نشرة وابل - العدد #8 |
14 ديسمبر 2023 • بواسطة محمد بابكر عثمان • #العدد 8 • عرض في المتصفح |
|
الخواطر البواكي في زمن الفقر والمآسي، واقع جديد وحلم بعيد |
الخواطر البواكي في زمن الفقر والمآسي، واقع جديد، وحلم بعيد |
الخواطر هي الأفكار التي تمر بالبال، سواء بليل أو نهار، في زمن ابتسامك، أوقات أحزانك، فهي تمر ولا تكترث، وانت أنت من بذاتك لها ترث، إما بإدخالها وسبر أغوارها، أو تركها تغادر من غير أن تبدي بها اهتمام أو تترك لها في عقلك مكان، |
ماذا عن خواطرنا |
خواطرنا هذه الأيام تكاد تتشابه في كل الأوقات وتتجدد بذاتها في كل اللحظات، لأن الهم جله إجتمع في بعض الامور، وتوارت أو تلاشت ماعداها من هموم، ليست لأنها باتت لاترهق الإنسان، تجعله يعيد النظر فيما كان، ولكن بات المهم يغطيه الأهم، والعاجل يسبقه الاعجل |
كيف تبدأ خواطرنا في اليوم |
منذ أن تفتح عينيك من النوم الذي تتخلله الاحلام، وتفسد لذته ومتعته الكوابيس، تستقيظ لله ذاكر ولنعمه شاكر، أن رد عليك روحك، واعطاك آملا بالحياة جديد ( الله يتوفى الأنفس حين موتها الخ) الآية ٤٢ الزمر |
فكم من إنسان فاضت روحه ولم ترد، وإن اختلفت طرق فراق الروح. أسبابها لكن يبقى الموت واحد، فالبعض مات وقد إنهد عليه بنيانه، وآخر أتته شظية في مكانه، وثالث مات لعدم تمكنه من تحصيل الدواء وجرعته التي تمثل له بعد الله طوق نجاة وهكذا تجري الأحوال، تتعدد الأسباب والموت واحد |
مابين إشراق الشمس، مغيبها في يومنا، تدور الحكاية، وتنسج خيوط الرواية، ومن يستمع لتلك الرواية، يقرأ هذه الحكاية، يظن أنها لا تحدث إلا بالأفلام، أو في الأحلام، لكنها خواطرنا سجلناها وفي واقعنا عشناها، بأم أعيننا رأيناها |
الغريب في خواطرنا |
أغرب مافي خواطرنا، أنها دائما ماتكون واقع نصدقه ونطبقه، كثير من الاجتماعات والمشاورات على الصعيد الأسري تعقد، لكن ما الهدف ؟ قطعا ليس النظر في حال البيت وصيانته، تكملة الأثاث وصيانة غرفه، ليس لنرى كيف يسير وضع الأبناء في المدارس، آه أوا فتحت المدارس ؟ نسيت أن المدارس مغلقة |
في هذه الاجتماعات نستعرض الخواطر، وتفرغ الذواكر، فالمرأة خطر لها أن نأكل الثريد ( الارز باللحم والخبز ( الفته) لأنه أكثر فائدة وأقل تكلفة، طبعا من دون لحمة تتخلله أو خضار يزينه |
هنا تدخل الولد وقال لا لا هذه تكلفة كثيرة، أعتقد أن قليل من البصل مع الماء والزيت للمعدة أفيد، والنظر يزيد وتكلفته قد تكون أقل وهذا هو الاهم، |
البنت تدخلت وبرايها أدلت وقالت الفول ولاغيره، حبيب الشعب الذي لا نبدله بليل، و نهار يمكن أن نأكله |
هكذا تدور أجندة الإجتماعات، وتخرج المخرجات، في جو يسوده الإخاء، الحب والوفاء، ليس هناك حجر على الآراء، حرية الرأي مكفولة، والفرص متاحة. |
أخذ الوالد كل المداولات، ثم تنحى وأخذ جانبا من المنزل يرتاح ليعود بعدها لتكملة المشاورات، وأخذ الرأي النهائي، لمعرفة ما يفوز بالأغلبية ويكون هو الطعام |
بينما الأب غارق في التفكير أخذته غفوة فأخذ في نوم عميق ، ورأى كأنه يخاطب شخص آخر، فقال له ياأخي نحن منذ أن أتينا إلي هذه الدنيا، سهل قيادنا، قليل عنادنا، بائن صدقنا، وافر صبرنا، |
أخذ يسرد في صفاته وكأنه لنفسه يدلل وللمحاسن فيه يتخيل، لم يجعله مخاطبة يكمل فقال رويدك تمهل، فأنت تذكر محاسن وكانك عن المساوئ غافل، دعني اخبرك وعلى بعض الأحوال اطلعك، الم تتسخط ليل نهار، وكأن مايحصل، وقع عليك وحدك |
تنسى أن غيرك فقد أهله وماله، وبالكاد نجى بحياته، واليوم الهموم تحاصره، والطمأنينة تفارقه، هل ياترى سيعود من جديد، ام ينتظر أملا يبدو بعيد، نسأل الله الفرج ليل نهار وإن يولي علينا الأخيار، ويبعد عنا أصحاب الغرض والفجار. |
أما أنت ياصديقي الا تتذكر الأيام الخوالي، وليال كانت عامرة بالفرح قضيتها في حياتك، أم أنك تتنكر لذاتك |
قاطعه صديقه وقال : طبعا لا أنسى وليس من طبعي النسيان، لا أتنكر للنعم ولا اسب الأيام، فكلها من الله |
لكن مايحزنني، أن الكثيرين لم يتعظو وعن ممارساتهم الخاطئة يقلعو، قاطعه محاوره وقال : دعنا منهم، ماذا عنك ؟ ماهذا الذي تفعله، الهم الذي تحمله، أصبحت شاحب الوجه نحيل |
قليل الكلام، للتذكير والوعظ النافع والكلام الجميل لاتميل، كلامك محدود، حضورك معدود، تكاد تخرج من دورك في بعض المناقشات. |
بالنسبة لماذا ذكرت وحتى لا يظن من يسمع ماتقول، أنه الحق والواقع برمته، دون أن يأخذ في الاعتبار بعض التفاصيل، أو يستمع لتعقيب صاحبنا، دفاعه عن نفسه، لعله يبدد أو يفند كل أو بعض ماجاء في هذا السرد الطويل |
قال ضغف حضوري، ظهوري لأني رأيت الاختلاف بين الإخوة قد حصل، وكل برأيه معتد، أما النقاشات فوجدتها في حلقة مفرغة تدور، البعض يريد أن يقضى بها ساعات، والوقت اغلي من أن تنفقه تضيعه، فيما لاتستطيع فعله او تعرف حقيقة مصدره |
اكتفينا بأفضل ما يمكن فعله في مثل هذه الأوقات، إلا وهو اللجوء لله، التضرع والدعاء في الصلوات، أن يصلح الحال ويجنبنا شر الخواتيم والمآل |
بابا مالك في نومك تحكي ومن الواقع الذي بات يعرفه الجميع تشكي، أنسيت أننا كنا في اجتماع؟ طرحنا بعض المقترحات، وفي انتظارك لتكملة المداولات لأخذ الرأي النهائي |
التعليقات