توقف عن إهدار حياتك

بواسطة بهجة #العدد 11 عرض في المتصفح
"هذا المقال هو هديتي لك في العام الجديد"

لفت انتباهي كتاب على رف المكتبة بعنوان " توقف عن إهدار حياتك".

استغرقت في التفكير في اليومين التاليين مالذي يُهدر حياتي فعلاً بجانب الوقت الضائع على برامج التواصل الإجتماعي بالطبع.

توصلت بعد ملاحظة علاقتي مع نفسي و مع مايحدث حولي أنّ أكثر مايُهدر حياتي هو الطريقة التي برمجت نفسي عليها

 أو في الحقيقة بُرمجت عليها من خلال تنشئتي و المجتمع من حولي و طبيعتي الإنسانية.

الطريقة التي أتحدّث بها مع نفسي من غير وعي و كأن هناك محطة إذاعية تُذاع من الداخل،

 يُقدّمها مذيع تلقائي كان قد سجّل فيما سبقتنبيهات أبي ، نصائح أمي و تعليقات المجتمع اللاذعة.

تفتح هذه الإذاعة أول برامجها مع أول ثانية من استيقاظي ، تتميز أنها لا تقدم أي إعلانات مابين البرامج فهي جادة في محتواها الناقد 

وتكاد أن لاتُنهي برامجها حتى مع محاولاتي الجادة في النوم ليلاً بل أجزم أن ترداداتها في السبب الأكيد في أرقي.

اشتراكي في هذه الإذاعة هو حتماً مايُهدر حياتي، لأنها و بكل بساطة تبث في عقلي أفكار دبلوماسية و تحليلية في ظاهرها الجذّاب 

إلا أن هدفها الاستراتيجي قريب و بعيد المدى أن أشعر بالتأنيب.

ففي برنامج الصباح يخبرني المذيع التلقائي عن مدى اخفاقي و أنه كان بالإمكان أن يكون أفضل مماكان، 

بالطبع مهما كان أدائي ووضعي و لا أعلم حقيقةً من أين سُجّل هذا الصوت في مراحل عمري لكنني متأكدة أنه كُرر كثيراً حتى يكون جلياً على هذا القدر من الوضوح.

ثم يأتي برنامج هادم المُتعة و الذي في رسالته اليومية يحثني على الخوف و أن لا أطمئن في أي لحظة و أن أكون مُستعداً لكل أمر طاريء ممكن أن يحدث،

 الغريب أنه لم يحدث شيء. إلا أنني حققت الرسالة و فقدت المتعة في كل شيء مهابة الاستعداد.

أما برنامجي المفضل حتماً، هو المسلسل الدرامي الذي يستحضر معاناتي السابقة في الماضي و التي انتهت منذ زمن لا أكاد أُحصيه،

رغم ذلك يتفنن مذيع هذا البرنامج بتدمير سعادتي و إرغامي على دور الضحية.

بعد ما أدركت حجم و أثار هجوم هذه الإذاعة على حياتي و مدى الخسارات الفادحة التي تسببت بها ، قررت أن أُلغي اشتراكي للأبد معها،

غير أنني لم أفلح بذلك لأن هناك شرط من شروط العقد أن الإشتراك مدى الحياة و غير قابل للإلغاء.

و أنني يجب أن أتقبّل وجود الإذاعة مدى عمري، مع العلم أنه بإمكاني إن شئت أن أخفض صوتها قدر الإمكان و باستطاعتي التنقل فيهاإلى محطات أكثر إيجابية.

و لفعل ذلك يجب أن أُرقّي اشتراكي إلى الإشتراك المميز ، من مميزاته أن باستطاعتي أن أفحص الفكرة في البرنامج

 هل هي فكرة تخدمني ؟ أو تأخذني إلى حل مشاكلي أو على الأقل تُسعدني حينها أُبقي البرنامج مُذاعاً أم هل هي فكرة ترعبني ، تجعلني حبيساً لمشكلتي أو تُلبسني دور الضحية الفاشلة فهنا باستطاعتي و بحريتي التامة أن أدير الميذاع لمحطة أخرى.

صديقي ، رقّ اشتراكك و كُن حراً في الاستماع للإذاعة التي لاتُهدر حياتك ما استطعت.

بهجةMayar Ismail2 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة بهجة البريدية

نشرة بهجة البريدية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة بهجة البريدية