خلاصة تقرير مؤشر اتجاهات العمل لعام 2024

بواسطة د. فادي عمروش #العدد 63 عرض في المتصفح
وفق التقرير هناك فرصة أمام أصحاب الأعمال في توجيه حماسة الموظفين تجاه الذكاء الاصطناعي.

في الثامن من مايو عام 2024، أصدرت شركتا مايكروسوفت ولينكدان تقريراً بعنوان: "مؤشر اتجاهات العمل لعام 2024"، يركَّز هذا التقرير على تأثير الذكاء الاصطناعي في بيئات العمل، ويستند إلى استطلاع شمل 31,000 شخص من 31 دولة بالإضافة إلى اتجاهات التوظيف في لينكدان، إذ يكشف التقرير كيف يؤثِّر الذكاء الاصطناعي على أساليب العمل والقيادة والتوظيف في جميع أنحاء العالم 

في الواقع، أصبح من الواضح أنَّ عام 2024 هو العام الذي سيصبح فيه الذكاء الاصطناعي واقعاً حقيقياً في بيئات العمل، فقد تضاعف استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) تقريباً خلال الأشهر الستة الماضية، إذ يستخدمه 75% من العاملين حول العالم، ومع تزايد حجم وسرعة العمل؛ أصبح الموظفون يجلبون تقنيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم إلى العمل، ولا يقتصر الأمر على جيل زد (Gen Z) فقط، بل يشمل جميع الأجيال.

ورغم اتفاق أصحاب الأعمال على أن الذكاء الاصطناعي ضرورة للأعمال، إلا أن العديد منهم يعتقدون أن مؤسَّساتهم تفتقر إلى خطَّة ورؤية لتحويل الأثر الفردي إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لدفع الأرباح. على صعيد آخر،من المتوقَّع أن يشهد سوق العمل تحولاً جديداً بفضل الذكاء الاصطناعي، ورغم المخاوف من فقدان الوظائف، يشير أصحاب الأعمال إلى وجود نقص في المهارات التي لها أدوار رئيسة في سوق العمل، ومع تزايد عدد الموظفين الذين يسعون إلى تغيير مسارهم الوظيفي؛ يقول المديرون إن القدرة على التعامل مع الذكاء الاصطناعي قد تصبح بنفس أهمية الخبرة!

الموظفون متحمِّسون للذكاء الاصطناعي في العمل

تُدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في مكان العمل بشكل غير متوقَّع، إذ يستخدم 75% من العاملين الذكاء الاصطناعي في العمل، و46% منهم بدؤوا بالفعل في استخدامه منذ أقل من ستة أشهر، ويقول المستخدمون إن الذكاء الاصطناعي يساعدهم على توفير الوقت بنسبة 90%، ويساعدهم على التركيز على أعمالهم بنسبة 85%، ويزيد من مستوى إبداعم في العمل بنسبة 84%، وبذلك يستمتعون بعملهم أكثر بنحو 83%.

ثلاثة أرباع الموظفين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي

ثلاثة أرباع الموظفين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي

على صعيدٍ آخر، يتَّفق 79% من أصحاب الأعمال على أنَّ شركاتهم بحاجة إلى تبنِّي تقنيات الذكاء الاصطناعي، لكن 59% منهم يشعرون بالقلق بشأن كيفية قياس حجم مكاسب الإنتاجية الناتجة عن الذكاء الاصطناعي، وبذلك تضاعف الاستخدام تقريباً في الأشهر الستة الماضية. بالمقابل 52% من الأشخاص الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي في العمل يترددون في الاعتراف باستخدامه في مهماتهم، بينما يشعر 53% من الأشخاص الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي في العمل بالقلق من أن استخدامه في المهمَّات يجعلهم قابلين للاستبدال.

بالنسبة للموظفين، يرفع الذكاء الاصطناعي مستوى الأداء ويكسر الحواجز المهنية.

تقرير مؤشر اتجاهات العمل

أبرز نتائج التقرير

  1. رؤية أصحاب الأعمال في التوظيف: يشير غالبية أصحاب الأعمال -55% منهم- إلى قلقهم بشأن توفُّر المواهب الكافية لشغل الأدوار الوظيفية في العام المقبل، وخصوصاً العاملين في مجالات الأمن السيبراني، والهندسة، والتصميم الإبداعي.
  2.   المحترفون يبحثون عن الفرص: في حين يقلق 45% من العمال المحترفين من أن يحل الذكاء الاصطناعي محل وظائفهم فإن نفس النسبة تقريباً 46%، تفكر في ترك وظائفهم خلال العام المقبل، وفي الولايات المتحدة، تظهر دراسات لينكدإن (LinkedIn) زيادة بنسبة 14% في طلبات التوظيف لكل وظيفة منذ الخريف الماضي، مع اعتبار أنَّ 85% من المحترفين يفكِّرون في تغيير وظائفهم هذا العام.
  3. نقص المواهب: بينما يخشى الموظفون من فقدان وظائفهم بسبب الذكاء الاصطناعي، فإن معظم أصحاب الأعمال يشعرون بالقلق من عدم قدرتهم على شغل الأدوار الوظيفية الرئيسة.  
  4.   مهارات استخدام الذكاء الاصطناعي: يقول 66% من أصحاب الأعمال إنهم لن يوظفوا شخصاً من دون مهارات في الذكاء الاصطناعي، و71% منهم يقولون إنهم يفضلون توظيف مرشح أقل خبرة ولديه مهارات في الذكاء الاصطناعي على مرشح أكثر خبرة من دونها. 
كل الفئات تستخدم الذكاء الاصطناعي

