المستقبل المُدهش لصناعة البرمجيات: هل سيتحوّل الجميع إلى "مُبرمجين"؟ |
13 سبتمبر 2025 • بواسطة د. فادي عمروش • #العدد 142 • عرض في المتصفح |
البرمجة ستصبح "رخيصة بشكل كبير"، بل قد تكون مجانية. فمجرد إدخال "سطر أو أمر واحد" سيكون كافيًا لإنتاج برنامجٍ متكامل مخصص لاحتياجات المستخدم.
|
|
في محاضرة ثرية ألقاها يوم 17 يونيو 2025، ضمن مدرسة الشركات الناشئة للذكاء الاصطناعي (AI Startup School) التي تنظمها Y Combinator، قدّم أمجد مسعد (Amjad Masad)، المؤسس الشريك والرئيس التنفيذي لمنصة Replit، رؤيته حول مستقبل صناعة البرمجيات في عصر الذكاء الاصطناعي، متسائلًا: "هل يمكن أن يصبح الجميع قادرين على بناء البرمجيات؟". |
مسعد، الذي تقود شركته replit اليوم ثورة في جعل البرمجة في متناول الجميع، وتبلغ قيمتها السوقية نحو 3 مليارات دولار بعد جولة تمويل من الفئة C بقيمة 250 مليون دولار، استعرض مسار تطوّر الحوسبة منذ أيام الحواسيب المركزية (Mainframes) التي كانت حكرًا على المتخصّصين، مرورًا بالحواسيب الشخصية التي بدأت كلعبٍ وهواية قبل أن تتحوّل إلى عماد الاقتصاد العالمي، وصولًا إلى المرحلة المقبلة: حيث وكلاء الذكاء الاصطناعي (AI Agents) سيكونون قادرين على بناء البرمجيات كاملةً نيابةً عن المستخدم. |
من البرمجة النخبوية إلى برمجة للجميع |
يرى مسعد أن ما حدث سابقًا في عوالم الحوسبة، يحدث اليوم في هندسة البرمجيات: تحوّلها من مجالٍ يتطلب سنوات من التعليم والخبرة، إلى مهارة يمكن للجميع اكتسابها، أو حتى تجاوزها تمامًا باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي. وهنا يأتي دور Replit التي تسعى إلى "حل مسألة البرمجة" وليس فقط تسهيلها. |
المنصة، التي بدأت كمحرر برمجي بسيط، أصبحت اليوم بيئة تطوير متكاملة (IDE) تدعم النشر، قواعد البيانات، ادارة المستخدمين، وخدمات الحوسبة السحابية. ولكن ما يُشكل التحول الجذري هو دخول الذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت رؤية Replit: "اجعل الجميع قادرًا على صناعة البرمجيات دون الحاجة إلى كتابة الكود بأنفسهم". |
البنية التحتية.. هي التحدي الأكبر |
بحسب أمجد مسعد، فإن جعل الوكيل البرمجي يكتب الكود ليس التحدي الحقيقي، بل التحدي يكمن في "البيئة التي يعيش فيها هذا الوكيل". هذه البيئة يجب أن تكون: |
|
كل هذا، بحسب مسعد، يشكّل ما أسماه بـ"موطن الوكيل" (Agent Habitat). |
مستويات الاستقلالية في وكلاء البرمجيات |
عرض مسعد تصنيفًا مشابهًا لما هو مستخدم في السيارات ذاتية القيادة، ليصف تطوّر استقلالية وكلاء الذكاء الاصطناعي: |
|
التغيير الجذري في سوق البرمجيات |
بحسب مسعد، فإن تطبيقات البرمجيات كما نعرفها اليوم ستفقد قيمتها تدريجيًا، لأن البرمجة ستصبح "رخيصة بشكل كبير"، بل قد تكون مجانية. فمجرد إدخال "سطر أو أمر واحد" سيكون كافيًا لإنتاج برنامجٍ متكامل مخصص لاحتياجات المستخدم. |
يرى أن هذه الثورة ستُعيد تشكيل الطريقة التي تُبنى بها الشركات، ويضرب مثالًا بموظفة في قسم الموارد البشرية في Replit، لا تملك أي خبرة برمجية، لكنها استطاعت خلال ثلاثة أيام فقط بناء برنامج هيكلي داخلي (Org Chart Software) باستخدام وكيل برمجي. |
![]() |
من الموظف المتخصص إلى الموظف الشامل |
المؤسسات في المستقبل، بحسب رؤية مسعد، لن تعتمد على تقسيم كلاسيكي للوظائف (برمجة، تسويق، تصميم)، بل ستميل إلى توظيف موظفين شاملين يجمعون بين المهارات، ويديرون وكيلًا ذكائيًا قادرًا على تنفيذ التفاصيل. الموظف لن يكون مسؤولًا عن "مهمات"، بل عن "تحقيق أهداف العمل". |
الختام: "الأفكار هي الثروة الجديدة" |
في نهاية حديثه، اقتبس مسعد من كتاب The Sovereign Individual، الصادر في التسعينيات، الذي تنبّأ بصعود الفرد المتمكّن من التكنولوجيا، حيث تصبح "الأفكار هي الثروة"، والقدرة على التفكير بوضوح هي الميزة التنافسية الأهم. |
في عالمٍ يستطيع فيه أي فرد أن يخلق برنامجًا كاملًا ويطوّره ويُديره عبر وكلاء ذكية، من يملك الفكرة، يملك السوق. |
مشاهدة ماتعة |
![]() - YouTube |
التعليقات