نشرة حمده صالح البريدية - العدد #25 |
| 24 نوفمبر 2025 • بواسطة حمده صالح • #العدد 25 • عرض في المتصفح |
|
الإنسان العادي
|
|
|
كيف يدرك الإنسان انه عادي ؟ |
|
|
في خضم مقارنات لا تنتهي، وفي زمن تُقاس فيه القيمة بعدد المتابعين والإنجازات والأضواء… ينسى الإنسان حقيقة بسيطة: أن العاديّ ليس عيبًا، بل مساحة واسعة يمكن أن يُبنى فيها الكثير |
|
" الكبرياء يجعلنا مزيفين، والتواضع يجعلنا حقيقيين "“ Pride makes us artificial and humility makes us real “ John C.Maxwell- The 21 lrrefutable Laws of Leadership |
|
الإنسان العادي يمشي بهدوء بينما الجميع يركض يلتفت إلى تفاصيل صغيرة قد يعتبرها غيره بلا قيمة لكنه قرر ان يعيش حياته خارج سباق “الأكثر” و"الأفضل" |
|
ليس عبئًا على العالم ولا نسخة باهتة منه، هو شخص اتخذ قراره بالتنفس بسلام يفكر، ويحب، ويحاول … |
|
|
يدرك الإنسان هذه الحقيقة حين يفهم أنه ليس الأفضل في كل شيء، وأن قدراته مهما علت ليست أعلى المقاييس، وأنه ـ ببساطة ـ واحد من الناس: يصيب ويخطئ، يملك ما يملكه غيره، ويفقد ما يفقده غيره هذا الإدراك لا يقلّل منه، بل يمنحه توازنًا حقيقيًا ويخفف كثيرًا من الأوهام التي يصنعها الانسان حول نفسه |
|
معظم المشاكل النفسية تبدأ حين يضخّم الإنسان صورته الداخلية؛ يظن نفسه صاحب قدرات لا ينافسه عليها أحد يتخيّل أنه لا يخطئ فينهار عند أول سقوط يرى نفسه مركزًا للدنيا وبلهجة متداولة |
|
" محور الكون " |
|
فيشعر بالاستحقاق الزائد وينزعج عند أي تجاهل، ويبحث دائمًا عن “دور استثنائي” فيتعب من محاولاته إثبات ما لا حاجة لإثباته |
|
لكن .. |
|
حين يعرف الإنسان أنه عادي جدًا |
|
يهدأ ويرضى بنظرته الطبيعية للانسان الغير كامل، يعمل بلا ضجيج، يتطور بلا ضغط، يقبل النقد بلا حساسية، ويتجاوز الفشل بلا مبالغة وهنا تحديدًا تصبح الحياة أبسط بكثير، وتختفي المشكلات التي كان سببها الأكبر تضخيم النفس لا غير بنظرة الكمال الزائفة التي اتت من وهم الكمال الذي لايشبه الحقيقة البشرية |
|
|
وهكذا حين يدرك الإنسان عاديته وبساطته كجزء من طبيعته، يجد في ذلك قوته و انفراده يعيش الحياة بسلام وصدق مدركًا أن التميز ليس في الكمال وان العادية لاتعني التكرار والسعي خلف القطيع بل في صدق الإنسان مع نفسه وقدرته على النمو والتطور وسط عاديته . |
|
الى ان القاك الاثنين القادم كن بخير 💕 |



التعليقات