كيف يرى الأطفال (غير المميزين) الأضاحي؟

7 يونيو 2025 بواسطة نادي عقول #العدد 21 عرض في المتصفح

في أيامٍ تتعالى فيها التكبيرات، وتمتلئ القلوب بالسكينة، يأتي عيد الأضحى المبارك حاملاً معه رسالة التضحية، والتقرب إلى الله، وإحياء سنّة إبراهيم عليه السلام. وهو مناسبة عظيمة لا تقتصر على أداء شعائر دينية، بل تتعداها لتكون فرصة تربوية ثمينة لتعليم الأبناء معاني الإيمان، الرحمة، والعطاء.

قال تعالى:

{لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ}

(سورة الحج: 37)

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يعيش الأطفال أجواءً مميزة مليئة بالمشاهد الجديدة، ومن أبرزها مشهد الأضحية. لكن هل تساءلنا يومًا كيف يرى الطفل غير المميز هذه الطقوس؟

 من هو الطفل غير المميز؟

هو الطفل الذي لم يبلغ سنًّا يمكنه فيه تمييز المعاني المجردة مثل العبادة، النية، أو الشعائر، وغالبًا ما يكون دون سن السابعة. في هذه المرحلة، يعتمد الطفل على الملاحظة والتجربة الحسية أكثر من الفهم العقلي العميق.

 كيف يرى الأطفال شعيرة الأضحية؟

تتفاوت نظرة الأطفال للأضحية باختلاف أعمارهم، ودرجة نضجهم، وتجاربهم السابقة، لكن يمكن تلخيص رؤيتهم في جانبين:

1. الجانب الإيجابي والمُبهج:

• كثير من الأطفال الصغار يشعرون بفرحة العيد من خلال مشاهدة الأضحية، وارتباطها بأجواء التجمع العائلي والزيارات وتوزيع اللحوم.

• البعض يُبدي حماسًا لحضور الذبح كجزء من المغامرة، أو لأنهم يرونها تقليدًا يمارسه الكبار.

• التفاعل مع الأضحية قبل ذبحها (مثل إطعامها أو اللعب بجانبها) قد يعزّز الشعور بالارتباط العاطفي بالعيد.

2. الجانب الذي قد يسبب قلقًا أو خوفًا:

الأطفال الصغار لا يدركون أن الأضحية شعيرة دينية، بل يرون فقط مشهدًا بصريًا فيه دماء وصوت حيوانات، مما قد يُثير لديهم:

• مشاعر الخوف أو القلق

• تساؤلات غير ناضجة (مثل: لماذا نؤذي الحيوان؟).

• أثر نفسي سلبي في بعض الحالات، خصوصًا عند عدم التهيئة المسبقة

• قد يُصاب بعض الأطفال بالذهول أو الخوف من مشهد الذبح، خاصة عند غياب التهيئة النفسية أو شرح السياق الديني.

• الأطفال الذين يربطون الحيوانات بالألفة أو اللعب قد يشعرون بالحزن أو الحيرة لرؤيتها تُذبح.

بحسب الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، فإن الأطفال الصغار يتأثرون بالمشاهد الحسية القوية، ولا يملكون الأدوات العقلية لتفسيرها تفسيرًا منطقيًا.

كيف نُهيئ الطفل لرؤية الأضحية؟

- قبل العيد:

• التحدث مع الطفل بلغة بسيطة ومناسبة لعمره عن معنى العيد، والأضحية، والرحمة، والتقرب إلى الله.

• استخدام القصص أو الرسوم التوضيحية لشرح ما سيحدث.

- يوم الأضحية:

• عدم إجبار الطفل على مشاهدة الذبح.

• مراقبة مشاعره وردود فعله عن قرب.

• التأكيد له أن الذبح يتم برحمة وبما يُرضي الله، وأن الحيوان يُكرم ويُذبح بطريقة إنسانية.

- بعد الأضحية:

• إشراك الطفل في توزيع اللحم، وتعليمه قيمة العطاء ومساعدة الفقراء.

• سؤاله عن شعوره وتفسير ما رأى بطريقة إيجابية وبسيطة.

خلاصة تربوية

عيد الأضحى ليس مجرد طقس عبادي، بل فرصة لصناعة ذكريات مليئة بالقيم والمشاعر النبيلة. وبينما يحتاج بعض الأطفال إلى التهيئة لحماية مشاعرهم، فإن كثيرًا منهم يستقبل هذه المناسبة بفرح وحماسة إذا وُجّهوا التوجيه الصحيح. فاجعلوا من العيد مساحة تربوية تجمع بين البهجة، والإيمان، والرفق وفرصة تربوية مليئة بالحب والرحمة، وتذكّروا أن التجارب الأولى تترك الأثر الأكبر في ذاكرة الطفل.

عيد أضحى مبارك، أعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات🤍🎉.

الكاتب: ساره الحميان, المحرر: سماء حميد

أصايل1 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة عقول

نشرة عقول

نشرة عقول هي نشرة بريدية تصلك بشكل دوري على صندوقك البريدي بأحدث مستجدات الأبحاث الصحية ومعلوماتها الثرية والماتعة

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة عقول