سيلفيا بلاث في فترة عشرينياتها

7 يناير 2024 بواسطة رهف الفهيدي #العدد 38 عرض في المتصفح
الناقوس الزجاجي 

المقدمة :

التعطش للحياة, لن تظن ابداً أن هذه العبارة تصف المؤلفة سيلفيا بلاث, التي حاولت قتل نفسها مرات لا تحصى, و نجحت عندما كانت تبلغ 30 سنة. سيلفيا كتبت "الناقوس الزجاجي" ك شبه سيرة ذاتية, عن فتاة عشرينية تسافر إلى نيويورك و تكتب في شركة أدبية كمتدربة قبل تخرجها من الجامعة, 

الناقوس الزجاجي :

الناقوس عبارة عن وعاء زجاجي مقلوب، يستخدم عمومًا لعرض شيء يثير الفضول العلمي، أو يحتوي على نوع معين من الغاز، أو يحافظ على الفراغ. بالنسبة لإستير (بطلة الكتاب)، الناقوس يرمز إلى الجنون. عندما يسيطر عليها الجنون، تشعر كما لو أنها داخل جرة خالية من الهواء، مما يشوه نظرتها للعالم ويمنعها من التواصل مع الأشخاص من حولها. في نهاية الرواية، يرتفع الناقوس الزجاجي, و تستطيع التنفس لكنها شعرت أنه لا يزال يحوم فوقها، في انتظار السقوط في أي لحظة.

أجمل ما في هذا الكتاب هو انه يشرح تجربة فترة العشرينات, و الضياع و الحماس و رؤية الخيارات الكثيرة التي حولك

عندما تحاول إستر قتل نفسها، تجد أن جسدها يبدو مصممًا على الحياة. تشير إستير إلى أنه إذا كان الأمر متروكًا لها، فيمكنها أن تقتل نفسها في أي وقت من الأوقات، لكن يجب عليها أن تتغلب على حيل وحيل جسدها. يرمز القلب النابض إلى هذه الرغبة الجسدية في الحياة. وعندما تحاول إغراق نفسها، يدق قلبها: "أنا أنا أنا". تكرر نفس العبارة عندما تحضر إستير جنازة جوان.

شجرة التين :

هنا تشبه سيلفيا حياتها, و العتبات التي تقف أمامها:

"رأيت حياتي تتفرع أمامي مثل شجرة التين الخضراء في القصة. من طرف كل غصن، مثل ثمرة تين أرجوانية سمينة، يومئ ويغمز مستقبل رائع. كانت إحدى ثمار التين زوجًا وبيتًا سعيدًا وأطفالًا، وكانت ثمرة تين أخرى شاعرًا مشهورًا و... تينة أخرى كانت أوروبا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية [...] ووراء هذه التين وفوقها كان هناك الكثير من ثمار التين التي لم أستطع استيعابها تمامًا إفعلها بالخارح. رأيت نفسي جالسًا بين فجوات شجرة التين هذه، أتضور جوعًا حتى الموت، فقط لأنني لم أستطع أن أقرر أي التين سأختار. كنت أرغب في كل واحد منهم، ولكن اختيار واحد منهم، يعني خسارة الباقي، وبينما كنت جالسًا هناك، غير قادر على اتخاذ القرار، بدأت ثمار التين تتجعد وتتحول إلى اللون الأسود، وسقطت على الأرض واحدًا تلو الآخر. عند قدمي."

- سيلفيا بلاث، الناقوس الزجاجي

- التعطش للحياة:

"هذا أحد الأسباب التي جعلتني لا أرغب في الزواج أبدًا. آخر شيء أردته هو الأمن المطلق […]، أردت التغيير والإثارة وأن أنفجر في كل الاتجاهات، مثل الأسهم الملونة التي يطلقها صاروخ الرابع من يوليو”.

The BellJar

إنها اللحظة المرعبة التي تشير إلى بداية مرحلة البلوغ. إدراك أنك مسؤول عن اختيار طريقك في الحياة. بعد قضاء طفولتك بأكملها في الشوق إلى الحرية، في اللحظة التي تحصل عليها، تدرك أنها يمكن أن تشعر وكأنها عبء.

الرغبة في الإستقلال :

في كتاب الناقوس الزجاجي نشاهد "إيستر" تقابل الكثير من الرجال, و تحاول الإختيار بينهم بشكل منطقي و معقول, بدون الإهتمام بالحب و الرومنسية, نشاهدها تسعى خلف احلامها و كتابتها, و الزواج لا يدخل حساباتها. لكن اكتئابها يجعلها تؤجل قرارات الحياة المهمة التي يتخذها الكثير في عمرها, و يتم نقلها لمصحة عقلية حيث يتم "صعقها كهربائياً" بعد تشخيصها بالإكتئاب الحاد.

إن "الجرس الزجاجي" هي في النهاية قصة عن الاختيارات. كل شخص نلتقي به، كل فرصة نرفضها، كل محادثة ساهمنا بها في تشكيل حياتنا. إنه أمر لا مفر منه، وفي النهاية يجب علينا إما أن نتصالح معه أو أن نصاب بالجنون بسبب ترددنا.

لذا إذا كنت في عشرينياتك أو اقتربت منها أو اشتقت لها, للشعور بأن حياتك كلها أمامك و بنفس الوقت أن كل خيار تتخذه هو مسألة حياة و موت.

مشاركة
Copy_Chaos

Copy_Chaos

الكتابة الإبداعية بجمالها و بشاعتها, أكب عشايَ هنا. كل المواضيع التي تهمني في مكان واحد

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من Copy_Chaos