التفويض هو سرّ إكتساب الوقت

يتكلم الكثير عن طرق زيادة التركيز والعمل بعمق، وزيادة الإنتاجية وتقليل التشتيت، ولا خلاف طبعاً على أهمية ما سبق، ولكنني أعتقد أنّ المفتاح المكمّل هو اكتساب مزيد من الوقت، وجعل يومنا 48 ساعة، وهذا لا يتم إلّا بالتفويض. إن تعلم التفويض بشكل صحيح يعزز الإنتاجية ومهارات القيادة، ويكسبنا المزيد المزيد من الوقت.

لا يأتي التفويض دائمًا بسهولة إلى الناس وخاصة الذين يميلون إلى أن يكونوا بالغي الكمال، لكنها مهارة تستحق التطوير، علينا التفكير دوماً عليك أن تمرر أي عمل غير ضروري ان تقوم به شخصياً لشخص آخر، أي تفويض العمل الذي لا يزيد من كفاءتك وشغفك ، إلى شخص آخر.

هناك العديد من الأسباب لعدم تفويض الناس أعمالهم للآخرين، بعضهم ينشد الكمال، وبعضهم يقع بفخ أنّه من الأسهل القيام بكل شيء بأنفسهم، أو أنّ عملهم أفضل من عمل الآخرين.

وهذا فخ فهو غرور "التحيز الذاتي" حيث يعتقد البعض أن نقل العمل سيقلل من أهميتهم الخاصة، ويؤذي كبريائهم وقناعتهم أنّهم ينفذونه بالشكل الأمثل دوماً، وعلى صعيد آخر يفتقد البعض إلى الثقة بالنفس ولا يريدون أن يتفوق أحد عليهم فما بالك بمرؤوسيهم، ولعلّ قبول أنّه لا يمكنك القيام بكل شيء بنفسك هو خطوة أولى حاسمة للتفويض.

وهاكم نصائح للتفويض:

اختر الأشخاص المناسبين: يخشى الكثير التفويض لأنهم قد فشلوا في الماضي، لذلك من المهم أن تنقل العمل إلى الأشخاص الذين يمتلكون المهارات اللازمة ولديهم الحافز لإنجاز المهمة بشكل صحيح. وعليك التصالح أنّه عليك تعليم الشخص الذي ستفوّض له الأمور ولن يعطيك نفس الجودة من المرة الأولى ولا حتى الآخيرة، فلمساتك يجيب ان تبقى، ولكن الفرق شاسع بين أن تصرف 4 ساعات على مهمة ما لتحصل عليها بشكل كمالي، وبين أن تفوضها لأحد ما، وتحصل على 80% ومن ثم تصرف نصف ساعة لجعلها كمالية.

أعط صلاحيات: لا يمكن الحصول على تفويض فعّال بدون اعطاء صلاحيات للمفوّض، وإلا سيعود لك بكل مرة وستجد نفسك تنجز العمل معه.

اختر شخصاً يعرف عمله: في حالات عدّة يمكن تفويض امور روتينية مملّة لك لشخص آخر يحبّها ويستطيع انجازها بشكل رائع و هنا تصبح العلاقة رابحة للطرفين.

دمتم مفوّضين

فادي