نشرة حمده صالح البريدية - العدد #24 |
| 17 نوفمبر 2025 • بواسطة حمده صالح • #العدد 24 • عرض في المتصفح |
|
طاقة البدايات
|
|
|
|
|
" يمكنك ان تبدأ بداية جديدة في أي لحظة تختارها، لأن مانسميه - فشلاً - ليس السقوط، بل البقاء على حالك " ماري بيكفورد |
|
هناك لحظة خفية لا نشعر بها إلا حين نعود…لحظة يشبه فيها الإنسان صفحة جديدة لم تُكتب بعد، لكنها تحمل أثر كل الصفحات السابقة |
|
فالسنوات تُهذبنا أكثر مما نظن، نتعلم أن البدايات ليست مجرد لحظة نقرر فيها أن نعود…بل هي مساحة نعيد فيها لذواتنا توازنها، ونستعيد طاقتنا التي بعثرتها الأيام، ونتهيأ لطريق نشعر أنه أقرب إلينا مما كان عليه سابقًا. |
|
إن للبداية طاقة لا تشبه أي مرحلة أخرى ، طاقة يأتي معها وضوح نادر، وشغف هادئ، ووعي يجعلنا نختار ما يناسبنا دون ضجيج أو استعجال، وكأن العودة — بعد انقطاع طويل — تمنحنا قدرة جديدة على رؤية الأشياء كما هي، بلا زوائد ولا تشويش. |
|
تعلّمت خلال الفترة الماضية أن البدايات ليست مجرد خط انطلاق هي نقطة وعي، ولحظة نرى فيها أنفسنا بوضوح أكثر مما كنا نرى عندما كنا في منتصف الطريق، نور صغير لا يكاد يُرى لكنه يحمل قدرة غريبة على تغيير مزاج الروح وإعادة ترتيب خطواته |
|
البداية تمنحنا ثلاث هدايا لا تمنحها لنا أي مرحلة أخرى: |
|
١) وضوح لم نكن نملكه من قبل |
|
حين يعود الإنسان بعد تجربة طويلة، يصبح انتقائيًا…لا يريد الضجيج، ولا كثرة الأبواب المفتوحة يريد الطريق الذي يشبهه فقط. |
|
٢) طاقة نظيفة |
|
الطاقة التي تأتي بعد الانقطاع تشبه هواءً جديدًا يدخل رئتيك لأول مرة.أقل تشتتًا… أكثر تركيزاً تعلم بالضبط من أين تبدأ |
|
٣)شغف بنكهة النضج |
|
نفس الشغف القديم، لكنه صار أعمق لم يعد اندفاعًا بلا وعي، بل رغبة واعية في خلق شيء يستحق البقاء |
"ما كذب الفؤاد ما رأى" |
|
أحيانًا، ما نظنّه “توقفًا” يكون في الحقيقة مسافة آمنة كي نعود بحضور أقوى ومهما طال الغياب، هناك نور صغير يبقى مشتعلًا في الداخل لاشيء قادر على اطفائه ينتظر لحظة العودة ليكبر، مستعدًا لبداية تُشبهنا، وتُعيد لروحنا ما فقدته من خفة، وما تشتت منها من نور |
|
الروح تعرف متى يحين وقت العودة |
|
واليوم…أكتب هذه الكلمات وأنا أختبر هذا النور بشكل مختلف ليس لأن البداية جديدة، بل لأن أنا التي تعود… لم تعد هي نفسها. |
|
الى ان ألقاك الاثنين القادم كن بخير 🩷 |
|



التعليقات