رسائل كافكا إلى ميلينا

8 يناير 2024 بواسطة رهف الفهيدي #العدد 39 عرض في المتصفح

كيف التقوا:

تواصلت ميلينا, البالغة من العمر 23 سنة, مع المؤلف فرانز كافكا, في عام 1920, حيث قرأت القصة القصيرة التي نشر(the Stoker), و أعجبتها. فعرضت عليه أن تترجمها باللغة التشيكية, لغتها الأصلية. 

كافكا, كان يبلغ من العمر 36 سنة, و كان دائماً متردداً بأن ينشر كتاباته, لذا أغلب أعماله نشرت بعد وفاته, و غير مكتملة.

وافق على ذلك, لتبدأ الرسائل بينهم

علاقتهما الرومانسية: 

علاقتهم كانت احترافية, في البداية. فرق العمر بينهم كان كبير, و ميلينا كانت متزوجة (زواج غير سعيد) من فيلسوف. و كافكا كان غير قادر على جعل علاقاته الرومانسية تدوم طويلاً, لرفضه أن يكشف نفسه و مدخلاته.

بعد رؤية ترجمتها, اكتشف كافكا أنه وجد أخيراً من يفهمه, بعد الشعور بالنبذ طوال حياته.

زادت الرسائل بينهم, و في كل مرة, كان كافكا يكشف نفسه تدريجياً لها, أفكاره السوداء, مشاعره, أولاً بحذر, ثم بحماس. كل فكرة و  شعور وصل لها. لدرجة أنه أرسل لها الرسالة التي لم يستطع أن يرسلها أبداً, لوالده القاسي. 

و ترجمت ميلينا باقي مؤلفاته, و بعد وفاته جمعت مذكراته, و أرسلتهم ل ماكس برود, أقرب أصدقاء كافكا, لنشرهم.

آخر لقاء بينهم:

علاقتهم لم تتضمن اللمس حتى,بغض النظر عن أن الثنائي قضوا أربعة أيام في فيينا, كافكا كان غير قادر على أن يلمسها, و ظن أن يده القذرة تلطخها, و قال لها أنها فتاة, ليست إمرأة

التقى الثنائي في فيينا, و قضوا أربعة أيام معاً, قضوا وقتهم كله يتحدثون و يكشفون أرواحهم و ينثرون مشاعرهم, و رأى كافكا ان هذه أسعد لخظات بحياته

ميلينا عرفت أن كافكا لن يستطيع ابداً أن يتزوجها و يعطيها حياة سعيدة كاملة, أمراضه النفسية و الجسدية غلبت عليه.

شخصياتهم كانت مختلفة : 

الثنائي كانوا مختلفين عن بعض, اختلاف الشمس و القمر 

كافكا كان إنطوائي, مكروب, غير قادر على التكيف مع الحياة

و ميلينا كانت كريمة, محبة للتنافس و العيش. بعد إصابته بمرض السل قال لها كافكا " أنا معاق عقلياً, مرضي الرئوي ليس سوى نتيجة للوباء العقلي.

لكن ميلينا ليست غريبة عن المشاكل, كانت رافضة للانضباط و متمردة, لدرجة في صغرها تم نقلها لمصحة عقلية

عندما كانت صغيرة سببت الكثير من المشاكل لدرجة تم نقلها لمصحة عقلية, ثم طردت من عائلتها لإصرار من الزواج بالفيلسوف.

ويكشف نفسه لها, تدريجياً, حتى أصبحت ملجأه و حافظة أسرار, مكانه الأمان.

لكن ميلينا, كانت من النوع الذي لا يخاف من الأشياء المعقدة و التمرد. 

طبيعة كافكا, كانت إشارة أنه لن يستطيع أن يتزوجها و يصبح رجل قوي في المجتمع, و السبب الآخر هو عدم قدرة ميلينا على ترك زوجها

ف بقيت علاقتهم هكذا, مجرد رسائل, و اشتياق و عبارات "يا ليت" حتى توفي كافكا بعمر ال40 سنة, بمرض السل. و أشرفت ميلينا على نشر كتبه, مع أقرب أصدقاء كافكا, بورد

بغض النظر عن أن الثنائي قضوا أربعة أيام في فيينا, كافكا كان غير قادر على أن يلمسها, و ظن .أن يده القذرة تلطخها, و قال لها أنها فتاة, ليست إمرأة.

ماذا كتبوا عن بعض:

ميلينا عرفت أن كافكا لن يستطيع ابداً أن يتزوجها و يعطيها حياة سعيدة كاملة, أمراضه النفسية و الجسدية غلبت عليه.

حدث سوء تفاهم بينهم و توقفوا عن المراسلة, و سمعت ميلينا خبر وفاته بالصحف, و كتبت عنه في الصحيفة التي تعمل بها : 

"لقد كان خائفًا ولطيفًا وصالحًا، لكن الكتب التي كتبها فظيعة ومؤلمة. لقد رأى أن العالم مليء بالشياطين غير المرئية التي تمزق وتدمر البشر العاجزين. لقد كان شديد البصيرة، وحكيمًا جدًا لدرجة أنه لم يتمكن من العيش؛ أضعف من أن يقاتلوا، ضعفاء مثل النبلاء والجميلين الذين لا يستطيعون خوض المعركة ضد خوفهم من سوء الفهم والحقد والأكاذيب الفكرية.

مشاركة
Copy_Chaos

Copy_Chaos

الكتابة الإبداعية بجمالها و بشاعتها, أكب عشايَ هنا. كل المواضيع التي تهمني في مكان واحد

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من Copy_Chaos