جيناتك تتحدث : ماذا تقول عن صحتك النفسية ؟

بواسطة نادي عقول #العدد 16 عرض في المتصفح
هل من الممكن أن تكون حالتنا النفسية مبرمجة مسبقًا في الأكواد الصغيرة المسماة بالجينات؟قد يفسر هذا إحدى التساؤلات التي راودتنا: لماذا أنا بالذات من يعاني من القلق، بينما لا يتأثر غيري؟ تابعوا معنا هذه النشرة لتجدوا الإجابة

ما هي الأمراض النفسية وما علاقتها بالجينات؟

الأمراض النفسية : هي اضطرابات قد يعاني منها الإنسان، وتؤثر على مجرى حياته، سواء من الناحية العملية، إذ قد تحدّ من قدرته على التفاعل مع المجتمع من حوله، أو من الناحية النفسية، حيث تؤثر على تفكيره ومشاعره. وقد يكون من الصعب تحديد أسباب هذه الاضطرابات بدقة، لكن مع تطور الطب الحديث، بدأت الجينات تُشكل إحدى قطع الأحجية التي تساعدنا على فهم لغز الأمراض النفسية.

الجينات : هي عبارة عن وحدات وراثية أساسية نرثها من والدينا، وهي تحتوي على معلومات تحدد صفاتنا الجسدية (مثل لون العين والطول)، والبيولوجية (مثل فصيلة الدم وقابلية الإصابة بالأمراض مثل أمراض القلب والسرطان). وقد أظهرت الدراسات أن الأمراض النفسية أيضًا قد تنتج عن طفرات وراثية، وهنا يظهر الارتباط بينها وبين الجينات

أبرز الأمراض النفسية التي ثبت أن من مسبباتها الجينات:

أثبتت العديد من الدراسات أن بعض الأمراض النفسية قد يكون سببها طفرات جينية. وقد أُجريت هذه الدراسات على التوائم، حيث يتشارك التوائم المتطابقون 100% من جيناتهم، بينما يتشارك غير المتطابقين 50%. ومن هنا، نستنتج أن الأقارب من الدرجة الأولى أكثر عرضة للإصابة باضطرابات نفسية في حال وجود تاريخ عائلي لها.

ومن أبرز هذه الأمراض:

1. الفصام (Schizophrenia)

2. الإكتئاب الشديد (Major Depression)

3. الإضطراب ثنائي القطب (Bipolar Disorder)

طرق الوقاية والحد من تطور المرض:

بما أن الجينات تُعد “أكوادًا” يمكن تحليلها وفك شفرتها للتنبؤ بالأمراض، فإن هذا المفهوم ينطبق كذلك على الاضطرابات النفسية. ويمكن الوقاية من هذه الأمراض أو الحدّ من حدّتها من خلال:

1. الفحص الجيني المبكر:

يساعد الكشف المبكر في التشخيص الدقيق والتدخل العلاجي المناسب، مما يُسهم في تحسين فرص الشفاء والوقاية من تطور الحالة.

2. تغيير نمط الحياة:

تبني نمط حياة صحي يسهم في الوقاية من الأمراض النفسية أو تقليل حدتها. يشمل ذلك الحصول على قسط كافٍ من النوم، وممارسة التمارين الرياضية، والحرص على نظام غذائي متوازن. فالجسد السليم هو الحاضن الاول لعقلك المتزن 

3. دور الأسرة في دعم الصحة النفسية: 

تلعب الأسرة دورًا محوريًا في تشكيل بيئة الفرد النفسية، خاصة في مراحل الطفولة والمراهقة. وجود دعم نفسي من الأسرة يُخفف من تأثير الجينات الوراثية المتعلقة بالقلق أو الاكتئاب، ويعزز التوازن النفسي. كما أن وعي الأسرة بطبيعة الأمراض النفسية يساعد أفرادها على تقبّل أنفسهم، والتحدث عن معاناتهم دون خوف أو خجل، وطلب المساعدة بشكل آمن وصحي. هذا الوعي يُساهم في كسر الصور النمطية السلبية المرتبطة بالصحة النفسية، ويمنح الأفراد بيئة حاضنة ومتفهمة

الختام

لم يعد الهدف  في الطب الحديث تخفيف الألم فقط بل الوصول إلى أصل المرض نفسه، وتقديم علاج يناسبك أنت تحديدًا، وفقًا لطبيعتك الجينية والفردية 

كاتبة النشرة : جنى الحربي   محررة النشرة : ساره الحميان 

مشاركة
نشرة عقول

نشرة عقول

نشرة عقول هي نشرة بريدية تصلك بشكل دوري على صندوقك البريدي بأحدث مستجدات الأبحاث الصحية ومعلوماتها الثرية والماتعة

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة عقول