ما هو سيرفر MCP الذي سيعيد تشكيل صورة الانترنت مع النماذج اللغوية

20 يونيو 2025 بواسطة د. فادي عمروش #العدد 124 عرض في المتصفح
 MCP Server لمواقع الإنترنت يشبه Chromecast للتلفزيونات القديمة. كلاهما يُعدُّ طبقة وسيطة تمكِّن نظامًا تقليديًا أو قديمًا من التفاعل مع تقنيات العصر الحديثة، بطريقة ذكية وسلسة، دون الحاجة إلى إعادة تصميم كل شيء من البداية.

تحياتي

تخيَّل لو أن بإمكانك بث فيديوهات YouTube وNetflix على تلفازك القديم دون الحاجة إلى تغييره أو تحديثه… هذا تمامًا ما يفعله جهاز Chromecast. الآن، تخيَّل وجود حل تقني مماثل، لكن ليس للتلفاز، بل لمواقع الإنترنت! حل يجعل هذه المواقع مفهومة وقابلة للتفاعل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة مثل ChatGPT، دون الحاجة إلى إعادة برمجتها أو إعادة تصميمها بالكامل.

هذا ما يقدِّمه MCP Server.

تمامًا كما يحوِّل جهاز Chromecast التلفاز القديم إلى جهاز ذكي قادر على التفاعل مع الهواتف وأجهزة الكمبيوتر الحديثة لبث الوسائط، يحوِّل MCP Server موقع الإنترنت التقليدي إلى واجهة يمكن للنماذج اللغوية مثل ChatGPT فهمها والتفاعل معها.

يُعدُّ MCP، أو بروتوكول سياق النموذج (Model Context Protocol)، معيارًا مفتوحًا طوّرته شركة Anthropic، يهدف إلى تبسيط كيفية تفاعل الوكلاء المعتمدين على الذكاء الاصطناعي مع الأدوات الخارجية ومصادر البيانات، كما يوفِّر طريقة موحَّدة لربط هذه الوكلاء بقواعد البيانات وواجهات البرمجة (APIs) والأنظمة الأخرى، مما يسمح لهم بجلب البيانات ومعالجتها والاستفادة منها بكفاءة أعلى.

فيديو توضيحي رائع من تجميعي

فيديو توضيحي رائع من تجميعي

ما الذي يقوم به MCP؟

  • التوحيد القياسي: يوفر MCP واجهةً موحَّدةً لتفاعل الوكلاء الذكيين مع الأنظمة الخارجية، ممَّا يقلِّل الحاجة إلى تطوير تكاملات مخصَّصة.
  • الوصول إلى السياق: يمكِّن الوكلاء من الوصول إلى طيفٍ أوسع من البيانات والأدوات، مما يسمح لهم بأداء مهمَّات أكثر تعقيدًا.
  • تعزيز الوظائف: عبر تكامله السلس مع البيانات الخارجية، يتيح للوكلاء الذكيين أن يصبحوا أكثر فائدة وقدرة.
صورة توضيحية

صورة توضيحية

كيف يعمل MCP؟

يتبع MCP نموذجًا من نوع "عميل-خادم" (Client-Server):

  1. عميل MCP (MCP Client): جزء من وكيل الذكاء الاصطناعي، ويتولى التواصل مع خوادم MCP.
  2. خادم MCP (MCP Server): يعمل كجسر بين الوكيل الذكي والأنظمة الخارجية، ويقدّم واجهة موحَّدة.
  3. المضيف (Host): هو التطبيق أو البيئة التي يعمل فيها الوكيل، مثل نموذج Claude.

فوائد استخدام MCP

  • تكامل مبسّط: يقلِّل MCP من تعقيد ربط الوكلاء الذكيين بمصادر البيانات المتنوعة.
  • زيادة في المرونة: بفضل بروتوكوله الموحد، يسهِّل دمج أدوات جديدة بسرعةٍ وكفاءةٍ.
  • أداء أفضل: من خلال توفير طريقةٍ موثوقةٍ للوصول إلى البيانات، يساعد MCP في تحسين أداء الوكلاء الذكيين.

كما يعمل Chromecast وسيطًا بين التلفاز القديم والهاتف أو الكمبيوتر، لتمكين عرض المحتوى الذكي على جهاز محدود الإمكانات. وبالطريقة نفسها، يعمل MCP Server بصفته طبقة وسيطة بين موقع الإنترنت الذي لا يدعم نماذج اللغة، والنموذج اللغوي مثل GPT، فيتيح له فهم الموقع والتفاعل معه.

في كلتي الحالتين، لا تحتاج إلى تعديل المصدر الأساسي، إذ لا يتطلَّب Chromecast إعادة تصميم التلفاز، بل فقط تركيبه عليه. وكذلك، لا يقتضي استخدام MCP Server تغييرات جذرية في تصميم الموقع، بل يكفي إدراج بروتوكول MCP كطبقة وسيطة. تُعدُّ هذه الخاصية  ميزةً مهمةً، لأنها توفِّر تكاملاً غير تدخُّلي مع النظام القائم.

أما من ناحية المحتوى؛ فإن Chromecast يبث فيديوهات مثل YouTube إلى التلفاز، باستخدام HDMI وبث الوسائط. بينما يبثُّ MCP Server محتوى ذكيًّا وهيكليًّا على شكل سياق منظَّم إلى النموذج اللغوي باستخدام بروتوكول MCP، بصيغة JSON متوافقة مع معايير OpenAI أو ما يشابهها.

بعد تركيب الجهازين، تصبح التجربة مختلفة كليًّا. يصبح التلفاز ذكيًا، ويدعم منصات مثل YouTube وNetflix، بينما يصبح الموقع الإلكتروني قابلًا للفهم من قبل النماذج اللغوية، فيمكن للنموذج أن يجيب على الأسئلة حوله، ويوفِّر تصفُّحًا ذكيًا مبنيًا على السياق، ويدعم وكلاء ذكيين يتفاعلون مع المحتوى كما يفعل الإنسان.

وباختصار، فإن MCP Server لمواقع الإنترنت يشبه Chromecast للتلفزيونات القديمة. كلاهما يُعدُّ طبقةً وسيطةً تمكِّن نظامًا تقليديًا أو قديمًا من التفاعل مع تقنيات العصر الحديثة، بطريقةٍ ذكيةٍ وسلسةٍ، دون الحاجة إلى إعادة تصميم كل شيء من البداية.

دمتم بخير 

فادي


Mohammad1 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة خارج الصندوق البريدية

نشرة خارج الصندوق البريدية

نشرة دورية تصدر كلّ يوم سبت، يصدرها د. فادي عمروش تتضمن فكرة خارج الصندوق مع اغناءها بالروابط وما بين الكلمات، لتقول وجدتّها

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة خارج الصندوق البريدية