العطاء... طريقٌ إلى الثراء؟

تحياتي

ومن دون مقدمات؛ فقد قفز إلى ناظري فيديو سريع للباحث آرثر سي. بروكس (Arthur C. Brooks)، أستاذ السياسات العامة في جامعة هارفارد، يتحدث فيها عن نتائج مثيرة تُغيِّر النظرة التقليدية للعلاقة بين المال والعطاء. فخلافًا لما اعتاده علماء الاقتصاد من افتراض أن أصحاب الدخل المرتفع هم الأكثر عطاءً، توصل بروكس إلى نتيجة مغايرة: العطاء نفسه قد يكون مفتاحًا للثراء، وليس العكس.

بحثت أكثر عن الموضوع ووجدت أنَّ له فعلًا مصادر علمية، ففي دراسة نُشرت عام 2007 بعنوان هل يجعلنا العطاء أكثر ازدهارًا؟، استند بروكس إلى بياناتٍ من مسحٍ مجتمعيٍّ شمل نحو 30 ألف شخص، وأظهرت النتائج أن الأفراد الذين يتبرعون بانتظامٍ يحقِّقون لاحقًا زيادات ملحوظة في دخلهم، حتى بعد ضبط العوامل الديموغرافية. تعزز هذه النتيجة دراسة أُجريت عام 2009 في المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية، وجدت أن كل دولار يُنفق على العطاء قد يُنتج عائدًا قدره 3.75 دولارات، أي بنسبة مردود تبلغ 275%.

ليس هذا فقط:

• أظهرت دراسة أُجريت في جامعة نوتردام أن الأفراد الكرماء يتمتعون باستقرارٍ ماليٍّ أفضل على المدى الطويل بسبب عادات مالية صحية كالتخطيط والادخار.

• من خلال أبحاث في علم الأعصاب، تبيّن أن العطاء يُنشِّط مراكز المكافأة في الدماغ، ويُحفِّز إفراز الدوبامين، مما يعزِّز مشاعر الرضا والسعادة المرتبطة بالنجاح المهني.

• خلص بحث منشور في Journal of Economic Psychology، إلى أن ممارسة الكرم بانتظام تُفضي إلى أداءٍ ماليٍّ أفضل على المدى الطويل.

صورة من الفيديو

كيف يجعل العطاء الأشخاص أغنياء؟

• الفوائد النفسية: يُحرِّك العطاء دوائر المكافأة العصبية، مما يزيد التحفيز والإنتاجية في العمل.
• رأس المال الاجتماعي: يبني الكرم علاقات متينة تفتح أبواب التعاون والدعم.
• زيادة الإنتاجية: يُولِّد الشعور الإيجابي الناتج عن العطاء  طاقة نفسية للعمل والإنجاز.

خاتمة

هل هناك داع لمحاولة اسقاط اسلامية للموضوع؟ عن أبي هُريرة : أَنَّ رسولَ اللَّه ﷺ قَالَ: مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ- رواه مسلم.

الكيِّس من ربح

فادي