هل تفهم فرقة راديوهيد؟

لا أذكر متى بالضبط بدأ تقديري للموسيقى, لا استطيع تذكر الوقت الذي بدأت اعطي فيه معنى للأغاني و الأصوات الذي اسمع, لكنه اصبحت امتداد مني.

تخيَل لو قرر فنان أن يكتب و ينزل الأغاني التي يريد. تخيل لو تم تعريف مغني بالأغاني الرائعة التي يصدر, ليس بالدراما التي حوله و الجوائز التي فاز بها. في هذا الزمن؟ مستحيل

فرقة راديوهيد أدركوا أن الموسيقى لم تتواجد للكتابة عنها و تحليلها بل للإستماع لها فقط.

 في هذا المقال لن أحدثك عن تأثيرهم على موسيقى الروك, بل كيف استطاعت راديوهيد أن تبني صوت و براند يميزها عن مئات الفرق و المغنيين  في بريطانيا الذين حاولوا فعل نفس الشيء.

نبذة عن الفرقة:

دفعتهم أغنياتهم الناجحة "Creep" و"Karma Police" إلى الشهرة العالمية، بينما دفعت عبقريتهم الغنائية المعقدة وتجريبهم المبتكر واستخدامهم الموسع لدواسات الجيتار وأجهزة التوليف الرقمية وأجهزة الكمبيوتر صوتهم إلى ما وراء حدود موسيقى الروك أند رول. انغمست Radiohead في عالم جديد من الصوت يحتوي على عناصر من الموسيقى الإلكترونية والبانك والكلاسيكية والجاز، إيذانًا بعصر جديد من الصوت والثقافة الذي لا يزال قائماً حتى اليوم.

كان للفرقة تأثير لا يتزعزع على الثقافة البديلة في التسعينيات. وعلى وجه الخصوص، حقق ألبومهم "OK Computer" عام 1997 نجاحًا رائدًا وشكل تحولًا بعيدًا عن الصوت البديل النموذجي في التسعينيات، بمزيجه الفريد من العناصر الإلكترونية وعناصر الروك. مهد نجاح الألبوم، نقديًا وتجاريًا، الطريق للفرق الأخرى لتجربة أصوات وموضوعات مختلفة.

إصدار الأغاني التي أرادو بدون الإهتمام بماذا ينجح:

خلال كلمات الأغاني ومقاطع الفيديو الموسيقية والعروض الحية، تمكنوا من نقل رسائل قوية حول السياسة والمجتمع. ونتيجة لذلك، كان لراديوهيد تأثير كبير على الفرق الموسيقية الأخرى، حيث ألهمهم لتجاوز الحدود وتحدي الوضع الراهن. بالنسبة للعديد من المستمعين، بما فيهم أنا، تمكنت Radiohead من إحداث ثورة في الثقافة البديلة في التسعينيات وإلهام جيل من الموسيقيين.

طوال التسعينيات، كان نجاحهم يرجع  إلى قدرتهم على  النوع وإعادة اختراع الثقافة. بينما كان العمل المبكر للفرقة غارقًا في صوت موسيقى الروك البريطانية البديلة، ابتعدت ألبوماتهم اللاحقة عن هذا الصوت وجربت عناصر مختلفة من أنواع أخرى. ألبومهم عام 1997، OK Computer، يتضمن عناصر من موسيقى تريب هوب والروك الأمريكي البديل وحتى الموسيقى الكلاسيكية. و كتبه المغنى الرئيسي توم, بسبب قلقه من تطور التكنولوجيا السريع

إبداع لا متناهي:

حققت الأغنية المنفردة الرئيسية للألبوم، "Paranoid Android"، نجاحًا عالميًا وفتح نجاحها الباب أمام الفرقة لاستكشاف المزيد من الحدود الموسيقية. بحلول مطلع الألفية، أصبحت راديوهيد ظاهرة عالمية. وفي هذا الوقت، أصبحت الفرقة رمزًا للموجة الجديدة من الموسيقى والثقافة البديلة، مما حدد نغمة تطور هذا النوع طوال القرن الحادي والعشرين.