اسطورة الأرواح التائهة- العدد #16

بواسطة عهد #العدد 16 عرض في المتصفح
كيف حرّك Supernatural افكاري؟

إن المرات التي كتبت فيها عن حقيقة أن الأمل سلاحنا الوحيد-أو على الأقل سلاحي- تكاد تعد وبالكاد تحصى، فكيف ألا اظن ذلك والطغرائي يقول:

أعلل النفس بالآمال أرقبها.. ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل! 

بالحلم والأمل نصبّر هذه النفس الملولة، ونهدئ من روع هذه الهواجيس المجنونة، ونطبطب على ظهر هذه الأفكار المسكينة. فما الحل الآخر والخطة باء اصلًا؟ 

أتابع هذه الفترة المسلسل الأمريكي المرعب الشهير Supernatural الذي تجد فيه كلما هو مخيف وفانتازي ومتعلق بالأشباح والجانب الآخر من الحياة، بحبكة -على ما أظن- ملحد يؤمن بوجود الخوارق كلها والأساطير والجنون إلا حقيقة الالوهية ووجوب العبودية. على كلٍ، المسلسل جميل، في الموسم الثاني في إحدى الحلقات حدث أن قابلا البطلين روحٌ تائه، ظلت ١٥ عام حبيسة طريقٍ مرعب إذ أنها في ١٩٩٢ اصدمت برجل فماتا الاثنان وظلت ارواحهما متعادية لبعضها جراء هذه الحادثة المؤلمة. المهم، في نهاية الحلقة أدركت هذه الروح المسكينة أنها تائهه وأنها ميتة منذ زمن لكن لأن ذنبها كبير لم تستطيع إدراك حقيقتها، واخيرًا بعد ما فتح الله على قلبها عبر البطلين، ماتت. الجدير بالذكر، الحوار الذي دار بينها وبين أحد الأبطال، عندما سألته "لماذا لا تذهب هذه الأرواح التائهة؟" فأجابها "ربما لأنها تخاف من المجهول". وهنا رفّت بنات أفكاري. حقيقة المجهول وقيمة الإيمان في ذلك!

*مسلسل جميل بغض النظر والسمع والقلب عن الخرافات والخزعبلات وإلحاد الكاركترات* 

*مسلسل جميل بغض النظر والسمع والقلب عن الخرافات والخزعبلات وإلحاد الكاركترات* 

هل تؤمن؟ 

سؤال تهكمي، لا اشكك في إيمانك فيها-حاشى الله- أن اكون عبدةً غاوية تغوي الآخرين. المقصد هنا، نحن نخاف من المجهول، ما الذي سيحدث حينها؟ بعدها؟ ولا اتطرق بتاتًا للموت والآخرة في حديثي. إن جل اهتمامي، هو كيف يلعب الإيمان دوره في دحض شكوك الجهل؟ 

لا نعرف الغد، والبائسين منّا لا يؤمنون به، ولا اتخيل نفسي حقيقةً أن أعيش ضلالة الحياة بانعدام ايماني! ما يجعل الإيمان مختلف أنه في القلب، أنت لم ترَ بأم عينك، لم تسمع بطبلة أذنك، إلا أنك في صدرك وحنايا قلبك تعلم أنه الحق! وهذه هي خريطة النجاة من ظلمات الحياة!!. في الحلقة وكل حلقات المسلسل يؤمن الكاتب-أو مجموعة الكتاب لا اعلم- بحقيقة الأرواح والعوالم التي تسكنها، والأمر ليس شخصي لكن، تعلمُ أنه في اعماقه إيمانٌ ركيك-بغض النظر عن المسلسل-، فمن لا يحمل في اعماقه إيمانًا ذو أصولٍ راسخة واسسٍ سليمة ثابتة سيبحث ويتعلق دائمًا في سفاسف الأمور، واسخف الخرافات، وابذل الخزعبلات، لأن الإنسان بطبعه يبحث عن ايمانٍ يتبعه ويرتديه ليستر شتات نفسه وضيق أفكاره. فالإيمان مرجعك! بجذور راسخة بربٍ فوق السماوات السابعة. إن الإيمان يدلّك ويوجهك لسلامة العقل والفكر والبدن، مثل ايمانك أن ما بعد الحزن إلا الفرح، ولا مع العسر إلا اليسر.

 وحلاوة الإيمان تسري سريان الماء في العود، وتجري جريان الدماء في العروق , فيأنس بها القلب وتطمئن بها النفس , فلا يحس معها المرء بأرق ولا قلق ولا ضيق.

مجهول 

إن المسلسل خيالي ولا أتهجم على احدهم، لكن لعلّ فكري ضاق ذرعًا بالأفكار البالية. الناس حرّة فيما تؤمن، لكن لا تقنعني حقيقة التعلق بـ الابتذالات، فالبعض مستعد أن يؤمن أن الأبراج تحدد مصيره، وخطوط يده تترجم مستقبله، وارتداء التميمة تنقذه، وكل سببٍ ركيك هش قد يكون جدارًا منيعًا لهم يحميهم ويصدقونه. ادعو أن يثبت قلبي عندما يقلّب القلوب، فلا يعجبني أن احيا حياةً طويلة ثم اصدق ايمان احدهم يقول أننا سننتهي ببساطة ونتلاشى للعدم، لا يعجبني أن لا تأخذ العدالة مجراها في الآخرة لمن هرب منها في الدنيا، لا يعجبني أن اعاني في دروبي بلا معرفةٍ أن هناك قدرةً سخيّة تفوق كل الحدود من ربٍ رحيم، ولا يعجبني بتاتًا أن اتعلق بأفكار سيريالية حينما كنت أستطيع أن أكون مؤمنةً، اصدق من اعماق قلبي، واستشعر بكل خلايا جسدي، واتعلق بكل روحي وأفكاري بحقيقة إلهٍ رحيم، يراني، يسمعني، يرافقني، يعوضني، يأويني، يكرمني، ثم بطمع كطمع آدم عندما رأى التفاحة أول مرة عند خلقِه وحاول السعي لقطفها، أن أدخل الجنة واتنعم خالدة.

اخيرًا، إن التشبث بما في صدورنا من إيمان بمثابة طوق نجاة نرتديه في شط الأمان، فلأننا نؤمن نظلُ نعمل، ونجهتد، ونسعى... ونتأمل! 

وما عمل، واجتهد، وسعى، وتأمل الإنسانُ إلا ما نال! وهذا هو ايماني.

إلى اللقاء في نشرة أخرى.

كاتبتكم المعهودة: عهد.🌷

تَغريد1 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة نَجوى عهد

نشرة نَجوى عهد

نَجوى عهد، نشرة بريدية اسبوعية اشارككم فيها افكاري وتأملاتي وحتى هواجيسي التي ملّت حبس مذكراتي. جسرًا بيننا تغرّد فيه افكاري بحرية!

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة نَجوى عهد