[عُدت] ولدي الكثير لأقوله بعد هذا الغياب 🎤 🧐- العدد #8

بواسطة Nada Abbas #العدد 8 عرض في المتصفح
على مُفترق الحرف وجادَّة السَّطر أقف، أكتب حينًا وأقرأ أحايين. عسى أن تُعرَّجَ على نشرتي فتسعد، أو في أسوأ الأحوال تمضي سلامًا بسلام

أنا ندى، زوجة وأم، طبيبة سابقًا وكاتبة محتوى حاليًا، توقّفت عن ممارسة مهنة الطب لأسبابٍ من أهمها الأمومة. لم تنقطع علاقتي بالطب ولا أظنها ستفعل، فلا زالت الاستشارات الطبية للعائلة والأصدقاء مستمرة. أما رحلة الكتابة الجميلة مستمرة ما شاء الله ذلك.

***

صباح الخير بعد غيابٍ طال لأسبابٍ لا مجال لذكر جميعها هنا. كان الابتعاد عن الكتابة طويلًا لدرجة أنني وقفت كثيرًا أمام هذه الصفحة الفارغة لا أدري ماذا أكتب أو كيف ابدأ.

لا أُخفيك، فتحت هذه الصفحة وأغلقتها عدة مرات، لكني قررت أخيرًا أن أترك العنان لأفكاري وحروفي لتنساب كيفما تشاء؛ لذا اعذر عباراتي المشتتة وأفكاري غير المترابطة. فالأمر كان إما أن أكتب أو أكتب لا مفر.

فوجئت أن نشرتي الأخيرة كانت قبل 4 أشهر 😨، مما أصابني بالخجل منك عزيزي القارئ، فأنت حين اشتركت في نشرتي كنت تتوقع وصولها لبريدك شهريًا، صحيح أن غيابها لن يؤثر على حياتك أو ينقص منها شيئًا، لكن عدم احترام الاتفاق الضمني غير المكتوب بيننا والذي ينص على أن اشتراكك كان في نشرة شهرية منتظمة، هو مربط الفرس هنا، لذا، أقدم لك خالص اعتذاري وأسفي على الإخلال بهذا الاتفاق.

صورة لكاتبة،&nbsp;أُنشئت بالذكاء الاصطناعي بواسطة&nbsp;DALL-E3<br>© Nada Abbas<br>

صورة لكاتبة،&nbsp;أُنشئت بالذكاء الاصطناعي بواسطة&nbsp;DALL-E3<br>© Nada Abbas<br>

 في شهر يوليو الماضي، أجبت على بعض الأسئلة التي طرحتها عليّ العزيزة دليلة رقاي، عن الكتابة والأمومة، كان من ضمنها سؤال: (الكتابة أم الأمومة؟)، وكان جوابي هو التالي: (الحمد لله لم يعصف بي هذا السؤال حتى الآن، وأتمنى ألّا تصلني رياحه العاتية أبدًا).

لم أكن أعلم حينها أن الرياح كانت تعوي خلف النافذة، تتحين الفرصة لتعصف بي. وبعد مدةٍ بسيطة كانت المواجهة، وبكل تأكيد كانت المعركة محسومة، أنهيت كتابة الأعمال والمهام التي كانت لديّ وسلمتها للعملاء، ثم اعتذرت عن أي عملٍ جديد.

الآن بعد انتهاء الظرف، أعود للكتابة والعمل ولكن طوال الوقت يدور في ذهني تساؤل: (هل استطيع العودة لنفس المستوى بعد هذا الغياب؟) ولا أقصد هنا مستوى الكتابة فقط، ولكن العودة لسوق العمل، إن أمكن قول ذلك.

كنت قد ذكرت في نشرتي السابقة كيف أن المستقل لا يملك رفاهية الغياب أو الاختفاء، حيث لا وجود لإجازةٍ مدفوعة الأجر، علاوةً على أن غيابه سيُلقي بغمامة سوداء عليه، تجعل رؤيته عصيةً على الأنظار، إلّا لو كان قد وصل لمرحلةٍ لا يمكن فيها لأي سحابٍة أن تُغطي على وهج اسمه وحضوره حتى لو اختفى لشهورٍ طويلة.

قادني هذا السؤال لسؤالٍ آخر: هل يعاني الكاتب الرجل مثلما تعاني الكاتبة وأخص هنا الكاتبة الأم تحديدًا؟ 

لا أقصد هنا المقارنة بين الاثنين من ناحية صعوبة العمل الحر وكل ما يرتبط بالكتابة من تحديات، وإنما جزئية الاضطرار للتوقف عن العمل لسببٍ عائلي مثلًا، بالطبع أدرك أن الرجل هو العائل الأساسي لأسرته وبالتالي لا يمكنه الانقطاع عن عمله إلّا لأسبابٍ قاهرة.

لكن لو افترضنا جدلًا أن عارضًا ما قد ألمّ به، حتى مع ذلك، سيظل لديه هامش من الوقت يمكنه خلاله الاستمرار في عمله حتى وإن تسبب ذلك في قلّة الأعمال التي سيُنجزها. لكن في حالة الأم الكاتبة، التي من الأساس لديها الكثير من الالتزامات والواجبات التي تلتهم جزءً كبيرًا من يومها ولا يتبقَ لها إلّا الوقت اليسير للكتابة، لذا فحين ترزح تحت ثقلٍ جديد يُضاف على ما هو موجود، تجد نفسها مُجبرة على الاختيار والمفاضلة.

