هل تلقي باللوم على غيرك؟

8 يوليو 2025 بواسطة على الهامش #العدد 3 عرض في المتصفح


كثيرًا ما تعترضنا صعوبات الحياة، وتواجهنا مواقف عسيرة تُبطئ خطانا نحو التطوّر وتحقيق الأهداف. وفي خضمّ هذه المعاناة، قد يجد الإنسان نفسه ميّالًا إلى تبرير عثراته بإلقاء اللوم على من حوله، أو على الظروف القاسية التي تحيط به، بدلًا من أن يتحمّل مسؤولية قراراته ويبحث عن سبلٍ لتجاوز العقبات.

هذا الميل يُعرف في علم النفس بما يُسمّى “الإسقاط النفسي” (Psychological Projection)، وهو أسلوب دفاعي يتبنّاه العقل الباطن حين يعجز الفرد عن مواجهة أخطائه أو نقائصه، فيُسقطها على الآخرين. فكأنما يرى عيوبه في غيره، هربًا من مرآة الحقيقة التي تعكس داخله.

غير أن الاستمرار في هذا السلوك يُغلق أبواب النمو، ويُبقي صاحبه في دائرة لا تنتهي من التبرير والشكوى، دون أن يخطو خطوة حقيقية إلى الأمام. والسبيل إلى التغيير يبدأ من الاعتراف الصادق بالدور الذي نلعبه في تشكيل مصائرنا، ثم الشروع في العمل على إصلاح الذات بعزيمة وإدراك.

فكيف تُعالج هذا الميل؟

  1. تأمّل ردود أفعالك: حين تتعرض لموقف سلبي، توقّف قليلًا واسأل نفسك: “هل أبحث عن المذنب، أم أبحث عن دوري في هذا الحدث؟”
  2. تحمّل نصيبك من المسؤولية: حتى لو كان للآخرين دور، ركّز على ما يمكنك أنت أن تغيّره أو تصلحه.
  3. اخرج من عقلية الضحية: لا ترضَ أن تكون مجرد متأثر بالأحداث، بل اصنع أثرك فيها.
  4. اطلب رأيًا خارجيًا نزيهًا: استعن بمن تثق بحكمتهم لتكتسب منظورًا أوسع وأكثر إنصافًا.
  5. نمِّ إدراكك الذاتي: خصص وقتًا للتفكر أو كتابة ما يدور في ذهنك، لتفهم دوافعك وتعيد ترتيب أفكارك.

تذكّر: الاعتراف بالخطأ ليس هزيمة، بل هو أولى خطوات النهوض. 

مشاركة
على الهامش

على الهامش

نشرة بريدية تسلط الضوء على مواضيع وأفكار تمر دون أن يلاحظها الكثير. نكتب عن كل ما هو مهم لكنه خارج دائرة الاهتمام المعتاد.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من على الهامش