواجه هذا الانحياز؟

بأن ندرّب أنفسنا على تقبّل الرأي الآخر، ونوسّع آفاقنا بقراءة وجهات نظر متنوعة، ونسعى لفهم ما نختلف معه، لا لمجرد رفضه.

علينا أن نُذكّر أنفسنا دومًا بأن الغرض من التفكير ليس إثبات أننا على صواب، بل الوصول إلى الحقيقة — حتى لو اضطررنا إلى مراجعة أفكارنا.

رهف1 أعجبهم العدد
مشاركة
على الهامش

على الهامش

نشرة بريدية تسلط الضوء على مواضيع وأفكار تمر دون أن يلاحظها الكثير. نكتب عن كل ما هو مهم لكنه خارج دائرة الاهتمام المعتاد.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من على الهامش