إطار الأفكار - العدد #24 |
بواسطة عهد • #العدد 24 • عرض في المتصفح |
هل كنت تعرف أن أصل الباستا عربي؟🍝
|
|
إحدى أهم النصائح التي يهديها الأخصائيين الاجتماعيين هي أهمية تنوع علاقاتك، وأن خروجك من دائرة اشباهك تعزز من فرصة تعلمك واستكشافك للحياة، وحتى أنها تعرّفك على جوانب جديدة من شخصيتك دومًا. |
الناس للناس |
نمو دائرتك الاجتماعية يعزز من فرصك الحياتية، وليس على الصعيد النفسي والشخصي بل حتى المهني، لذلك تجد القائمون على لينكدان يسمون المتابعين بـ connections وليس الـ followers ؛ إشارةً ذكية بأن العلاقات العملة الأهم في النمو المهني، وإن كان الغرب يلطف بـتسميتها «علاقات مهنية» وهي في الواقع قد تكون «واسطة» في باطنها. ولا تأخذ كلامي على أنه معارضه لهذه المنهجية، بل أنني أدعمها وأدعم الذكاء الاجتماعي ١٠٠٪. تنويع اشخاصك يريك الحياة من زوايا مختلفة، منها الممتع ومنها الغريب. والشد والجذب التي تولده تلك الزوايا يثري الأحاديث، لا أنسى المحادثات العابرة الشيقة التي خضتها في كراسي الانتظار، أو مع من بيني وبينهم فجواتٍ زمنية أو حتى -طبقيه-. ممتع الخروج من كهف المألوف إلى نور الاستكشاف، هذا النور الذي يظلّه عنك اشباهك، اولئك الذين يشاركونك زواية النظر، تعيشون نفس الحياة ونفس التجارب، وذات العادات والتقاليد. |
تأطير ذاتك |
من المؤسف أن يرى البعض الاختلاف تهديدًا لكيانهم وذاتهم، فإن كان كل رأي مختلف وعادة معاكسة تعد «تهديد» لوجودهم فلمَ العيش في البيوت والصحاري الخالية تستطيع ضمهم؟ |
أتقبل أن الإنسان بطبعه لا يتقبل ويقبل الجديد، ويأخذ وقتًا طويلًا حتى يطمئن لما هو حديث، أعتقد أنها غريزة البقاء أو فقط مخاوف عتيقة تشعر أن في التجديد أو الاختلاف خطر حقيقي وزعزعة أمان. لكن على صعيد «الأخذ والعطاء» يبدو طائشًا أن ترفض و-تكش- من كل الأفكار المعاكسة أو غير المعتادة، وأشعر أنها تندرج تحت تأطير الإنسان لذاته، ووضعه في قالب معين ومحدد يسلب منه متعة الحياة الحقيقة. ولا يقصد بالأخذ والعطاء أن تنتهج كل رأي جديد، فالله ميّز الإنسان بالعقل الذي يدرك محيطه ويفلتر أفكاره، لكن الفكرة هنا أن تخفض من صوت القلق في بالك عند مواجهة الغير مألوف من عادات البشر وتفكيرهم، والفك عن التفكير بأنك مهدد بشكلٍ أو آخر بوجودهم. تأطير الذات والتشدد في التمسك بالعادات -والاشباه- يحرمك فرص عديدة، على رأسها الاستمتاع! |
أظن أن لذة العيش تكمن في الاستكشاف، والناس بتواجدهم يقدمون الفرصة العظمى للتعلم. هذه الفكرة بحد ذاتها هي التي دفعت البحارة نحو السفر واستكشاف الأرض، ودفعت الرحالة نحو الثقافات المختلفة. هل كنت تعلم مثلًا لولا وجود الرحالة العرب لما استكشف الايطاليون المعكرونة/ الباستا بشكلها الحديث والشهي؟ |
يدفع الناس بعضهم بعض للنمو والتعلم، ولو خيّم عليهم الخوف لا ضيع علينا الكثير من الفرص. الانسان مخلوقٌ اجتماعي بطبعه، هذا الطبع الذي ساهم بشكلٍ رئيسي في عمارة الأرض! |
إن الخوف من المخالطة يسرق منا الكثير من اللحظات الجميلة، والاستكشافات المثيرة، والفرص الرائعة. قد يبدو صعبًا أحيانًا، وحتى مملًا أحيانًا أخرى، لكن التدفق مع أمواج الحياة والمثول بشجاعة أمام محطاتها المختلفة يجعلها تستحق العيش.. وبجدارة. |
مفاتيح الإقدام |
مفتاح تكبير دائرة العلاقات وتقويتها يبدأ من سنَّ مهارة الانصات، فهي بدورها مهارة تكتسب. ولا تغالطها بالاستماع، فهذه حاسة وتلك مهارة، نفس الفرق بين البصر والإبصار. |
تعلمك للصمت والانصات يتدارك سوء الفهم، ويرتب الأفكار، ويقيك من مساوئ -ونكبات- التسرع. فتتعلم أن تستمع لما يقال وتكون حاضرًا بفكرك وليس جسدك فقط. وحتى أنها وسيلة فعالة لتقييم الرأي الجديد والموضوع المطروح. |
ليس الانصات وحدة المفتاح الأقوى، بل المبادرة التي تكسر حواجز خجلك. بادر بالمشاركة في الأحاديث، بادر بأن تقوي نفسك أنه «عادي» أن تفتح موضوع أو تشارك في آخر. القلق من أن رأي الآخرين يحرمك لذة الاستكشاف، ومع المبادرات المستمرة ستتحطم عقبات الخوف، وتتخطى هواجيس القلق.. وتستمع في حياتك. |
إلى اللقاء في نشرةٍ أخرى لا يفسد فيها اختلاف الرأي قضية ودنا! |
كاتبتكم المعهودة التي تجابه مخاوفها بصمود: عهد🌷 |
التعليقات