نشرة عاطف أبوشعفه البريدية - العدد #6 |
18 يناير 2025 • بواسطة عاطف أبوشعفه • #العدد 6 • عرض في المتصفح |
الحقيقة المؤلمة . بقلمي
|
|
عند إعلان خبر وفاتك، سيحزن جميع من كانت لهم معرفة سابقة أو علاقة بك، وسيتأثر بعض من لا يعرفونك. سينتشر الخبر عبر صفحات التواصل الاجتماعي وسيصل إلى مسامع أهل المنطقة للحظات الأولى، والتي قد تستمر لبضع ساعات. في اليوم التالي، سينحصر الحزن بين العائلة، الأصدقاء، والجيران. وفي اليوم الثالث، سيبقى محصورًا بين الأسرة والأصدقاء المقرّبين فقط. |
ثم تتوالى الأيام، ولن يمضي شهرٌ إلا ويصبح الحزن مقتصرًا على قلب والديك، أخيك الذي كان متعلّقًا بك، وصديقك الوفي. ومع مرور الأيام والليالي، ستُستعاد ذكراك كل عام، وتستمر الحياة، وهذه هي الفطرة الطبيعية في الإنسان. |
لا يبقى منك إلا آثار أفعالك، خيرًا كانت أم شرًا. وإن تحدثنا عن الخير، فلن يُخلَّد سوى كلمات يسطرها التاريخ في مواضع الذكر، ولن يبقى إلا أثر الطيب الذي زرعته: خاطر جبرته، شخص دعمته، فقير ساعدته، جاهل علمته، مظلوم ناصرته، سعيد شاركته فرحه، حزين خففت عنه حزنه، مشكلة حليتها، قضية دعمتها، وابتسامة أبهجت بها الآخرين. |
يبقى هذا الأثر الطيب حيًا، يرفع ذكراك بالخير، ويترك لعائلتك، أصدقائك، وأبنائك إرثًا من الفخر بمعرفتك. لكن، اعلم أن هذا كله لا يوقف حركة الكون، لذا اجعل أعمالك خالصة لوجه الله تعالى؛ لأنها ستعود عليك بالحسنات، في كل مرة يتذكرك فيها أحد ويدعو لك بالرحمة والمغفرة. |
أما إذا كانت حياتك خالية من الخير، فهذا هو الخسران المبين والمصيبة الكبرى. |
حينما تُدفن، سيرحل الجميع بمجرد وضع آخر حفنة من التراب. ستبقى وحدك في قبرك، لتواجه أهم سؤالين من الملكين، ولن يرافقك سوى عملك؛ إما أن يكون لك، وإما أن يكون عليك. |
في ذلك الموقف، الحسنة هي التي تنفعك، والسيئة هي التي تهلكك. لن تجد إلا جزاءً لما قدّمت، إما جنة، وإما نار. |
لن تنفعك أعذارك ولا أكاذيبك على نفسك، ولن تُقبل منك حجة أنك لم تستطع ترك معصية ما، أو أنك كنت ضعيف الإرادة. فماذا ستقول عندما تُسأل عن الصلاة، عن تأخيرها أو تركها، عن الذنوب والخطايا التي ارتكبتها، وعن الظلم، الكذب، والخيانة؟ |
كيف ستواجه تلك الأسئلة؟ وأي إجابة ستقدم؟ لا عذر ينفع إلا إذا كان شرعيًا، لا من باب اتباع الهوى أو الانقياد وراء المجتمع والموضة وخداع النفس |
التعليقات