بعد الاتكاء على الله.. كيف ننهض وحدنا؟ 🌿

سَلـــوة..

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته 🌸

طبتم وطابتْ أوقاتكم بكل خير رُفقاءِ سَلوة الكِرام 🌿 

يُطل عليكم اليَوم في بدايةِ الأسبُوع الحَافل بالنّشاطِ العَدد السابِع منْ نَشرةِ سلوة، المُستَلهم مِن فِكرة النّهوض بأنْفسنـا بَعد أنْ يغيبَ النّاس من حَولنـا، في لحظاتِ الانطِفـاء، وفي ذَروةِ العَملِ والمسؤوليـات، حين تَغيب أيديَ الدّعم لَيس كُرهًا أو جفاءً، ولكنْ انشغالًا بالحَياةِ 😥😥

📌 إلهـام هذا العَددْ |

كنتُ أقف أمام حوض الصحون، أرتّب في ذهني قائمة المهام التي تنتظرني، بينما يتناثر لعب الأطفال حولي، وتتزاحم أعمال البيت، ويذكّرني جوعي بأن وقت الفطور قد تأخّر 😵‍💫

وفي خضم هذا المشهد المزدحم، اشتعل خلافٌ صغير بين أطفالي، حاولت أن أكون عادلة، هادئة، وأحافظ على صباحٍ لطيف لا يفسده شيء، لكنني وجدت نفسي عالقة في المنتصف:

بين أمٍّ تريد أن تتعامل ببساطة ولين ☺️

وبين أم تدرك أن الحزم مطلوب، حتى لو كانت الجبال تنتظرها: جبل الصحون، جبل الغسيل، جبل المسؤوليات 🤯

وقتُها شعرتُ حقيقةً بالضّعف 💔 .. لو حافظت على صباحٍ لطيف، فقدْ يُرهق جهازي العَصبي، وإن تعاملت بحزمٍ وشدّة فقدْ يُفسد صباح أطفَالي، ماذا سأفعَل؟

حينَها تتابعتْ الأفكار في رأسي، وقررت أنْ أكتُب هذه النّشرة، عن هذا الشعور بالذّات، حين يَغيبُ الحُضور عنْ الحضور في الوقتِ الذي تشعر فيه أنّك بحاجتهم، ماذا سنفعل؟ وكيف سننهض؟ وعلى من سنتكئ؟ 😥

🖋️ اقتِبـاس |

📄 حديث سَلوة |

سلامٌ لكلّ قَلب تعِب، ثمّ واصل..💗

سلامٌ لكلّ نَفس أُنهِكتْ ولم تجد من يُربّت عليهـا فوضعت يدها عَلى صدرها وتَغنّت بقوّتها وآمنت بما يُمكِنْ أنْ تقوم بهِ مِنْ أجل أن تقِف مُستندة بالله أولًا ثمّ بما منحها اللهُ من قوة وصُمود..🌿

نحن محاطُون بمن نُحبّ، الذين يَزرعُون الثّقة فِي طَريقنـا، ويُشيّدون بناياتِ السّلامِ في أرواحنـا، ويجعَلون من اللحظاتِ الباهتة لحظات مُزهرة بالوئـام والدّعم، ولكنْ ليسوا دائمًا حَولنـا فالحَياة تدفع كُلّ منـا في مسارِه الخَاص ودَربهِ المُختلف، فَحين يُسرقون منّا ولا نَجدُ عند ضعفنـا يدًا أو طبطبَة، نتُـوه في متاهاتِ الحياة وننسى أن في داخلنا مساحة واسعة تستطيع أن تنهض بنـا - بإذن الله - إذا دربناها عّلى ذلك 💛💫

نحن لا نستغني عن الآخرين، ولكن يجب أن نتعلم ألا ننهار إذا غابوا 🌿💫

💌 رِسالة وعي |

الشعور بالحاجة لِمَن يسمعك، طبيعي، الشعور بالخيبة حين لا يأتي أحد، طبيعي 🌟

لكن الخطر يبدأ حين نُقنع أنفسنا أننا لا نستحق العافية إلّا بوجود الآخرين 😥

اتّكئ على من تحب، نعم ✔️ 

لكن تدرّب على أن تكون قادرًا على الوقوف أيضًا إن لم تجد كتفًا قريبًا 👥

هذا ليس قسوة، هذا "نضجٌ عاطفي" ☕ 

🔶 ولكن كَيف تحافظ على اتزانك حين لا تجد دعمًا حينما تحتاج؟

📍 ذكّر نفسك دائمًا أن غياب الدعم في وقت الحاجة ليس دليلًا على أنّه لا أحد يقدّرك أو أنّك أصبحت بلا قيمة، فالدعم ليس مقياسًا للقيمة بل مقياسًا للظروف..

📍 افصل بين احتياجك العاطفي وبين قدرتك على المواصلة، كونك تحتاج من يسمعك أو يدعمك هذا أمر طبيعي جدًا، ولكنْ إذا رَبطت بين الحاجة للدعم والقدرة على المواصلة فأنت بهذه الطريقة تقيّد نفسك.. افصل بينهما حتى تستطيع أن تنهض بنفسك!

📍 طبّق قاعدة: "أشارك ألمي، لكن لا أُسلمه قياد حياتي"، لا بأس أن تشارك ألمك، أن تبكي وتكتب وتتألم، ولكنْ لا تجعله يُقرر مسيرة حياتك وتسلّمه مفاتيح قَلبك..

📍 اصنع طقوسك الصغيرة: كتابة، دعاء، مشي، شاي هادئ، من شأن هذه الطّقوس أنْ تُخفف قليلًا عما يثقل قَلبك، وتقدّم لك شكلًا من أشكال الدعم النفسي اللطيف.

📍 لا تطلب من أحد أن يكون "كل شيء" بالنسبة لك، كي لا تفقد كل شيء حين يغيب، وزّع احتياجك، قليلٌ من الأمان يأتينا من الأصدقاء، وشيءٌ من الفهم ننتزعه من أنفسنا، وطمأنينةٌ واسعة يمنحها الله، ثم تنبع القوة الحقيقية من أعماقنا.

هذه النّقاط اليَسيرة مِن شأنها - بإذن الله - أنْ تُعزز فِكرة النهوض بالنّفس بعد الاتكاء على الله 💛

☕ خِتام دافئ |

في هذا العدد يا رِفاق، لا أطلب منكم أن تتحلوا بالقوة دائمًا، وأن تبقوا دائمًا صامدين، لا يزوركم ضعف ولا وَهن بل على العَكس، أطلب منكم بلُطف أن نتقوى حين يغيب الدّعم، حتى لا ننهَار وسط الضُغوطات، أو ننكسر في لحظةٍ تتطلّب منّا مواجهة أو سَعي 💪🏻 

وهذه قوّة خفية لا تُرى، ولكنْ تُزرع بهدوء في قَلب تعلم أن يحمل نفسه برفقٍ وحنوّ 💗
كونوا بخير يا أحبّـاء، ودمتمْ بالله أقويـاء 🌸