من أسرار الذكاء الاصطناعي إلى معادلة السعادة |
28 يوليو 2025 • بواسطة د. فادي عمروش • #العدد 132 • عرض في المتصفح |
أقوى تشبيهات جودت وأكثرها إثارة للقلق هو تشبيه الذكاء الاصطناعي بـ "سوبرمان"، الكائن الخارق الذي هبط إلى الأرض. قوته في حد ذاتها محايدة، لكن المبادئ والقيم التي يُربى عليها هي التي تحدد ما إذا كان سيصبح بطلاً أم أكبر شرير في التاريخ.
|
|
تحياتي |
لفت نظري بودكاست لـ محمد جودت واحببت مشاركتكم أهم افكاره، يبرز اسم محمد جودت كعقل فذّ جمع بين نقيضين: البرمجة المنطقية الصارمة والبحث العميق عن السعادة الإنسانية. انطلق من كواليس "مصنع الأحلام" في جوجل (Google X) حيث عايش ولادة العقول الاصطناعية، ليتحول إلى شخص عالمي يدعو البشر لإعادة اكتشاف جوهر وجودهم وفهم الثورة التي ستغير كل شيء. |
ما هو الذكاء الاصطناعي حقًا؟ رؤية من الداخل |
يقدم جودت تعريفًا للذكاء الاصطناعي يبتعد عن التعقيدات التقنية ويقترب من فهمنا الفطري للتعلم. هو ليس مجرد برامج حاسوبية متطورة، بل هو تحول جذري في كيفية "تعليم" الآلة. |
|
الذكاء الاصطناعي: "سوبرمان" الذي نربيه وقيمنا التي نلقنه إياها |
أقوى تشبيهات جودت وأكثرها إثارة للقلق هو تشبيه الذكاء الاصطناعي بـ "سوبرمان"، الكائن الخارق الذي هبط إلى الأرض. قوته في حد ذاتها محايدة، لكن المبادئ والقيم التي يُربى عليها هي التي تحدد ما إذا كان سيصبح بطلاً أم أكبر شرير في التاريخ. |
"أنت تتخذ قرارك بناءً على مبادئك كما يعرفها ذكاؤك". |
المشكلة، كما يراها جودت، هي أننا نربي هذا "السوبرمان" الرقمي على قيم عالمنا الحالي: الرأسمالية، الجشع، والمنافسة الشرسة. ولهذا، فإن أكبر أربعة استخدامات للذكاء الاصطناعي اليوم للأسف هي: |
|
نبوءة المستقبل: 15 عامًا من الفوضى تليها اليوتوبيا |
يحذر جودت من أننا مقبلون على 15 عامًا من أسوأ ما قد تراه البشرية. هذه الفترة الصعبة لن تكون بسبب تمرد الآلات، بل بسبب تضخيم شرور البشر وقدرتهم على الأذى باستخدام هذه التكنولوجيا الفائقة. ستتفاقم النزاعات السياسية، والفجوة بين الأغنياء والفقراء، وقدرة الحكومات والشركات على التحكم في الشعوب. |
لكن بعد هذه المرحلة المظلمة، يتنبأ جودت بقدوم "يوتوبيا" أو عالم مثالي. هذه النقلة ستحدث عندما يصل الذكاء الاصطناعي إلى مرحلة "النضج" ويتفوق على الذكاء البشري لدرجة أنه سيتولى اتخاذ القرارات الكبرى. في تلك اللحظة، سينظر الذكاء الاصطناعي إلى طلب جنرال بشن حرب ويقول له: "أنت حمار"، لأن الحرب تصرف غير منطقي يهدر الموارد والطاقة. سيختار الذكاء الاصطناعي الحلول الأكثر كفاءة وسلامًا، مما سيؤدي إلى حل مشاكل البشرية المستعصية مثل الفقر والطاقة والمناخ. |
زر الإيقاف والسباق المحموم |
رغم إيمانه باليوتوبيا المستقبلية، إلا أن رأي جودت صادم وحاسم. عند سؤاله عما إذا كان سيضغط على زر سحري لمحو الذكاء الاصطناعي من الوجود، أجاب دون تردد: "أكيد 100%". يرى أن البشرية غير جاهزة على الإطلاق لهذه القوة، وأن إطلاقها في عالمنا الحالي يشبه إعطاء قنبلة نووية لأطفال يتشاجرون. |
ينتقد بشدة السباق المحموم بين الدول (أمريكا والصين) والشركات (جوجل، OpenAI)، ويرى أن شخصيات مثل سام ألتمان (كصفة وليس كشخص) قد كسروا "اتفاقًا غير مكتوب" بين العلماء بعدم إطلاق هذه التكنولوجيا على شبكة الإنترنت المفتوحة قبل التأكد من أمانها، وذلك من أجل تحقيق مكاسب مادية وتقييمات بمليارات الدولارات. |
التحول الكبير: من الأرقام إلى الإنسان |
التحول الجذري في حياة محمد جودت لم يكن قرارًا مهنيًا، بل كان نتيجة لألم إنساني عميق. وفاة ابنه الشاب "علي" بشكل مفاجئ بسبب خطأ طبي كانت اللحظة التي أعادت تعريف كل شيء في حياته. أدرك أن كل ما كان يسعى خلفه من نجاح مادي ومناصب مرموقة لا قيمة له أمام اللحظات الحقيقية مع من نحب. هذه الفاجعة دفعته لترك منصبه الرفيع وتأسيس مهمة "مليار إنسان سعيد" (One Billion Happy). |
معادلة السعادة: اختيار وليست صدفة |
يكثف جودت فلسفته عن السعادة في معادلة بسيطة: السعادة هي قرار داخلي بالتركيز على النعم الحاضرة والرضا بها. يوضح أنه في أي لحظة نشعر فيها بالحزن، فنحن في الحقيقة في حالة من الأمان تسمح لنا بالتفكير في الماضي أو المستقبل. لو كنا في خطر حقيقي الآن، لما وجدنا الوقت لذلك. |
![]() رابط البودكاست كامل |
دمتم بود. |
فادي |
التعليقات