كل الفئات تستخدم الذكاء الاصطناعي

في حين يدرك أصحاب الأعمال قيمة استقطاب موظفين جدد ذوي مهارات في الذكاء الاصطناعي، فإنهم يغفلون عن قيمة تطوير موظفيهم الحاليين، فمثلاً:

  1.  45% من المديرين التنفيذيين في الولايات المتحدة لا يستثمرون حالياً في أدوات أو منتجات الذكاء الاصطناعي للموظفين.  
  2.  فقط 39% من الأشخاص الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي في العمل على مستوى العالم تلقوا تدريباً على الذكاء الاصطناعي من شركاتهم.  
  3.  فقط 25% من الشركات تخطِّط لتقديم تدريب على الذكاء الاصطناعي التوليدي هذا العام، مما يعزِّز من نقص التدريب في هذا المجال.  
اتجاهات التوظيف

اتجاهات التوظيف

المحترفون لا ينتظرون توجيهات أو تدريبات رسمية بل يكتسبون المهارات بأنفسهم.

·        76% من المحترفين يرون أنَّهم بحاجة إلى مهارات الذكاء الاصطناعي للبقاء في سوق العمل التنافسية.

·        69% من الأشخاص يقولون إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعدهم في الحصول على ترقية أسرع.

·         79% من الأشخاص يرون أن مهارات الذكاء الاصطناعي ستزيد من احتمالية حصولهم على فرص عمل.

خلال الأشهر الستة الماضية، ارتفع استخدام دورات LinkedIn Learning المصمَّمة لبناء مهارات الذكاء الاصطناعي بنسبة 160% بين المحترفين غير التقنيين، إذ يسعى أصحاب الأدوار الوظيفية المُهِمَّة مثل مديري المشاريع، والمعماريين، والمساعدين الإداريين إلى تحسين مهاراتهم.

كما شهدنا زيادة بنسبة 142 ضعفاً في أعضاء LinkedIn على مستوى العالم الذين أضافوا مهارات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وCopilot إلى ملفاتهم الشخصية مع تصدُّر الكتاب، والمصممين، والمسوقين للقائمة.

بالنسبة للغالبية العظمى من الأشخاص، فإن الذكاء الاصطناعي لا يحل محلَّ وظائفهم بل يحولها، وقد تكون وظيفتهم التالية وظيفة لم تكن موجودة من قبل، فمثلاً:

·        من المتوقَّع أن تتغير المهارات على مستوى العالم بنسبة 50% بحلول عام 2030 (منذ عام 2016)، ومن المتوقَّع أن يسرِّع الذكاء الاصطناعي التوليدي هذا التغيير ليصل إلى 68%.

·        أكثر من ثلثي الوظائف -68%منها- التي تنمو بسرعة في الولايات المتحدة هذا العام لم تكن موجودة قبل 20 عاماً.

·        12% من الموظفين يقولون إنهم بالفعل يشغلون أدواراً وظيفية جديدة مرتبطة مباشرة باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي.

أخيراً

ثمّة فرصة أمام أصحاب الأعمال في توجيه حماسة الموظفين تجاه الذكاء الاصطناعي نحو التحوُّل التجاري، من خلال:

تحديد مشكلة تجارية، ثم تطبيق الذكاء الاصطناعي: هناك مكاسب كبيرة يمكن تحقيقها عبر كل وظيفة، وإنَّ المفتاح هو اختيار عملية معينة وتطبيق الذكاء الاصطناعي عليها. 

اتخاذ نهج من الأعلى إلى الأسفل، ومن الأسفل إلى الأعلى: يتطلب الانتقال من التجريب إلى التحوُّل مشاركة كل المستويات الوظيفية في الشركات، من الرئيس التنفيذي إلى الموظف العادي.

إعطاء الأولوية للتدريب: لا يقوم المستخدمون المتمكنون من الذكاء الاصطناعي بذلك بمفردهم بل يتلقون تدريباً مستمراً، سواء على المهمات العامة أو على استخدامات أكثر تخصصاً لأدوارهم ووظائفهم.

لقد وصلنا إلى لحظة حاسمة للذكاء الاصطناعي في العمل، فكما ننظر إلى الوراء إلى عصر ما قبل الكمبيوتر الشخصي، سنتساءل يوماً ما كيف كان تُنجز الأعمال من دون استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. مع مرور الوقت، سيتغير كل جانب من جوانب الأعمال.

دمتم بخير

البرنامج الشامل في هندسة الأوامر واحتراف تشات جي بي تي 

خصم 60%

رمز الكوبون: 60AI

بالنسبة للمقيمين في سورية فلديهم خصم دائم عبر الرابط

الحصول على البرنامج
Mohamad Mkayesممدوح نجم2 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة خارج الصندوق البريدية

نشرة خارج الصندوق البريدية

نشرة دورية تصدر كلّ يوم سبت، يصدرها د. فادي عمروش تتضمن فكرة خارج الصندوق مع اغناءها بالروابط وما بين الكلمات، لتقول وجدتّها

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة خارج الصندوق البريدية