رغم اشتياقي الشديد للكتابة، والعودة للتفكير ورسم الكلمات صورًا ومشاهد في خيالي قبل نقلها للورق، إلّا أن فترة الغياب قد تركت بصمتها، فهأنا ولليوم الثاني على التوالي أحاول التعبير عما يجول بخاطري ولكن المفردات تفّر مني وتختبئ فيصعب عليّ العثور عليها. كأنها تُعاقبني على فترة الغياب.

اسمح لي هنا أن اسألك هل مررت بنفس التجربة؟ لا أقصد الكتابة حصرًا، بل في كل المجالات، وكيف كان تأثير انقطاعك عليك وعلى عملك؟ وكيف تعافيت أو تعاملت مع الأمر؟ علّ في تجربتك ما يفيدني ويفيد الآخرين.

***

🎖️ إنجاز

دعني الآن أتشارك معك هذا الإنجاز. كنت قد ذكرت في إحدى نشراتي السابقة أنني اشتركت في مجتمع أندراس، وهو أول مجتمع رقمي مختص بتعليم كتابة المحتوى الطبي. وصراحةً، أنا معجبة جدًا بأسلوب د.شروق في التدريب، واعتمادها في التدريب والتقييم على كراس المتدرب. 

لقطة شاشة من كرّاس التمارين الخاصة بتقنيات كتابة المقدمة للمقالات الطبية ضمن تدريبات مجتمع أندراس

لقطة شاشة من كرّاس التمارين الخاصة بتقنيات كتابة المقدمة للمقالات الطبية ضمن تدريبات مجتمع أندراس

يعتمد كراس المتدرب على وجود شروحات وتمارين بطريقة مبتكرة، بحيث يطّلع المتدرب على الشرح وبعد أن يفهم كل جزئية، يُحل التمارين المُرفقة، ليحصل بعدها على تقييم د. شروق وملاحظاتها على كل تمرين بصورة مفصّلة.

لقطة شاشة لجزء من كرّاس تقنيات كتابة المتن للمقالة الطبية ضمن تدريبات مجتمع أندراس

لقطة شاشة لجزء من كرّاس تقنيات كتابة المتن للمقالة الطبية ضمن تدريبات مجتمع أندراس

الممتع في الأمر أن التمارين منوّعة، لا تصيبك بالملل، وتساعدك على الفهم، وبدلًا عن كتابة مقالة طبية كاملة يُطلب منك كتابة جزء معين من المقالة، فمثلًا كان هناك كُرّاس كامل -بتمارين تجاوز عددها 27 تمرينًا- مختص بانواع المقدمة المختلفة للمقالة الطبية. وكرّاس أخر لتقنيات كتابة المتن بتمارين تجاوز عددها 22 تمرين، وهناك كرّاس لكتابة الخواتيم وكرّاس للعناوين، مما يعني أن د.شروق قد فصّلت في شرح كل جزئية من المقالة الطبية وقدّمت كل التقنيات والطرق التي تضمن فهمك الكامل للموضوع.

لقطة شاشة من كرّاس التمارين الخاصة بتقنيات كتابة المتن للمقالات الطبية ضمن تدريبات مجتمع أندراس

لقطة شاشة من كرّاس التمارين الخاصة بتقنيات كتابة المتن للمقالات الطبية ضمن تدريبات مجتمع أندراس

يبدو أنني قد أسهبت في الحديث، ولكن لا بد من إعطاء كل ذي حقٍ حقه، والمجهود الذي تبذله د. شروق يجب أن يُذكر وأن تُشكر عليه، شكرًا د. شروق. 

نعود الآن للإنجاز 💪🏻

أنهيت حل تمارين الكرّاس الأول وجزء كبير من الكرّاس الثاني. صحيح أنه من المفترض أن أكون قد وصلت للرابع، ولكن، تبعًا للظروف والتوقف عن الكتابة، فإن هذا إنجاز عظيم بالنسبة لي 😊

لقطة شاشة من تعليق د. شروق بن مبارك على أخر تمرين في كرّاس كتابة أنواع المقدمة للمقالة الطبية، ضمن تدريبات مجتمع أندراس

لقطة شاشة من تعليق د. شروق بن مبارك على أخر تمرين في كرّاس كتابة أنواع المقدمة للمقالة الطبية، ضمن تدريبات مجتمع أندراس

أخيرًا

أتمنى أن أستعيد مهارتي ومفرداتي الهاربة بأسرع وقت، وعسى أن يكون ذاك هو الغياب الوحيد.

***

شكرًا لأنك منحتني هذه الدقائق الثمينة من وقتك، بملاحظاتك أسعد، وباشتراكك في نشرتي قلبي يطّرب. وإن وجدت أن ما بها يستحق المشاركة فشاركها ولك جزيل الشكر. دمت بخيرٍ ولطفٍ وعافية.

مريم بازرعةReemد. شروق بن مبارك3 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة Nada Abbas البريدية

نشرة Nada Abbas البريدية

على مُفترق الحرف وجادَّة السَّطر أقف، أكتب حينًا وأقرأ أحايين. عسى أن تُعرِّجَ على نشرتي فتسعد، أو في أسوأ الأحوال تمضي سلامًا بسلام.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة Nada Abbas البريدية