نشرة ثويني محمد آل عليوي البريدية - العدد #105 |
17 سبتمبر 2025 • بواسطة ثويني محمد آل عليوي • #العدد 105 • عرض في المتصفح |
مثل مطلع قصيدة
|
|
![]() |
وقد اطمأن على ( الذّود) يرتكي العَوْد، كما يسميه أبناؤه وأحفاده في مجلس (الكرفان) منتظراً فنجان القهوة الذي يعده العامل الذي يهتم بالمكان. عندما أقبل حفيده ممسكاً بدلّة القهوة، كانت رائحتها تسري به في البراري، لم يعد يشعر باللحظة، مثل مطلع قصيدة غزلية، وهو كما سيعترف لحفيده بعد قليل، إذا لم ينشد بيت خلف بن هذال: |
سّوو لي الكيف وأرهولي من الدلّة |
البن الأشقر يداوي الرأس فنجاله |
لما وجد في القهوة لذّة. يمد يده آخذًا الفنجان، ويرتشف منه طعمًا لا يمكن نسيانه، ولأنّه يعرف أنّ هذه النكهة في القهوة لا تكون من تحضير عامل، مطَّ ابتسامته وسأل بلهفة حفيده: |
- مَنْ صلّح القهوة؟! |
- جدتي. |
كان من عادة الجدّة أن تشرب من قهوتها إذا حضرتها له، لذلك سأل: |
- وين هي جدتك؟ |
فيما هو يسأل تدخل الجدّة فتتسع ابتسامته، وبيده الفنجان يهزه وهو يرحب بمقدم رفيقة دربه: |
- أرحبي. |
يأخذ الحفيد الفنجان مشيرًا لبقية الأحفاد بالمغادرة وهم يتهامسون. يظنونه فنجان قهوة كأية فنجان، وهو الذي جاء كحياة تسري في العروق من جديد. |
نشر النص في كتاب " فوح " القهوة بعيون سعودية، عن دار تشكيل. |
التعليقات