نشرة ثويني محمد آل عليوي البريدية - العدد #102

4 سبتمبر 2025 بواسطة ثويني محمد آل عليوي #العدد 102 عرض في المتصفح
العقدة الأخيرة 

طفل يربط حذاءه في ساحة المدرسة… تفصيلة تبدو عابرة، لكنها تحمل في طياتها عالمًا من المعاني. كيف يمكن للحظة خاطفة أن تختصر عالمًا كاملًا من المعنى؟ من خلال تمارين "فن الالتقاط" وتطبيقات تحويل التفصيلة اليومية إلى حدث مشحون بالدلالة،التي قدمها الأستاذ خلف القرشي في ورشة تطبيقية في القصة القصيرة " كيف تتحول اللمحة العابرة إلى قصة كاملة". هذه قصة قصيرة، تعتمد على هذه اللحظة الخاطفة، وتحوّلها إلى مشهد كاشف. 


"العقدة الأخيرة"


في زاوية الساحة، جلس الطفل ، لكي يربط حذاءه بعناية. وعندما كان يسمع صوت الجرس ، والتلاميذ يتراكضون نحو الصفوف، يعرف أنه يجب عليه أن يلحق بهم بسرعة ، لكنه بقي هناك، وكان يتصرف مثل أي أحد لا يسمع شيئًا، وهو يحاول إحكام العقدة الأخيرة من حبل الحذاء.

اقترب منه المعلم المشرف في الفسحة ، وكان هناك سؤال واضح على وجهه من دون أن يحتاج لأن يفتح فمه. ولأنّ الطفل جيد في توقع الأشياء فقد قال : " تأخرت بسبب حذائي، إنه واسع قليلاً ...". لم يكن واضحًا له إن كان المعلم قد قبل عذره أم لا ، لكنه لاحظ أنه نظر إليه ثم مضى .لم يسأله المعلم كما توقع أن يسأله : هل الحذاء جديد؟ والحقيقة أنه لم يكن حذاء جديدًا؛ لأنه لأخيه الذي كبر عليه واشترى له والدهما حذاء آخر جديدًا.

ولأن أخيه كان سريعًا في خطواته ، وهو الشيء الذي لم يعتد عليه هو، فقد كان يُحكم عقدة حبل الحذاء؛ حتى لا ينزلق من قدميه ويتعثر أمام الجميع مرة أخرى.

مشاركة
نشرة ثويني محمد آل عليوي البريدية

نشرة ثويني محمد آل عليوي البريدية

أكتب هنا: عن الكتابة، شذرات، قصص، نصوص.. أهتدي ببوصلة الكتابة في أمواج هذه الحياة لئلا تضيع مني الاتجاهات..

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة ثويني محمد آل عليوي البريدية